[center]
فهي من نعم الله التي استحقت الإشارةُ والذكر { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلكَ ، وجعلنا لهم أزواجاً } سورة الرعد آية 38 وهي مسألةُ عبادِ الله الصالحين { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قُرة أعين } سورة الفرقان آية 74 .وهي في الإسلام عمادُ المجتمع ، وأساسُه المتينُ ، ومن التنطع الاستنكافُ عن الزوجة ؛ بل هو خلافهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أخشى الناس وأتقاهم ، وقد عدَّ رسول الهدىصلى الله عليه وسلم مثل هذا الفعل من التنطع والرغبة عن سنتهِ إذ هو القائلُ : (( هلك المتنطعون .... )) والقائل (( من رغب عن سنتي فليس مني )) وللزوجة على زوجها حقوقٌ يحميها الشرع ، وينفذها القضاء عند التَّشاحِ ،وليست تلك الحقوق موكولةً إلى ضمير الزوج فحسب وليس المقام مقام بسطها ، وإنما هي لمحة عابرة لبعض حقوقها عليه
1المهر : وهو عطيَّةٌ محضةٌ فرضها للمرأة ، ليست
مقابل شيء ، يجب عليها بذلُهُ إلا الوفاء بحقوق الزوجية ، كما أنه لا يقبلُ
الإسقاط ، ولو رضيتِ المرأةُ إلا بعد العقد { وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ،
فإن طِبْنَ لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً } سورة النساء آية 4
2- النفقة عليها بالمعروف : { وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف } سورة البقرة آية 233 .
3- المسكن والملبس : { أسكنوهن من حيثُ سكنتم من وُجْدِكم } سورة الطلاق آية 6 .
وبجانب هذه الحقوق المادية ، لها حقوقٌ معنويةٌ أخرى :* فهي حرة في اختيار الزوج : ليس لأبيها أن
يُكْرهَهَا على ما لا تريد قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تنكح البكر حتى
تستأذن ، ولا الثيب حتى تستأمر))ماخوذ من السنة
* ويجب على زوجها أن يعلمها أصول دينها : { يا أيها
الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } سورة
التحريم آية 6 .
قال الألوسي – رحمه الله – (( أستدل بها على أنه يجب
على الرجل تَعَلُّمُ ما يجب من الفرائض ، وتعليمهُ لهؤلاءِ )) وانظر إلى
هذا التطبيق العمليِّ في سلوك إسماعيلُ عليه السلام ، { وكان يأمرُ أهله
بالصلاة والزكاة ؛ وكان عند ربه مَرْضياًّ } سورة مريم آية 55 .
إن كثيراً منّا – ويا للأسف – مَنْ يغفل عن هذا الواجب ، فلا يقومُ به تجاه من
هم أحقُّ الناس بالتعليم ، ويقتصر اهتمام هؤلاء على أداء واجب النفقة ،
وما يتصلُ بها ، وما دَروْا أن هذا أعظم وأجلُّ
* ان يغار عليها ويصونها من العيون الشريرة :
والنفوس الشرهة ، فلا يوردها مشارع الفساد ، ولا يغشى بها دُور اللهو
والخلاعة ، ولا ينزع حجابها بحجة المدنية والتطور .
* أن يترفع عن تلمس
عثراتها وإحصاء سقطاتها : ولذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يكره أن
يأتي الرجل أهله طُرُوقاً )) . والطُّرُوق : المجيء بالليل من سفر ، أو
من غيره ، على غفلةٍ .
* وأخيراً فإن عليه أن يعاشرها بالمعروف والإحسان :
فلا يَسْتفزُّه بعضُ خطئها ، أو يُنْسيه بعضُ إساءتها : { وعاشروهن
بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ، ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} سورة النساء آية 19 . ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( لا يفرك مؤمن مؤمنةً ، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )) اقرؤا واعرفو قيمة الزوجة سواء لنفسها او لزوجها