كيف استمالك جرح نز من شغب
مل ابن نخلته في نازف صخب
فالجرح عرى عراجينا معصفرة
هزي إليك بجدع النخلة انتصبي
ليلان للنزف مدا في رؤى سعفي
كف التوجع حتى أحشفت رطبي
قد جئت و البوح في عيني متقد
فيذهل الرمل مسلوب الخطى خببي
وهذه سعفاتي بت أجمعها
حتى أشد بها يا نخلتي نسبي
كم أتعبتني كرانيفي أنضدها
إلى جذوع تنزى عمقها كربي
فاستبدلت سعفي خيطا تطرزه
واستبدلت بلحي الميمون بالعنب
هل أعتقت عندها سيزيف صخرته
وأحرقت ربه حمالة الحطب
ما عاد يرقصني في هولها حذري
عرافتي كيف مالت نخلة العرب
فلتضربي الآن خط الرمل في غسقي
واستقرئي الأنجم الحيرى من الشهب
شدي هنا قمرا ذابت منازله
وفصليه كعرجون من الحقب
ولتضربي الودع المسكون هاجسه
بفتنة البحر والأمواج والسغب
وخففي وطأة الأحزان في كبدي
ماذا دهاك انطقي فالجرح يعصف بي
بصرت يا ولدي من فجر أزمنة
تضاربت في رؤاها حكمة الكتب
نجمت دهرا ولكن أخفقت رسلي
عن كنه تعويذة قد شردت خطبي
السر عات فما جدوى تنبؤنا
هو الكسوف أتانا من يد العطب
قابيل ، ، يا ولدي قد عاف برزخه
فيقتفي خطوك المدسوس في الترب
حاقت بنا لعنة للجدي أولها
و الجدي ربك قبل التيه و الغضب
و الريح ناي مآس إذ تراقصنا
في وجهه القمري الوصل في طرب
تنفست أضلع التابوت عن شبح
يستدبر البدر يدمي واحة الهدب
يغور البئر في أوصال ساقيتي
و يسلب النخل خوثا لفه نسبي
حتى تمايل جذع نز أسفله
من جرح كرنافة بيعت بلا سبب
وهاجرت واحتي أسرابها فرقا
خلف البحار توشي سوءة العرب
و أنت يا ولدي للنخل أوردة
لا توقد الجرح عند المحنة اغترب
من باع نخلته تنحل نخوته
والأرض كالعرض لو أوغلت في الطلب
عرافتي غرقي النجمات في وجعي
قبل الصباح وضمي الغيب وارتقبي
وغادري مهجة السرداب في زمني
ثم ارحلي للمدى المشحون في حجب
مدي يديك إلى سياب محنتنا
تذوقيه وهزي الجذع واقتربي..
يا أنت ماذا يفيد التمر في حلك
قد ضيعت وجهتي في كهفها رهبي
وذوبت فلسفاتي محنة رجفت
مسروقة منك يا كرنافتي كتبي
مسروقة منك ألواحي ومحبرتي
و ذوبت سر أقلامي رؤى القصب
وذوبوا في دمي أعطاف نقطتنا
تلغي طواسين جرح في مدى العرب
من يشتري جبة الحلاج في سفري
ليل المحاق تخطاها على حقب
ماذا وقد سلبوا المجدوب جبته
وألبسوها دراويشا على لجب
وسارقو النبض من رؤيا حكايتنا
تفرعنوا في مداها وارتشوا أدبي
وفصلوها احتباسا مومسا رقصت
للغرب مترعة منزوعة الليب
أعجاز نخل مسوخ العرب خاوية
صرعى تخبطها الشيطان في أرب
ما القوم إلا أبا جهل يعجرفهم
بغيا فتبت يدا السادي أبي لهب
تبت يداه وتب الآن في أملي
وصل تمثله في غربتي نصبي
و أمة الوصل قد شاهت ملاءتها
عند المرايا و شاحت عندها خطبي
الشام تعلم لو في مصر مئذنة
تأوي مسيلمة الكذاب في النجب
سيناء تلعق عمق التيه من وجل
والطور يحفظ أرتال الدم السرب
موساك يا نقطة يبكيك يوسفه
فرعون في اليتم أدمته رؤى الريب
ينعى لديك صباحا حقل لهفته
والموج سكناه يفشي دمعة السحب
ماذا أحدث عن جرح يلاقحه
أيوب في الصبر حتى بيع في أدبي
عيساك يا برزخ الأرواح في وجع
فأمه المحنة الدكناء في شجب
باتت تصنعه للجيل بوصلة
وتنتقي من سماء الغيب ظل أب
تقيحت لغة الأوتار في نسقي
واضوعت ملح أشجاني شذى التعب
وأفرع النخل أغذاقا لمعظلتي
واستوحش الدرب عشاقا على حقبي
واستفرغ الليل بالأوهام خابيتي
والعمر مسفوحة في بيده قربي
أساءل التيه في بلوى متاهته
موساي ماذا لدى الألواح للعرب
يخيطهم ألم الماضي ، أنامله
ترقع الآن شرخي جبة النسب
والسامري تلاشت خلفه حقب
شارونه الآن رب ظاهر النصب
حتى استحالوا هنا أنصاف آلهة
شعب الإله هم المختار من نجب
صهيون فعلته تهويد كعبتنا
أبراهة الفيل أهداه رؤى اللهب
فاستنطق الجرح في مأساة واحتنا
ظلت تلاطفه في بعد مغترب
فغسلت عنده أحشاء ظلمتنا
وعالجت في أساها نزة الندب
وجففت في فمي ألحان خيمتنا
تقتات بعضي على بعض الهوى الخصب
في غور ذات الأنا تبكي مهلهلها
للنخوة الآن لم يغضب ولم يثب
هل خاننا بعده جساسه طربا
أم أبتر لم يخلف ثورة العقب
عرافتي لو تذبين الأسى زبدا
فالبحر مد غثاء في مدى الصخب
لعل تشرق في الأعماق أمنية
يرنو فؤادي لها في نخوة العرب [center]