الابتسامة ,, ألوان وأنواع ومعانٍ
تعتبر الابتسامة احدى لغات الجسد، و وسيلة من وسائل الاتصال غير اللفظي لدى الكائن البشري.
فالابتسامة سلاح قوي و فعّال يستخدمه الإنسان منذ طفولته للإقتراب و التودد للآخرين, فالطفل يتعلمها بعد ولادته بستة أسابيع.
و يؤكد خبراء الأحاسيس الإنسانية أن الشخص الذي يبتسم كثيراً يكون له تأثير إيجابي في الآخرين أكثر من الشخص الذي يبدو وجهه جاداً دائماً لذلك يعتبر المبتسمون أناساً دافئين و ودودين.
و يمكن القول إن الابتسامة هي واحدة من أهم العناصر في لغة الجسد التي نمتلكها ، فالابتسامة الصادرة من القلب هي ما تنفرد به الكائنات البشرية عن غيرها من الكائنات ، كما ثبت علمياً إن الإبتسامة تحرك 17 عضلة من الوجه بينما يحرك العبوس و التكشير 43 عضلة .
و لكن الابتسامة التي قد تبدو سلوكاً إنسانيا بسيطاً ، هي في حقيقتها سلوك معقد , فهي نفسياً تحتوي على أنواع و معان ، فهناك الابتسامة الصادقة، الزائفة، الخجلى، المنافقة، الغامضة و القلقة و غيرها.
كما ان الابتسامة تحتوي مجازاً على ألوان ، فهناك الابتسامة البيضاء (الصادقة) ، الصفراء (الزائفة) ، و السوداء (اليائسة)، و غيرها.
و يؤكد الباحثون على وجود 18 نوعاً من الابتسامة , و من بين هذه الأنواع المختلفة هناك نوع واحد فقط حقيقي و دافئ هو الابتسامة الصادقة.
هناك طائفة كبيرة من المشاعر و الأحاسيس تعبر عنها الابتسامة , فالإنسان يبتسم عندما يكون مبتهجاً أو يائساً أو حرجاً أو خجلاً أو لتغطية عدم الراحة أو لإرضاء شخص أقوى اجتماعياً.
و لذلك فإن للابتسامة مُسميات حسب نوع المشاعر التي تعبر عنها من ابتسامة الابتهاج العريضة إلى الابتسامة الخجلى ، إلى الابتسامة الغامضة ، و من الابتسامة الاجتماعية المهذبة إلى الابتسامة الزائفة.
و لأن الابتسامة أنواع ، فإن الإنسان المتلقي يعرف أكثر من غيره معنى الابتسامة المقصودة و الموجهة إليه ، و يستشعر العواطف و الأحاسيس التي تنطوي عليها هذه الابتسامة .
و تعتمد الابتسامات بأنواعها على عضلات الوجه ، فجميعها تستخدم عضلات الوجه استخداماً مختلفاً ، و يستطيع الانسان توظيف خبرته الإدراكية ، التي يستمدها من التفاعل الاجتماعي ، في التمييز بين أنواع الابتسامات ومغزاها الشعوري.
و تؤثر (المشاعر الحقيقية) على عضلات جانبي الوجه بالتساوي ، أما إذا كانت (المشاعر زائفة) فإن حركة عضلات الجانب الايسر من الوجه تفضح الاحساس الكاذب ، لأن عضلات الجانب الأيسر من الوجه أكثر تعبيراً من عضلات الجانب الأيمن.
و سبب صعوبة تزييف الابتسامة يعود إلى ان عضلات الوجه ذات العلاقة بالابتسامة ليست تحت سيطرة الانسان الواعية.
فالابتسامة الحقيقية تحتاج إلى مجموعتين من العضلات: المجموعة الأولى موجودة حول الفم و بالإمكان تحريكها ارادياً، و المجموعة الثانية موجودة حول العينين و لا تستجيب بحركتها إلا للمشاعر الحقيقية.
و تعتبر الابتسامة الصادقة الحقيقية (البيضاء) هي الاداة الصحيحة التي تعبر عن الابتهاج العفوي و السرور و صدق المشاعر , و فيها ترفع عضلة و جنات الوجه الرئيسية زاويتي الفم ، بينما يرتفع الخد بفعل عضلة أخرى و يجذب البشرة حول محجر العين إلى الداخل , و بقدر ما تكون العاطفة اقوى يتحدد أكثر فعل هذه العضلة.
و هذه الابتسامة تكون قصيرة ، ذلك ان أكثر الابتسامات إخلاصاً و الصادرة من القلب نادراً ما تلبث ظاهرة أكثر من اربع ثوان ، و قد تدوم نحو ثلثي الثانية !
أما الابتسامة الزائفة فهي ابتسامة غير متناسقة ، غير متسقة ، و كأن بعض الوجه يبتسم و البعض الآخر لا يبتسم ، فهي مضللة عن عمد , كما انها تدوم أطول من النوع الحقيقي ، و هي ابطأ بالنسبة إلى الانتشار عبر الوجه.
و يقرر الخبراء ان الابتسامة الزائفة هي الأكثر شيوعاً بين الناس ، و بما ان الابتسامة الزائفة أو الصفراء هي الرائجة فكيف لك ان تتعرف عليها؟
ان أكبر إفشاء غير مقصود للتعرف على ابتسامة زائفة هو العينان , فالعينان اللتان تضيقان عندما تكون الابتسامة من القلب ، انما تبقيان غير متأثرتين عندما يغطي الشخص بابتسامته الزائفة عواطف سلبية , لذلك تفحص العينين من أجل التعرف على خطوط الابتسامة و حرارة التعبير .
أما الافشاء غير المقصود الثاني للتعرف على نوعية الابتسامة فهو الفم , انظر إلى الفم , عندما تكون الشفة العليا مرتفعة بطريقة مبالغ فيها ، بينما تبدو الشفة السفلى مربعة دونما أي حركة في الفك ، تأكد عندها انها ابتسامة زائفة .
من حسن الحظ أنه قلما تخدع الابتسامة الزائفة أي شخص , ذلك لأنها تحدث احساساً مزعجاً و غير لطيف في الناظر ، الذي لا يكون قادراً على تحليل رد فعله عليها ، و لكنه غريزياً سرعان ما يدرك ان شيئاً ما ليس صحيحا تماماً.
فالعضلات حول أعيننا و التي نستعملها للابتسامة الصادقة لا يمكن وضعها تحت السيطرة الشعورية الإرادية للدماغ ، لذا ففي حالة الابتسامة الزائفة فإن الشفتين وحدهما يمكنهما ان تكذبا ، أما العضلات حول أعيننا فهي عضلات صادقة بريئة لا نستطيع توظيفها للمشاعر الكاذبة .