صلاة الدخول والخروج من المنـزليشرع للمسلم أن يصلي ركعتين إذا دخل
بيته و إذا خرج من بيته .
عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه
وسلم ؛ قال : " إذا دخلت منـزلك ؛ فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء ، فإذا خرجت
من منـزلك ؛ فصل ركعتين تمنعانك مخرج السوء". أخرجه البزار.
صلاة ركعتين بعد الوضوءيشرع للمسلم إذا توضأ أن يصلي ركعتين ،
وقد ثبت في هذه الصلاة فضل جزيل وخير كثير ؛ بشرط الإقبال عليهما بقلبه ووجهه .
عن عقبة بن عمار ؛ قال : كانت علينا
رعاية الإبل ، فجاءت نوبتي ، فروحتها بعشي، فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قائماً يحدث الناس ، فأدركت من قوله : " ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ، ثم
يقوم فيصلي ركعتين ، مقبل عليهما بقلبه ووجهه ؛ إلا وجبت له الجنة". قال:
فقلت : ما أجود هذه ! فإذا قائل بين يدي يقول : التي قبلها أجود. فنظرت ؛ فإذا عمر
؛ قال : إني قد رأيتك جئت آنفاً. قال : " ما منكم أحد يتوضأ فيبلغ (أو :
يسبغ) الوضوء، ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول عبد الله
ورسوله ؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية ؛ يدخل من أيها شاء". أخرجه مسلم
.
عن حمران مولى عثمان ؛ أنه رأى عثمان بن
عفان دعا بإناء ، فأفرغ على كفيه ثلاث مرار ، فغسلهما ، ثم أدخل يمينه في الإناء ،
فمضمض واستنشق ، ثم غسل وجهه ثلاثاً ، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار ، ثم مسح
برأسه ، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين ، ثم قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين ، لا يحدث فيهما نفسه ؛
غفر له ما تقدم من ذنبه". أخرجه الشيخان.
والحديثان يدلان على استحباب صلاة
ركعتين بعد الوضوء ، مع ملاحظة أن الفضل المذكور مقيد بقوله صلى الله عليه وسلم :
" يقبل عليهما بقلبه ووجهه" ، وبقوله : "لا يحدث فيهما
نفسه"كما أنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث بنحو هذا أنه قال في
آخره: "…لا
تغتروا"
صلاة تحية المسجديشتمل هذا الفصل على المسائل التالية :
· حكمها :يجب على المسلم إذا دخل المسجد وأراد الجلوس فيه أن يصلي ركعتين ، وقد دل على الوجوب أحاديث منها :
عن أبي قتادة السلمي ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إذا دخل أحدكم المسجد؛ فليركع ركعتين قبل أن يجلس
". أخرجه الشيخان
وفي رواية : " إذا دخل أحدكم المسجد ؛ فلا يجلس حتى يصلي ركعتين
·ما تحية المسجد الحرام ؟لم يأت ما يخرج المسجد الحرام عن عموم الحديث السابق ، فليست للمسجد الحرام تحية خاصة تختلف عن سائر المساجد .
نعم ؛ الآفاقي إذا دخل محرماً أول ما يبدأ به الطواف كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في حجته .
والحديث المشتهر على الألسنة : " تحية البيت الطواف" ؛ لا أصل له
إذا دخل المسجد وأقيمت الصلاة :
إذا دخل المسجد وأقيمت الصلاة ؛ فعليه أن يدخل في الصلاة التي أقيمت ، وتسقط عنه ركعتي تحيد المسجد .
والدليل على ذلك ما يلي :
عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال : " إذا أقيمت الصلاة ؛ فلا صلاة إلا المكتوبة". أخرجه مسلم
والشاهد : قوله : " فلا صلاة ".
ووجه الدلالة : أنه نفى مشروعية أي صلاة إذا أقيمت الصلاة .
إذا دخل المسجد و الإمام يخطب للجمعة :
إذا دخل المسلم المسجد و الإمام يخطب
للجمعة ؛ فلا يجلس حتى يصلي ركعتين تحية المسجد ، ويخففهما .
والدليل على ذلك ما يلي :
عن جابر بن عبد الله ؛ قال: جاء سليك
الغطفاني يوم الجمعة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فجلس ، فقال له :
" يا سليك! قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما" ، ثم قال : "إذا جاء
أحدكم يوم الجمعة ، و الإمام يخطب ؛ فليركع ركعتين ، وليتجوز فيهما" . أخرجه الشيخان
الصلاة بين الأذان و الإقامةيستحب للمسلم أن يصلي بين الأذان و الإقامة ، ويدل على ذلك ما يلي :
عن عبد الله بن مغفل ؛ قال : قال النبي
صلى الله عليه وسلم : " بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة (ثم قال في الثالثة : " لمن شاء" . أخرجه الشيخان
ويتأكد هذا الاستحباب بين الأذان و الإقامة لصلاة المغرب ، وذلك لما ورد:
عن عبد الله بن مغفل ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم ؛ قال :" صلوا قبل صلاة المغرب (قال في الثالثة : لمن شاء" ؛ كراهية أن يتخذها الناس سنة. أخرجه البخاري
وفي رواية عند أبي داود : " صلوا قبل المغرب ركعتين " ، ثم قال : " صلوا قبل المغرب ركعتين ، لمن شاء" ؛ خشية أن يتخذها الناس سنة.
من كتاب" بغية المتطوع في صلاة التطوع "