لمس موضع الألم عند القراءة
سؤال: شخص يقوم برقية من يأتيه بالرقى الشرعية الواردة عنه صلى الله عليه
وسلم وبما جاء في صحيح الكلم الطيب لابن تيمية والوابل الصيب لابن القيم،
ويأتيه بعض الناس ممن بهم أمراض عضوية كالسرطان والتقرحات وغيرها فيقوم
بقراءة القرآن وبعض الرقى الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم وبعض الرقى
المجربة الخالية من الشرك، ثم يقوم بعد التأكد من موضع الألم بالقراءة
والنفث على يده اليمنى ومسح موضع الألم اقتداء بعمله صلى الله عليه وسلم
عندما كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب
البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما" (أخرجه
البخاري)، وبأمره لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عندما شكى له وجعا يجده
في جسده منذ أسلم فقال له صلى الله عليه وسلم : "ضع يدك على الذي يألم من
جسدك وقل: "بسم الهه، ثلاث مرات " وقل سبع مرات: "أعوذ بعزة الله وقدرته من
شر ما أجد وأحاذر" (أخرجه مسلم )، فهل عمله هذا وهو وضع اليد على مكان
الوجع جائز؟ وهل يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم للصحابي: "ضع يدك " أن
وضع اليد من أسباب الشفاء، علما بأنه قد جرب ذلك كثيرا وشفى الله الكثير من
الرجال والنساء؟.
الجواب: لا بأس بالرقية على هذه الصفة فإن القرآن شفاء كما وصفه الله
تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} (44) سورة فصلت ،
ولا بأس أيضا بوضع اليد على موضع الألم ومسحه بعد النفث عليه، كما إنه يجوز
القراءة ثم النفث بعدها على البدن كله وعلى موضع الألم للأحاديث المذكورة،
والمسح هو أن ينفث على الجسد المتألم بعد الدعاء أو القراءة ثم يمر بيده
على ذلك الموضع مرارا، ففي ذلك شفاء وتأثير بإذن الله تعالى ( فتوى للشيخ
عبد الله الجبرين عليها توقيعه ).
تكرار بعض الآيات لأمراض معينة دون اعتقاد فيها
سؤال: هناك من القراء من يخصص بعض الآيات لأمراض معينة مع تكرارها بأعداد
معينة مع عدم اعتقادهم بأن العدد هو السبب في الشفاء، فما حكم هذا التخصيص؟
وما حكم التكرار؟
الجواب: لاشك أن القرآن شفاء كما أخبر الله تعالى بقوله تعالى: {قُلْ هُوَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} (44) سورة فصلت، وقوله: {يَا أَيُّهَا
النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي
الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (57) سورة يونس، فأما
قوله تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ
لِّلْمُؤْمِنِينَ} (82) سورة الإسراء، فقال كثير من العلماء: إن {مِنَ}
ليست للتبعيض وإنما هي لبيان الجنس أي جنس القرآن ومع ذلك فإن في القرآن
آيات لها خاصية في العلاج بها ولها تأثير في المرقى بها ومن ذلك فاتحة
الكتاب ففي حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي رقى بها:
((وما أدراك أنها رقية)) ( أخرجه البخاري رقم (5736)، كتاب الطب، ومسلم رقم
(2201)، كتاب السلام ).
وقد ورد فضل آيات خاصة كآية الكرسي ونحوها وسورتي المعوذتين فقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم: "ما تعوذ الناس بمثلهما " ( أخرجه النسائي (8/ 251)
رقم (5429، 5430، 5431)، كتاب الاستعاذة )، وكذا سورة الإخلاص والآيتان من
آخر سورة البقرة، فأما تكرارها ثلاثا أو نحو ذلك فلا بأس؛ فإن القراءة
مفيدة سواء تكررت أو افردت لكن التكرار والإكثار أقوى تأثيراً ( فتوى للشيخ
عبد الله الجبرين عليها توقيعه ).
تشخيص مرض المريض بأنه مس أو غيره
سؤال: هل يستطيع الراقي تشخيص مرض المريض بأنه مس أو غير ذلك؟
الجواب: معلوم أن الراقي الذي تتكرر عليه الأحوال ويراجعه المصابون بالمس
والسحر والعين ويعالج كل مرض بما يناسبه أنه مع كثرة الممارسة يعرف أنواع
الأمراض النفسية أو أكثرها وذلك بالعلامات التي تتجلى مع التجارب فيعرف
المصروع بتغير عينيه أو صفرة أو حمرة في جسده أو نحو ذلك، ولا تحصل هذه
المعرفة لكل القراء وقد يدعي المعرفة ولا يوافق ذلك ما يقوله، لأنه يبني
على الظن الغالب لا على اليقين، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين
عليها توقيعه ).
صفات وآداب الراقي بالرقى الشرعية
سؤال: ما هي الصفات والآداب التي ينبغي للراقي أن يتحلى بها؟
الجواب: لا تفيد القراءة على المريض إلا بشروط:
الشرط الأول: أهلية الراقي: بأن يكون من أهل الخير والصلاح والاستقامة
والمحافظة على الصلوات والعبادات والأذكار والقراءة والأعمال الصالحة وكثرة
الحسنات، والبعد عن المعاصي والبدع والمحدثات والمنكرات وكبائر الذنوب
وصغائرها، والحرص على الأكل الحلال والحذر من المال الحرام أو المشتبه لقول
النبي صلى الله عليه وسلم: "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة" ( أخرجه
الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين رقم 5526. )، "وذكر الرجل يطيل
السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام
فأنى يستجاب له) (أخرجه مسلم رقم (1515)، كتاب الزكاة )؛ فطيب المطعم من
أسباب قبول الدعاء ومن ذلك عدم فرض الأجرة على المرضى والتنزه عن أخذ ما
زاد على نفقته فذلك أقرب إلى الانتفاع برقيته.
الشرط الثاني: معرفة الرقى الجائزة من الآيات القرآنية: كالفاتحة،
والمعوذتين، وسورتي الإخلاص، وآخر سورة البقرة، وأول سورة آل عمران وآخرها،
وآية الكرسي، وآخر سورة التوبة، وأول سورة يونس، وأول سورة النحل، وآخر
سورة الإسراء، وأول سورة طه، وآخر سورة المؤمنون، وأول سورة الصافات، وأول
سورة غافر، وآخر سورة الجاثية، وآخر سورة الحشر، ومن الأدعية القرآنية
المذكورة في الكلم الطيب ونحوه، مع النفث بعد كل قراءة، وتكرار الاية مثلاً
ثلاثا أو أكثر من ذلك.
الشرط الثالث: أن يكون المريض من أهل الإيمان والصلاح والخير والتقوى
والاستقامة على الدين، والبعد عن المحرمات والمعاصي والمظالم لقوله تعالى:
({وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ
لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} (82) سورة
الإسراء، وقوله: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا
لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي
آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} (44) سورة فصلت ؛فلا تؤثر
غالبا في أهل المعاصي وترك الطاعات وأهل التكبر والخيلاء والإسبال وحلق
اللحى والتخلف عن الصلاة وتأخيرها والتهاون بالعبادات ونحو ذلك.
الشرط الرابع: أن يجزم المريض بأن القرآن شفاء ورحمة وعلاج نافع، فلا يفيد
إذا كان مترددا يقول: افعل الرقية كتجربة إن نفعت وإلا لم تضر، بل يجزم
بأنها نافعة حقا وأنها هي الشفاء الصحيح كما أخبر الله تعالى.
فمتى تمت هذه الشروط نفعت بإذن الله تعالى، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه).
القراءة على الجمع في مكان واحد بالمكرفون
سؤال: هناك بعض من يرقون بالرقى الشرعية يقومون بجمع من سيقرؤون عليهم في
مكان واحد ويقرؤون عليهم بالمكرفون وذلك لكثرتهم، فما حكم القراءة عليهم
مجتمعين؟ وما حكم استخدام المكرفون؟
الجواب: ذكر بعض القراء أن ذلك جرب فأفاد وحصل الشفاء لكثير من المصابين،
وذلك أن سماع المصروع لتلك الآيات والأدعية والأوراد يؤثر في الجان الذي
يلابسه فيحدث أنه يتضرر ويفارق الإنسي، أو أن هذا القرآن هو شفاء كما وصفه
الله تعالى فيؤثر في السامع ولو لم يحصل من القارئ نفث على المريض، ومع ذلك
فإن الرقية الشرعية هي أن الراقي يقرب من المريض ويقرأ عنده الآيات وينفث
عليه ويمسح أثر الريق على جسده بيده، ويسمعه الآيات والأدعية حتى يتأثر
بسماعها، فعلى هذا متى تيسر أن يرقى كل واحد منفردا فهو أفضل وإن شق عليه
فعل ما ذكر من القراءة قرأ في المكبر مع العلم بأن تأثيرها أقل من تأثير
القراءة الفردية، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه
).
استخدام الألفاظ العامية في الرقى الشرعية
سؤال: يوجد من يرقي بالرقى الشرعية من كبار السن من أهل الصلاح يستخدمون ألفاظا عامية مثل:
1- أنه ينفث على (مجامع العروق) ويقصد بذلك ملتقى العروق في العنق.
2- وأنه إذا زاد في القراءة على من به مس (يتفرقع) ويقصد بذلك أنه يصرع ويتخبط بسبب مس الجن الذي به.
3- وأنه يقول عندما يطلب من الجني الخروج من الممسوس (من العظم إلى اللحم إلى الشحم إلى الجلد إلى الهواء).
فهل هذه الألفاظ قادحة في الرقية والراقي؟
الجواب: متى كان هذا الراقي من أهل الصلاح وأهل المعرفة والتجربة؛ فإن
تصرفه جائز حيث إنه لا محذور في هذه الألفاظ ولا في هذا العمل فربما يكون
الجان يتأثر بالنفث عليه في مجامع العروق أكثر، لأنه يلابس الإنسي ويتغلب
على روحه، أما كلمة يتفرقع فلعلهم يخاطبون الجني بهذه الكلمة فتؤثر فيهم،
وهكذا قولهم: من العظم إلى اللحم إلخ، المعنى اخرج من هذا إلى الآخر، وأرى
أن هذه الألفاظ ولو كانت عامية لا تؤثر في الرقية، ومع ذلك فالأولى استعمال
الأدعية الواردة والأذكار المأثورة، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله
الجبرين عليها توقيعه ).
تخصيص آيات معينة بأعداد محددة لأمراض معينة
سؤال: ما حكم تخصيص آيات معينة وتكرارها بأعداد محددة لعلاج أمراض معينة؛
مثال أن يقرأ آيات معينة من سورة معينة ويكررها بأعداد محددة لمرض السرطان
مثلاً، وغيرها لمرض آخر إلى غير ذلك؟
الجواب: قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء
وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (82) سورة الإسراء، فظاهر الآية أن من القرآن
آيات تكون قراءتها سببا للشفاء والرحمة،وقيل: إن {مِنَ} لبيان الجنس أي
إن جنس القرآن شفاء ورحمة، ولاشك أن هناك آيات ورد فيها ما يدل على
الاستشفاء بها، وقد ثبت في حديث أبي سعيد قراءة سورة الفاتحة كعلاج للديغ
فأقر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "وما أدراك أنها رقية" ( أخرجه
البخاري رقم (5736)، كتاب الطب، ومسلم رقم (1 0 22)، كتاب السلام )، وفي
حديث آخر: "فاتحة الكتاب شفاء من كل داء" (أخرجه الدارمي رقم (3370)، كتاب
فضائل القرآن، وعزاه صاحب المشكاة للبيهقي في "شعب الإيمان ").
وثبت أن آية الكرسي سبب للحفظ من وسوسة الشيطان ، ورويت آثار عن السلف من
الصحابة والتابعين في العلاج ببعض الآيات القرآنية والأدعية النبوية وجربت
آيات السحر الثلاث في سورة الأعراف ويونس وطه؛ فوجدت مؤثرة في حل السحر وفي
علاج المحبوس عن أهله، وكذا قراءة المعوذتين، ولا بأس بتكرار القراءة
والاستعاذة كما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم كان ينفث في
يديه بعد جمعهما ويقرأ آية الكرسي وسورتي الإخلاص والمعوذتين ويمسح بهما ما
أقبل من جسده ( أخرجه البخاري رقم (5017)، كتاب فضائل القرآن )، فلا إنكار
على من فعل ذلك أو نحوه، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين رحمه الله عليها
توقيعه
)
حكم من يستكثر ما يعطيه للراقي ويستحل بذلك أذيته
سؤال: تلقى أحدهم علاجاً بالرقى الشرعية من أحد المشهور لهم بالصلاح والخير
وأعطاه أجراً على رقيته، ولكنه بعد ذلك استكثر ما أعطاه للراقي فادعى على
الراقي أموراً غير صحيحة حسداً منه لذلك الراقي فما حكم مثل هذا العمل؟
الجواب: يفضل أن الراقي يتبرع برقيته لنفع المسلمين واحتساب الأجر من الله
في شفاء مرضى المسلمين وإزالة الضرر عنهم وأن لا يطلب أجرة على رقيته بل
يترك الأمر إلى المرضى فإن دفعوا له أكثر من تعبه زهد فيها وردها وإن كانت
دون حقه تغاضى عن الباقي وهذا من أكبر الأسباب لتأثير الرقية أما إذا دفع
إليه شيئاً من المال عن طيب نفس فليس له الرجوع فيما أعطاه وذلك لأنه قد
سمح بها ودفعها كعطية أو هدية أو أجرة طيبة بها نفسه فرجوعه فيها كالرجوع
في الهبة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العائد في هبته كالعائد في
قيئه " ( أخرجه البخاري رقم (2621)، كتاب الهبة، ومسلم رقم (1622) 171!،
كتاب الهبات )، وفي حديث آخر: "ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب
يقيء ثم يعود في قيئه فيأكله " (أخرجه البخاري رقم (2622)، كتاب الهبة. )،
قال الراوي: ولا أعلم القيء إلا حراما.
ثم إن دعواه على الراقي أمورا أخرى يعتبر ظلما وإفكا وكذبا يعاقب عليه
وهكذا الحسد الذي حصل منه للراقي وقد قال تعالى عن اليهود: {أَمْ
يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ} (54) سورة
النساء، فالحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب فعليه أن يتوب ويترك
الظلم والحسد ويقنع بما قسم الله تعالى، والله أعلم (فتوى للشيخ عبد الله
الجبرين عليها توقيعه).
ليس من الخلوة جمع النساء في مكان واحد للقراءة
سؤال: هل يعتبرمن الخلوة جمع النساء في مكان واحد للقراءة عليهن فإذا انصرعت المرأة حضر محرمها؟
الجواب: لا يعد خلوة وجود نساء مع رجل واحد للقراءة عليهن جميعا حيث إن
الخلوة المحظورة كون المرأة وحدها مع رجل أجنبي لقوله صلى الله عليه وسلم:
(ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان " ( أخرجه الترمذي رقم
(2165)، كتاب الفتن، وأحمد في المسند (1/18، 26)، وقال الترمذي: حسن صحيح،
وصححه الألباني، وهو في صحيح الجامع رقم (2546). )، ففي حال وجود مجموعة من
النساء اثنتين فأكثر مع رجل من القراء الموثوقين من أهل الدين والإيمان
والخير والصلاح والاستقامة لمعالجة صرع أو مرض أو عين أو مرض نفساني لا
يكون ذلك محظورا لكن يقتصر القارئ على الرقية وراء الستر ولا يمس شيئا من
بدن المرأة الأجنبية بدون حائل وحيث إن الأولياء حاضرون فيفضل حضور من يخاف
على موليته من الإغماء ونحوه ليتولى مباشرة جسمها وتغطية بدنها، والله
أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ).
حكم من لا يؤمن بأن القرآن فيه شفاء
سؤال: ما حكم من لا يؤمن بأن القرآن فيه شفاء للناس ويعتبر ذلك من الخرافات
وأن العلاج يجب أن يكون بالأمور المادية أي عن طريق الأطباء فقط؟
الجواب: هذا اعتقاد باطل مصادم للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية كقوله
تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ
لِّلْمُؤْمِنِينَ} (82) سورة الإسراء، وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ
آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} (44) سورة فصلت، وكذا ما ورد من رقية الصحابي لذلك
اللديغ بأم القرآن فقام يمشي وما به قلبة وغير ذلك كثير، وبالتجربة إن
هناك أمراضا تستعصي على الأطباء الحذاق الذين يعالجون بالأمور المادية من
الإبر والحبوب والعمليات ثم يعالجها القراء الناصحون المخلصون فتبرأ بإذن
الله تعالى. فإن الغالب على الأطباء إنكار مس الجن وملابسته للإنسي وإنكار
عمل السحر وتأثيره في المسحور وإنكار الإصابة بالعين ؛ حيث إن هذه الأمراض
تخفى أسبابها ولا يكشفها الطبيب بسماعته أو مجهره أو إشاعته؛ فيحكم بأن
الإنسان سليم الجسم، مع مشاهدته يصرع ويغمى عليه، ومع إحساس المريض بآلام
خفية تقلقه وتقض مضجعه وتمنعه لذيذ المنام وراحة الأجسام.
ثم إذا عولج بالرقية الشرعية زال الألم بإذن الله تعالى ولكن القراء
يختلفون في معرفة الأدعية والأوراد والآيات التي تقرأ في الرقية وكذا سلامة
المعتقد من الراقي وإخلاصه وصفاء نيته وبعده عن المشتبهات وكذا كون المرقي
عليه من أهل التوحيد والعمل الصالح والدين القيم والسلامة من المعاصي
والمحرمات فإنه يؤثر بإذن الله تعالى تأثيرا عجيبا، والله أعلم ( فتوى
للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ).
الرقى الشرعية الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
سؤال: ما هي الرقى الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: ورد إنه صلى الله عليه وسلم كان عندما يريد النوم يجمع يديه وينفث
فيهما ويقرأ آية الكرسي والمعوذتين والكافرون والإخلاص ثلاث مرات، ثم يمسح
بهما ما أقبل من جسده يبدأ بوجهه وعنقه وصدره وبطنه ورجليه، فلما مرض كانت
عائشة تقرأ بها وتنفث وتمسح بيديه رجاء بركتها ( أخرجه البخاري رقم (5748)،
كتاب الطب ).
وورد أن بعض الصحابة رقى لديغا بالفاتحة فبرئ، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: " وما يدريك أنها رقية" ( أخرجه البخاري رقم (5749)، كتاب الطب،
ومسلم رقم (2251)، كتاب السلام )، وكان أيضا يتعوذ ويقول: "أعوذ بالله من
الجان، ومن عين الإنسان ثم استعمل المعوذتين " (أخرجه الترمذي رقم (2058)،
كتاب الطب، وابن ماجه رقم (3511)، كتاب الطب، وقال الترمذي: حسن غريب )،
وكان يرقي بقوله: "بسم الله أرقيك عن كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين
حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك " ( أخرجه مسلم رقم (2186)، كتاب السلام
). ونهى عن الرقية الشرعية وعلم بدلها: ((اللهم رب الناس أذهب البأس واشف
أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاء لا يغادر سقما)) ( أخرجه البخاري رقم
(5675)، كتاب المرضى، ومسلم رقم (2191)، كتاب السلام )، ومن ذلك أن يقول:
"أعوذ بكلمات الله التامة من شر كل ما خلق ( أخرجه مسلم رقم (2708)، كتاب
الذكر والدعاء )، ومن شر شيطان وهامة، ومن شر عين لامة ( أخرجه البخاري رقم
(3371)، كتاب أحاديث الأنبياء )، ومن شر مخلوقات الله كلها عامة، وقال:
"إذا اشتكى أحدكم فليضع يده على موضع الألم وليقل: أعوذ بعزة الله وقدرته
من شر ما أجد وأحاذر" ( أخرجه مسلم رقم (2202)، كتاب السلام )، ونحو ذلك (
فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ).
حكم تعليق أخذ الأجرة بشرط البراءة من المرض
سؤال: ورد في فتواكم حول أخذ الأجرة على الرقى الشرعية قولكم: "لا مانع من
أخذ الاجرة على الرقية الشرعية بشرط البراءة من المرض " فهل ينطبق ذلك على
الطبيب وهل يجوز أخذ الأجرة على العزائم التي يكتب عليها شيء من القرآن
والزيت وماء الصحة المقروء عليهما قياساً على جواز أخذ الأجرة على القراءة؟
الجواب: ورد في حديث أبي سعيد أن صاحبهم رقى سيد ذلك الحي بعد أن صالحوهم
على قطيع من الغنم فوفوا لهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقتسموا
واضربوا لي معكم بسهم) ( أخرجه البخاري رقم (5749)، كتاب الطب، ومسلم رقم
(2201)، كتاب السلام )، وقال: "إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله (
أخرجه البخاري رقم (5737)، كتاب الطب ).
ونقول: إن الطبيب المعالج إذا شرط أجرة معينة فلابد من شرط البراءة
والسلامة من المرض الذي يعالجه إلا إذا اتفقوا على دفع قيمة العلاج
والأدوية، فأما العزائم فالأصل إنها الرقى أي القراءة على المريض مع النفث
بقليل من الريق كتابة الآيات في أوراق ونحوها بماء الزعفران يجوز أخذ أجرة
على ذلك مقابل الأدوية وكذا ماء الصحة والزيت إذا قرأ فيه فله أخذ قيمته
المعتادة دون مبالغة في الأثمان بما لا مقابل له، والله أعلم ( فتوى للشيخ
عبد الله الجبرين عليها توقيعه ).
الأعضاء التي يدخل من خلالها الجني في بدن الممسوس وأثر ذلك
سؤال: بعض من يرقون بالرقى الشرعية يطلبون من الجني المتلبس في بدن الممسوس
الخروج وفي بعض الأحيان يطلب هذا الجني الخروج من بعض الأعضاء مثل العين
أو الأذن فيرفض الراقي ذلك- اعتقادا منه أن ذلك قد يؤذي الممسوس- ويطلب منه
الخروج من الفم أو أصبع القدم حتى لا يؤذي عين أو أذن الممسوس، فهل هذا
الاعتقاد صحيح؟
الجواب: معروف أن الجني يلابس الإنسي ويغلب على جميع بدنه والظاهر أنه يدخل
من جميع البدن ويمكن أن يدخل من بعض الأعضاء كالأصابع أو الحواس أو
الفرجين أو غيرها وهكذا يقال في خروجه فيمكن أنه يخرج من أحد الجانبين كما
دخل منه أو من أحد أصابع اليدين أو أصابع الرجلين والفم والأنف والأذنين
ونحو ذلك.
وقد حدثني من أثق به أنه حضر جنيا ملابسا لفتاة وبعد التضييق عليه طلب
الخروج من أصبعها السبابة في اليد اليمنى فخرج وهم ينظرون إلى الأصبع عندما
انغمس في التراب ولم يتأثر الأصبع، فالظاهر إنه لا يتأثر العضو الذي يخرج
منه سواء عينا أو أذنا، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها
توقيعه ).
حكم الاستحمام والشرب بالماء المقري عليه ورقية الحائض
سؤال: ما حكم الشرب أو الاستحمام بالماء المقروء علية بالقرآن؟ وما حكم
الرقية الشرعية على المرأة إذا كانت حائضا أو نفساء، وعلى الرجل إذا كان
جنباً؟
الجواب: على الجنب أن يبادر بالاغتسال قبل استعمال القراءة ليكون أقرب إلى
التأثير، ولوكان ذلك شرباً للماء المقروء فيه، أو غسلاً به.
فأما الحائض والنفساء فلها استعمال الماء المقروء فيه زمن العادة، حيث إنها
قد تتضرر بتأخير الاستعمال ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ص 194 ).
موقف الإسلام من الأطباء الشعبيين
سؤال: ما موقف الإسلام من الأطباء الشعبيين؟
الجواب: ورد في الحديث: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه، وجهله من جهله " (أخرجه البخاري رقم (5678)، كتاب الطب ).
فهؤلاء الأطباء الشعبيون قد عملوا بالتجربة على هذه الأدوية، ورجعوا فيها
إلى كتب الطب التي جمعها علماء عارفون بذلك، وهذا فن من فنون العلم لكثيرة،
قد تخصص فيه أقوام من عهد النبوة، وقبلها وبعدها، وعرفوا تراكيب الأدوية
وخواص كل دواء، وكيفية استعماله، مع اعتقادهم أنها أسباب للشفاء، وأن الله
تعالى هو مسبب الأسباب.
فعلى هذا لا بأس بتعلم ذلك والعلاج به، وعلى السائل أن يقرأ كتاب: (الطب
النبوي) لابن القيم، وللذهبي، و (الآداب الشرعية) لابن مفلح، وكتاب (تسهيل
المنافع)، وغيرها ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ص 209 ).
جواز الرقية على المريض والجنب والحائض
سؤال: هل تجوز القراءة والرقية الشرعية على المرأة المريضة بالمس والعين وغيره، وهي حائض، وعلى الرجل المريض وهو جنب؟
الجواب: يشترط لقارئ القرآن الطهارة من الحدث الأكبر، الذي يوجب الغسل،
كالجنابة والحيض، وأما المريض فالأكمل أن يكون طاهرا أيضا، لكن إذا مرضت
الحائض وتضررت جازت القراءة عليها زمن الحيض للحاجة، سواء كان المرض بالمس
أو السحر أو العين ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ج1 ص 195 ).
الأسباب والوسائل التي تعصم من الوساوس والأوهام الشيطانية
سؤال: ما الأسباب والوسائل التي تعصم الإنسان وتحصنه من الوساوس والأوهام الشيطانية، وتجعله سليما مستقيما في عقيدته وسلوكه؟
الجواب: عليه أولاً: أن يكثر من الاستعاذة بالله من شر الشياطين وأوهامها
ووساوسها، ويعتقد أن ربه هو الذي يعيذه ويعصمه ويحميه، ويحول بينه وبين تلك
الأوهام والتخيلات.
كما أن عليه ثانياً: أن يذهب من نفسه تلك التخيلات والواردات، التي تشككه
في عقيدته ودينه وطهارته وصلاته سواء في صحتها أو في أصلها، بل يعتقد
جازماً أنها عين الصواب والحق، وأن ما يجول في نفسه من الشك والريب في
صحتها أو موافقتها كله من أوهام الشيطان، ليوقعه في الحيرة وليكلفه ما لا
يطيق ، حتى يمل العبادة أو يعتقد بطلانها، وهذا ما يريده إبليس من
المسلمين، والله أعلم ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ج1 ص 212 ).