ضحاياه من ولايات أدرار، غرداية، ورفلة والأغواط

تبحث مصالح الأمن في عدة ولايات بالجنوب عن محتال مجهول الهوية، تمكن من النصب على شركة إطعام يقع مقرها الاجتماعي في غرداية، وشركتين لكراء العتاد والسيارات، وعدة مقاولات كبرى متخصصة، وحصل على مبلغ 8,2 مليار سنتيم من مؤسسات خاصة كعمولة، مقابل تأجير عتاد مختلف من هذه الشركات.
كما تزوّج المحتال من فتاة طيلة 3 أشهر بوثـائق مزوّرة. ويقول ''م.ج''، مسيـّر شركة متخصصة في تأجير آلات الأشغال العمومية والسيارات والحافلات من غرداية، كان قد أوقع به المحتال في مدينة حاسي مسعود في شهر أكتوبر الماضي: ''إن مظهر النصاب الذي يتراوح سنه بين 40 و50 سنة، لا يوحي أبدا بأنه كذلك، حيث يقود سيارة رباعية الدفع فاخرة من نوع أودي، ويحمل وثـائق يـُعتقد بأنه مزوّرة، تتطابق تماما مع أوراق شركة بريتش بتروليوم''.
وأشاع المحتال عن طريق شركات ومقاولات في حاسي مسعود، بأن فرع ''بريتش بتروليوم'' في الجزائر يطلب تأجير آلات أشغال عمومية لإطلاق مشروع تنقيب جديد في منطقة ''توهات'' بولاية أدرار. وقد تهافت عشرات الضحايا من الراغبين في كراء العتاد على مكتب المحتال الوهمي، الذي استأجره في أحد أحياء مدينة غرداية وجهزه بآلات مكتبية، وتمكن عبر طلب عمولته الشخصية من الحصول على مبلغ 800 مليون من ضحية واحدة مقابل توقيع عقد لتأجير 20 حافلة و6 آلات متخصصة في الحفر.
كما حصل، حسب الشكاوى، على مبالغ تتراوح بين 400 و600 مليون من 5 ضحايا آخرين، بعد أن وقـّع معهم عقودا وهمية للإطعام وإنجاز قاعدة حياة، وتأجير20 سيارة رباعية الدفع وتوريد مشروبات كحولية.
وتمكن النصاب، حسب شكوى بعض البطالين، من الحصول على مبالغ مالية تتراوح بين 2 و10 ملايين سنتيم مقابل توظيف عدد منهم في قاعدة الحياة الجديدة في أدرار. وحسب المعلومات المتوفرة لدى ''الخبر''، فإن قائمة ضحايا المحتال تتوزع بين أدرار، غرداية، ورفلة والأغواط، ويتعلق الأمر على الأرجح بالعشرات من أصحاب الشركات والبطالين.
والمثـير في قضية هذا الرجل هو أن أحدا لم يتمكن من الحصول على صورة له، رغم أنه أقام بين ولايات الجنوب طيلة 10 أشهر، وكان يتحدث بلهجة تتطابق مع لهجة سكان العاصمة.

المصدر : جريدة الخبر اليومي الجزائرية ليوم السبت 22 جانفي 2010