غزلية في عيون "الهزيمة" للشاعر العربي عبد القادر

غزلية في عيون "الهزيمة"

صبي بكفك خمرة الأشياء **** فلكم ثملت بكفك البيضاء
أصبحت في التاريخ أول عاشق **** و أقلت من عرش الهوى آبائي
ما قيس إلا ما عجنت و لا أرى **** ليلى سوى من فيضك الوضاء
نسكا بحسنك قد نحرت قصائدي **** و خلعت عني بزة الشعراء
إني لأجلك قد دفنت مبادئي **** و علقت – يا لؤمي- بكل وراء
لازلت أسكن في الخيام كأنني **** أدعوك جهرا تدخلين خبائي
كم ذا خدمتك بالقريض أميرتي **** ما الشعر إلا خادم الأمراء
أدمنت نفخ حرائقي بحدائقي **** و دمي بكفك صار كالحناء
فلقد عهدتك تعبدين تقهقري **** و تخاصمين الشدو في أصدائي
أنا يا هزيمة من هواك مبعثر **** من ذا يلملم في الدنا أجزائي
هذا قميصي قد من قبل و من **** دبر و قدت في الهوى أحشائي
مزقتني – أنا يا فداك – خرائطا **** فتمزق التاريخ في أشلائي
أمليت أفراحي له فتمردت **** لغتي و تأتأ فجأة إملائي
صوتي لصوتك قد تخاذل صوته **** و تعانقت في صوته أدوائي
آنست فيك النار فاحترقت بها **** سبلي و عدت بغير ما أضواء
ماذا بربك تملكين لحرقنا؟ **** كم تتقنين براءة الإيذاء
-يا عفو صوطك- قد جعلتك ربة **** حتى دعيت بعابد الشنطاء
كسرى لأجلك ها يكسر أضلعي **** و هرقل يوغل في دمار بنائي
و قلاع أندلسي يحاصرها أخي **** و قذائف الخلان في أحيائي
و أبو فراس في سجون أمية **** ضحكت عليه حمامة الجبناء
و السامري أراه يعبد عجله **** متعمما بعمامة الفقهاء
هذي النخيل خطيئتي فلتحرقي **** ولتنثري تمري على أعدائي
و النفط من بدع الرمال فطهري **** و لتغسلي غيري بهذا الداء
لا تتركي إلاك فوق خرائطي **** فلقد عبدتك أنت يا حسناء
أفعى الشتات أنا الذي هدهدتها **** فتدثرت لحماقتي بردائي
فأنا المتاح لكل مخلب كاسر **** و أنا المباح لشهوة الإلغاء
و أنا الغياب أنا الضباب و لا أنا **** و أنا الكفيف بساعة الأضواء
و أنا الذي في الصحو يحمل ضده **** سيان بين الصحو و الإغماء
قد جئت من أدنى المدينة تائها **** أسعى إلى بتري عن الأحياء
سافرت في كل المواطن هاجرا **** اسمي فساكنه على استحياء
سفرا إلى وجع يبدد وجهتي **** سفري إلى يزيد من إعيائي
السر بين أصابعي و مواجعي **** كالسر بين الخبز و الفقراء
و الفرق بين مسالكي و مناسكي **** كالفرق بين الماء و الصحراء
وطني الهزيمة و الهزيمة غربتي **** من ذا يواري سوءة الغرباء
شبق الهزيمة و الوراء جبلتي **** جبلت على شبق الوراء دمائي....


للشاعر الموهوب العربي عبد القادر

الله أكبر ، لا تعليق ، وشاعر اصطفت له الكلمات ...
شكرا لك يا متنبي ، أنت بطل

كلمات وابيات رائعة مشكور اخي الكريم على هذه المقتطفات الجميلة ولا تحرمنا من المزيد
ولو كان ممكنا ان تعرفنا بالشاعر الموهوب بارك الله فيك

أدمـت سياط حزيران ظهورهم فأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا
وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعوا متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟
سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً وأطعموها سخيف القول والخطبا
هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني عمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟
وعن بساتين ليمونٍ، وعن حلمٍ يزداد عني ابتعاداً.. كلما اقتربا
أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً؟ ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟
***************

نفحة من نزار قباانى

بالتوفيق ان شاء الله

كلمات رسمتها الاحزان
مشكور اخي الكريم