bibi11
عضو نشيط
عدد المساهمات : 32
نقاط التقيم : 96
تاريخ التسجيل : 31/05/2011
العمر : 39
 |  موضوع: سلسلة تاریخ عین صالح تابع  الأربعاء 1 يونيو 2011 - 4:39 | |
| صف أولاد المختار
صف أولاد المختار هو أقل عدد من أولاد باحمو لکن یتفوقون علیهم بالثراء والسلوک الهاديء الذي یکسبهم موقع صلب في البلاد وخارجها والزوی لما یتعلق الأمر بالسیاسة الخارجیة ورغم جفاظهم علی إستقلالهم فأنهم یفضلون الإقتراب منهم ویحتوي الصف علی جز ء من أولاد سوکنه ومن أولاد الحاج والدغامشة الفروع المرابطین الصغیرة وأخیراً أولاد هدي و أولاد بلقاسم أولاد المختار لا یخضعون کأولاد باحمو لسیادة حصریة لرئیس واحد فالشخصیة الأکثر أهمیة في القبیلة الحاج محمود ولد المختار لا یحکم إلا بعد إستشارة مجلس الجماعة المکون من أعضا ء یمثلون مختلف الفروع ، الحاج محمد بن سالم والحاج محمد ولد أق ،و السوکي ولد الحاج باجوده ، الحاج بوعمامة ، هم الجماعة التي تقوم بتسویة کل المسائل المتعلقة بالقبیلة أو بالحزب تتکون القبیلة من أربع فروع وهم أولاد المختار، أولاد باجوده ،أولاد حیدة وأولاد دحاج و أولاد المختار الذین هم أکبر عدد یعتبرون أنفسهم من أصل نبیل ویبحثون دوماً عن لعب دور الجواد أمام الآخرین الحاج محمود والحاج محمد والحاج سالم یشکلوا ثلاث أحزاب وأولاد باجودة یأتون بعدهم حسب درجة الأهمیة لکن یکونون فرع عددیاً ضعیف جداً إضافتاً الی أولاد دحاج وأولاد حیدة فهم أکثر منهم عدداً لکن تصنیفهم أقل درجة ویسکنون جمیعاً قصر العرب ما عدا أولاد باجوده ، أولاد الحاج علي وأولاد محمود وعائلة من أولاد المختاردحاج ولد محمد الصغیر الذین أستقروا بفقارة العرب والتي تسمی أیضاً فقارة أولاد باجوده وأخیراً عائلة من أولاد المختار إستقرت بالفقارة الکبیرة کل السکان من هذه القبیلة مقیمین ویهتمون بالزراعة والتجارة وبالإضافة الی بساتین فقارة العرب التي یملکنها کلها یملکون جزء من بساتین قصرالعرب مع عدد لاباس به في القصور المجاورة .وفي التجارة یسیطرون علی کل المعمالات التي تتم بعین صالح وبفضل مراسلیهم في غدامس و توات وتنبوکتو تمکنوا من توسیع منطقة عملیاتهم ومحلات التجزءة الموجودة بالقصر ملک لهم ماعدا بعضها لرجال من غدامس یقیموم في عین صالح في الشتاء ویزاولون التجارة .أما الزوی وأولاد باحمو الذین یمارسون نقل البضاعة عن طریق القوافل فهم یشترون بعض البضا ئع من میزاب وغدامس وتینبوکتو للبیع لکن لا یقومون بالتزود وتخزین البضائع من أجل التجارة الیومیة ویقول أولاد المختار أن جل ثروات البلاد والبضائع التي في المخازن هي ملک لهم أو لشرکائهم الأجانب وکل السیولة التي تتداول في البلاد هي بین أیدیهم ، إذا یلعبون دور جد معتبر وهام جداً وعددهم کبیر في قصر العرب وبفضل ترکیزهم في هذه النقطة أصبح لهم نفوذ راجح وخاصة فی مایتعلق بدورالشرطة المحلیة رغم قربهم من قصبة باجوده وعددهم 70 عائلة ویوفرون 89 مقاتل مسلحین ببنادق مقسمین کما یلي 31 عائلة أولاد المختار ب 37 بندقیة ، 10 عا ئلات أولادباجوده 12 بندقیة ، 8 عائلات أولاد دحاج 9 بنادق 18 عائلة أولاد حیده 31 بندقیة .وتملک القبیلة کلها 9 جیاد بینهم 5 لأولاد المختار و40 مهري و260 جمل وعندهم 30 عبد وأکثر من 100 حرطاني کلهم معتوقین وأغنیاء لکن تحت سیادة أسیادهم القداما وهم یوفرون مد من 50 بندقیة منها 45 في القصر الکبیر و10 في فقارة العرب ویعتمد علیهم أولاد المختار فنری هنا أنهم یملکون قوة کبیرة أکبر من کل الفصائل الأخری التابعة للصف المضاد علی أقل في أغلب أوقات السنة أولاد سوکنه
أولاد المختار یسکنون الجهة الشمالیة من قصر العرب مع قسمین من أولاد سوکنه المنتمین لصفهم والذیم یتکونون من فرعین أولاد بودبوس وأولاد دحمان وهم أغنیاء لکن عددهم قلیل أولاد بودبوس عندهم 4 بنادق وأولاد دحمان 5 بنادق وهم مجتمعین یمکن أن یدعموا أولاد المختار ب 16 بندقیة بدون حساب 5 حراطین ، وهم أساساً مزارعین وتجار إذا سمحت الفرصة ولا یملکون سوی 15 جمل . أولاد الحاج
أولاد الحاج مثل کل مناصرین أولاد المختار هم مقمین وأیضاً أولاد بلقاسم وأولاد الحاج بلقاسم وأصلهم من أهل عزي أبناء مرابط قادم من زاویة سیدي معبد ویقیمون کلهم بقصر أولاد الحاج ما عدا فرع منهم یسکن في الساهلة التحتانیة وعندهم 18 بندقیة وهم أغنیاء وملاک ویملکون 4 جیاد و10 عبید و 25 حرطاني وبکل هذا یمکن أن یخرجوا 40 بندقیة من نفس القصر وکبیر أولاد الحاج هو بابا ولد أحمد أما مجموعة الساهلة التحتانیة الذین یقیمون بالفصر نفسه والمطارفة فعندهم 3 بنادق و 5 محاربین ولهم عائلة واحدة من الحراطین تابعة لهم بمجموع 6 بنادق تحت أیدیهم ویملکون 4 جمال فقط أولاد بلقاسم (أولاد هدي)
أولادالحاج هم مثل أولاد الحاج یسکنون قصرأولاد بلقاسم ویمارسون تجارة الرقیق وأغنیاء لکن أقل عدد من الفرع الآخرمن قبیلتهم الصغیرة وعندهم 5 بنادق ویمکن أن یفوروا 7 مقاتلین ویملکون 1 حصان و50 جمل و18 عبد و15 حرطاني . الدغامشة
الدغامشة هم أیضاً فرع من المرابطین من أهل عزي قادمین من سیدي معبد وهم جمیعهم مزارعین ویسکنون القصرالذي یحمل إسمهم وهو قریة بدون أهمیة ویشکلون 12 بندقیة ولهم 10 حراطین و بدون عبید ثروتهم 15 جمل فقط ولا یمکن أن یوفروا سوی 4 بنادق بدون حساب حراطینهم وکبیرهم هو الغندور ولد الحاج أحمد . الزوی
من بین العدید من سکان الصحراء الذین یعتبرون عملاء لأولاد سید الشیخ هم المجموعة المعروفة بالزوی . ولم یبقی من هذه القبیلة القدیمة التي کانت قدیماً مهمة کثیراً سوی فروع مبعثرة هنا وهناک في کل ناحیة توات وواحات الشمال وهي تشکل العضو الثالث المکون لسکان عین صالح وهم کخدام من أول مرة لأولاد سید الشیخ یعتبرون الزوی کأخلص و أقدم و أحسن التابعین مع قلیل من النبل الدیني الذي تحتله خصوصاً کل الفروع وهو راجع لأصل العائلات المترتبطة أساساً بمختلف عائلات سیدي الشیخ عبد القادر والتي إختلطت بأخفادهم فأخذوا أسماء أبنائه أو خلفه . و زوی عین صالح یسیطرون عامة علی زاویة سیدي الحاج محمد ، لکن في الحقیقة بعضهم فقط ینتمي الی هذه الفرع والعدید منهم هم زوی السي محمد بن الشیخ وهو أصلهم لکن إختلاطهم ببعضهم البعض محی الفوارق بینهم وأصبحوا یحملون نفس الإسم الأول وهم الأکثر شهرة و یشکلون أربع فروع وهم الدحامنة أو أولاد دحمان ، أولاد السي بوحفص ، أولاد سیدي الجیلالي ، أولاد یسدالحاج الشیخ الذین یرتبطون بالسابقین .الزوی عموماً یبقوا بعیدین عن الأقسام التي تکونت بین سکان عین صالح وأحیاناً کانوا یمیلون الی حزب و الی آخر من الصفوف مع تحیز واضح الی صف أولاد المختار الذین یتقاسمون معهم النطرة السلمیة في الشؤون الداخلیة أما في ما یخص الشؤون الخارجیة بعلی العکس یتوجهون نفس توجه أولاد باحمو الدحامنة أو أولاد دحمان
الدحامنة یسکیون الساهلة التحتانیة والساهلة الفوقانیة وأساساً في القصرالأول أین یمثلون 17 بندقیة وفي الثاني 6 فقط والکل مجتمعین یمکن أن یخرجوا 29 مقاتل أین یمکن إضافة جزء من 10 عبیدهم و 12 حرطاني بمجموع 35 بندقیة قطیعهم یقدر ب50 جمل و5 مهارة وکبیرهم سیدي بوحفص الدحامني یسکن بالساهلة التحتانیة ولکن الجمیع یعترفون له بالسیادة ویرعون قطعانهم بتادمایت ، لکن مجموعة الساهلة التحتانیة تفضل الذهاب الی ناحیة واد سارات أو الی العقایة بواد أمقیدن وسکان الساهلة الفوقانیة یبقون بین واد دیس و واد الشبابة .
أولاد بوحفص
أولاد سیدي بوحفص یسکنون حصریاً فقارة الزوی والعدید الکبیر منهم یسکن بالفقارة الکبیرة والباقین یشکلون 4 بنادق بزاویة مولاي هیبة أین یقیم کبیرهم السي الحاج موسی وهم جمیعاً 25 خیمة منها 20 بالفقارة الکبیرة ویشکلون 32 محارب دون حساب 13 حراطین و10 عبید وقطيعهم متکون من 75 جمل و15 مهري ویذهبون خصوصاً الی المعدر و واد أمسید وواد میا حتی إنفل والناحیة السفلی لواد سارات . أولاد سیدي الجلالي
ینقسم أولاد سیدي الجیلالي بین الفقارة الکبیرة وملیانة المجموعة الأولی کبیرها سیدي الحاج الجیلالي ولد الحاج محمد وعندهم 8 بنادق ویمکن أن یخرجوا إجمالاً 12 بندقیة دون حساب 5 حراطین و3 عبید وهم 88 خیام یملکون 5 مهارة و37 جمل ومراعیهم هي نفسها مراعي أولاد سیدي بوحفص ومجموعة ملیانة کبیرهم هو کبیر الدحامنة ویذهبون معهم الی واد أفلسز و واد أدرق بالعقایة وعلی طول واد میا حتی واد الشبابة وهم کسابقیهم 8 خیام ولهم في المجموع 10 محاربین بما فیهم 6 حراطین و4 عبید ویملکون 5 مهارة و30 جمل أولاد سیدالحاج الشیخ
کبارأولاد سیدالحاج الشیخ هم بوضیاف ولد الحاج الشیخ وسیدي محمد ولد سیدي علي یسکنان الساهلة الفوقانیة وهم 15 خیمة بها 20 رجل و5 عبید و10 حراطین ویملکون 60 جمل و3 مهارة مراعیهم الإعتیادیة واد أولقي شرق تسنایات والمعدر بین واد مسابد و واد جوکران . أولاد الطالب علي
لقد رأینا أن أولاد الطالب علي یرتبطون بالزوی من جهة الأم وبعضهم کالذین یقیمون بسلافن یعتبرون منهم إلا أنهم مقیمین وکبیرهم الحاج محمد ولد محمد وهم 11 منزل ولهم 21 بندقیة دون حساب 7 حراطین و5 عبید ویملکون 28 جمل ویعتبرون عموماً ینتمون الی مجموعة أولاد بیازید الذین لهم نفس الأصل وهذه العائلة الصغیر تدخل ضمن الأرقام التي تقدمنا بها وفي الأخیر حتی ننهي هذا التعداد یجب ذکر أولاد سیدي هني عائلة من المرابطین معزولة ولا تحتوي سوی علی أولاد صغار السن ویعیشون مع أولاد الطالب علي بسلافن . III
التکوین السیاسي والإ جتماعي- الوضع والدور السیاسي
التکوین الإ جتماعي و السیاسي
بعد الدراسة المعمقة للعمید دوکلومب کل الأبحاث الجدیدة فی عادات وتقالید سکان توات لیست واضحة فبالنسبة لسکان القصور العرب والحراطین فلیس هناک أشیاء یمکن أن نضیفها الی هذه المعلومات الدقیقة ، لکن یلاحظ أن في الجز ء البدو الرحل کقبیلة أولاد باحمو ومجموعتهم لهم إتصال مع التوارق وعندهم نفوذ خاص لدیهم وهم یشعرون بأنهم یعیشون نفس نمط المعیشة فخیام الجلد المستعملة فی الأهقارهي نفسها عندهم وعندهم نفس السیف التارقي ومنهم من لازال حدیثاً یستعملون الرمح والدرع والکثیر منهم یلبسون اللباس الأزرق ویرتدون اللحاف الأسود .وهم مثل التوارق غزات ولا ینتهون من الإقتتال مع الشعوب المجاورة یقطعون الطریق ویسلبون القوافل ،وأولاد دحان أیضاً یتمتعون بشهرة في هذه الجهة من الصحراء تغضب أکثر من الإبوقلان أنفسهم ولأنهم یعیشون جزء من السنة في قصورهم بین الشعوب العربیة من نفس عرقهم فقد إحتفظوا بأغلب عاداتهم .ولیس من غیر مصلحة دراسة بعض التفاصیل وذالک لجمع بعض الوثا ئق الخاصة بالتکوین الإجتماعي والسیاسي للبلاد یمکن تقسیم البلاد حسب هذا التقریر الی عدد من الدرجات : الأجواد والتي ینتمي الیها العا ئلاتان الکبیرتان أولاد المختار واولاد باحمو تأتي في الصف الأول والفروع المختلفة لهذه القبیلتین والمناصرین من للحزبین من ، فروع المرابطین والأقنان من البدو والأتباع سکان القصور والحراطین والعبید وأخیراً الزوی الذین لهم مکانة منعزلة أولاد باحمو
حافظ أولاد باحمو علی نظامهم الإقطاعي القدیم أکثر من أولاد المختار والأجواد أولاد باجوده یلعبون دوراً مهماً جداً ورئیسهم الحاج عبد القادر هو بکل معنی الکلمة المتسلط أن لم نقل السید بدون منازع لکل القبیلة ، ولیس فقط یحکم بمفرده بل علی کل الفروع أن تدفع له أتاوة إعتیادیة تقریباً أو مرحلیة علی شکل غفارة لخصائصه الدینیة التي ترسخ سلطته وحوله أولادباجودة أبنائه و إخوانه و أبناء إخوانه یشکلون طبقة تشترک معه في نفس النفوذ بفصل إنحدارالنسل والسلطة .لکن هذا النبل هو من أصل حدیث جداً وحتی لا ینازعهم أي أحد علیه قام أولاد باجودة وخاصة في القرن الأخیر بفرض أنفسهم وذالک بفضل ذکاء وشجاعة وثراء عا ئلتهم التي لم یکونوا یتمتعون بها سابقاً وبالقرب منهم وبنفس الإمتیازات ونفس النفوذ یوازیهم أولاد دحان التي لم یستطع حالیاً الحاج عبد القادر من فرض إرادته کاملة علی هذا الفرع بإ ستثنا ء في بعض المرات حیث یتمکن من فرض علیهم بعض السلطة التي لا یستطعون إتقائها. مثلاً قام بعض الأعضاء من هذا الفرع بغزو إبل إسقمرن التیطوق في نفس الغابة رغماً عن أنفه فلما لم یتمکن من إرغامهم علی إرجاع الإبل قام بتعویض المتضررین شخصیاً لتفادي القطیعة مع التوارق . علی الأقل أولاد دحان هم جمیعاً کأولاد باحمو وأولاد إعیش وأولاد یحي الخدم السیاسین لأولاد باجوده بالمعنی العام للکلمة ولهذا الإختلاف نلاحظ عند هذه الأخیرة الإخضاع شبه تام وخاصة بالنسبة للفروع الخارجة عن القبیلة . فمجاورة التوارق والإختلاط معهم علی مرالسنین والتجاذب المتبادل کان له بالضرورة تأثیر واضح علی أولاد باحمو إلا أن بعض التفاصیل في عاداتهم تسمح بالتنبه لها کالوراثة عند هذه الأخیرة لکن علی الأقل یبقی إبن الأخت یحتل في العا ئلة صف مرموق .ومن الناحیة الإجتماعیة أدی هذا الی إدخال علی المجتمع صنف یسمی إمغاد کأولاد زمیت الذین لم یکونوا سابقاً شیيء غیر ذالک أو أولاد دیدوی الذین لم یقوموا سوی بتغیر أسیادهم بترکهم لکل أحملان لا یزلون مع هذا الصف الذي بالنسبة له الخدمة أشد من ما هو محافظ علیه عند التوارق والسکان من هذا الفرع یطلق علیهم إمغاد بدون أن یتحملون کل الأعباء المخصصة لهذه الشریحة فعلاقتهم بأولاد باجودة وأولاد باحمو هي التي تحدد طبقتهم الإجتماعیة أکثر من طبیعة الأعمال التي علیهم القیام بها والباقي من أولاد دیدوی یعتبر نفسه خادم دیني لزوی لتعزیز مکانتهم لکن لا یشکلون إلا جزء معزول غیر مسموح له التدخل في مجلس القبیلة وله درجة سفلی في التدرج الإجتماعي .فرع المرابطین له وضع خاص عندما یکون تحت تبعیة جیرانه البدو ویخضعون تماما لهیمنتهم السیاسیة لکن بحدس واضح للخطر الذي یمکن أن یهددهم ویخضعون الی الغریزة المتولدة عندهم من الأرث الدیني ویبدون أکثر من نواحي أخری آداب سلمیة ویتقبلون بدون تزمر ولا مقاومة کل المعاملات السیئة و الإهنات التي یتلقونها وقد وصلوا بسلوکهم المتواضع الی الحصول علی إستقلالیة مبنیة علی الإحترام لکن أیضاً علی اللامبالات فوضعهم السیاسي هو الأقل درجة من وضعهم الإجتماعي بالنسبة للبدو . والبعض منهم کأولاد الحاج نظراً لعلمهم وأولاد بلقاسم نظراً لثرائهم یحتلون مکانة بارزة ویلعبون دوراً هاماً فالأولون لما هم علیه یعتبرون الوسطاء المعتمدین في الخلافات وهم من یوفروا القضاة لعین صالح والإعتبارالذي یتمتعون به حقیقي بما یکفي لجعل العائلات الأولی في البلاد یجتمعون معهم ویمکن إعتبارهم کنبلاء دینیین فهم لیسو سوی مرابطین مقبولین ومبجلین .سکان القصور عددهم قلیل جداً ویتمثلون في أولاد سوکنه وهم مسیطرعلیهم تماماً من طرف جیرانهم وهم بأتم معنی الکلمة أتباع فکل الأعمال التي یحجم عنها تفاخرالبدو کالجزارة ومختلف الأعمال الیدویة کالزراعة هي التي یسمح لهم بتادولها ولکن هناک من یتمتعون ببعض الرخاء وحتی منهم من کسب بعض الثراء لکن بقوا یعتبرون ضمن نفس الطبقة السفلی ، إذا کان لیس علیهم أن یشتکوا من التجاوزات المتکررة لکن أتاوي الضیافة أو العشورالذي لا یدفعونه مما یجعل مکانتهم محفوفة بالمخاطر.، وهذا ما کان علیه سکان القصور بورقلة فمثلاً عند الإحتلال من کل النواحي المخالفة للحراطین الذین کانوا من الناحیة العددیة المجموعة الأکثر عدداً في السکان والتي تمثل أکثرمن الثلث والذین أکثر من الإمغاد یمکن إعتبارهم کأقنان حقیقین لا یمثلون أي قسم إجتماعي مستقل بل یتبعون کل علی حدا العائلات التي تستخدمهم بدون أي إستقلال ذاتي ، فمن ناحیة المجموعات السلالیة ینتمون الی تشکیلة أساساً مولدون یمکن أن نجد فیهم دماء بربر قداما سکنوا المنطقة وهم عضو سود مهجن من کل الأعراق التي یمکن أن نجدها في البلاد والمسیطرة حالیاً ، وتتضمن کل أبناء العبید رجال ونساء لأن في الصحراء المرأة السوداء لیست خادمة فقط فهي أیضاً أدات متعة وتصلح لکل شيء فخرج من هذه الإقترانات نسل من دون أباء الذي کثرعددهم لکن أصلهم ملقط ، والنساء من هذا العرق لیسن في مأوی من الإعتدءات ورغبات البدو والمسافرین أو الأجانب العابرین ما أنتج عنه مولدون من دم عربي أو تارقي بوفرة أکثر من الزواج الذي عند سکان هذه المنطقة یأتي متأخراً جداً بالنسبة للرجال ، فالنساء العازبات یبقون بکثرة عند الحراطین بسبب العادات والتقالید فالأسیاد الذین یستعملون الرجال غالباً یشترون لهم سوداوات کمکافأة علی الخدمة لیتزوجوا بهن مما ینتج عنه العودة الی النسل السوداني الذي یبقی المهیمن . الحراطین رغم أصولهم فهم لیسو ضمن الأملاک کما هو الحال بالنسبة للإمغاد عند التوارق فهم لا یتبعون أبداً بشکل ضیق البدو والأعراق الأخری الحرة ماعدا بعض الإستثنآت حیث یبقون مرتبطین بالعائلات کالقن في خدمة الأرض التي یتوراثوهم عن أبائم لیزرعوا لهم الأرض ویقمون بمختلف الأعمال الیدویة الفلاحیة بدون أي راتب عدا بعض العطیا الزهیدة ویقوم أسیادهم بإطعامهم هم و أولادهم وهم یعیشون منه والیه مقابل وقتهم وأذرعتهم لکن هم أحرار في الرحیل إذا أرادوا المخاطرة ومواجهة الأخطار لأن العقد الذي یربط الطرفین هو لیس إلا إلتزامات أخلاقیة أو عرفیة تقلیدیة ، فبؤسهم شدید حتی أنهم لا یکاد الرجل الذي یعتق منهم أن یجعل لنفسه وجود و شخصیة خاصین به ومنهم من یستغل حریته لیذهب بعیداً للبحث عن مصیر أقل خطورة في غردایة أو طرابلس أو میزاب وفي کل واد ریغ و صف الجرید وصولاً الی تونس والجزائر العاصمة ویمکن بدون مبالغة تقدیر عدد المغتربین الی ثلث رجال المجموعة التي ینتمون الیها .العبید یشکلون عضو غیر مهم لکن جدیر بالذکر بالنسبة عدد السکان و وضعیتهم کما عند کل العرب ولیس هناک شيء یمکن ذکره أو إضافته عدا أنهم ینقسمون الی قسمین فالذین هم مخصصین لأعمال المنزلیة هم أکثر عدداً من الذین هم مخصصین للبیع فمصیر القسم الأول منهم هو أفضل من مصیرالحراطین فعملهم بالبیوت ورعي الأغنام یضمن لهم وجودهم .، أما القسم الآخر فهم لیسو سوی سلعة یجب التخلص منها في أقرب وقت ممکن . أولاد المختار
الأعضاء الذین یمثلونهم أولاد باجودة لا یوجدون في أولاد المختار فهم نبلاء لا یتوافقون مع هذه القبیلة أین العادات التجاریة لیست مستوعبة جیداً من تفوق مطلق من الولادة وفرع أولاد المختار نفسه یلعب ودوراً سیاساً هاماً علی مستوی القبیلة أهم من الفروع الأخری وذالک راجع إن لم یکن لثرائهم فلأ صلهم المتعالي بالنسبة للقبائل الأخری فهم یعتبرون أنفسهم الأجواد وهذا مایخول لهم السلطة للجماعة التي رئیسها الوحید الذي قبل به أولاد باحمو هو الحاج محمود الذي یتمتع بنفوذ مدروس أکثرمن سلطة کبیرة لکنه لا یمکنه التصرف بدون الرجوع الی کبار القصور الأخری إلا في المسائل التي بدون أهمیة فالمنظمة الخاصة لأولاد المختار لها خصائص مختلفة عن القبیلة المنافسة ، لکن هذا الإختلاف لا یوجد في العلاقات بینها وبین الغیر منتمین لهذه القبیلة والتابعین لها کأولاد سوکنه والعا ئلة المرابطین التابعة لمجموعتهم وحراطینهم ، وما قیل عن الفروع المنتمیة الی الصف المعاکس ینطبق علی هذه أیضاً . الزوی
الدیمقراطیة الإقطاعیة الخاصة بالعرق العربي مطبقة بصفة عامة عند الزوی أکثر مما هي علیه عند أولاد المختار فبإستثناء الحاج موسی وبعض الشخصیات الذین لهم نفوذ شخصي لا یوجد أي فارق بین أبناء هذه القبیلة إلا الثروة وهم یمثلون نبل دیني حیث أن أصلهم الموحد جعلهم متساوین ولقلتهم فهم یشکلون تجمع عائلي أقرب من قبیلة أین التنظیم المعقد ضروري .وفي الخلاصة نلاحظ أن سکان عین صالح تحت تأثیر مزدوج من سکان الشمال والجنوب و لا یمکن من ناحیة التکوین الإجتماعي أن یتبعوا لاهآولئ ولا هأولئ و إن إقتربنا کثیراً من القبائل العربیة التي في تأسیسها حافظت علی بعض العلامات من عادات التوارق لیس لهم خصائص خاصة بهم بل یشکلون نقطة تحول . الصفوف
رئینا أن البلاد منقسمة الی صفین ماعدا الزوی بقوا مستقلین وهذا النوع من القسمة الی جزئین متضادات عامة عند المجتمعات العربیة ، لکن في عین صالح تأخذ شکل خاص لأنها مبنیة علی التنافس بین العائلتین أولاد باجوده وأولاد المختار فهو أقل إهتماماً من طرف الکتلة السکانیة ، وفي أوقات خلت نتج عنه معارک طویلة ودامیة والتي لم تتکررمنذو زمن بعید ، والعداوة بین الصفین لا تظهر أبداً إلا في سلوکهم فیما یتعلق بالمسائل المتعلقة بالنظام العمومي ، فأولاد باحمو أصحاب الإضطرابات الحربیة دائماً في نزاع مع أحد الشعوب الصحراویة المجاورة لهم أما أولاد المختار یعارضون بسلوکات هاديئة وتعقل فلما یغري الصف الأول القوافل یقوم الثاني بمعارضته لیقوم بإعادة المسلوبات ، وعند حدوث أي مشاجرات بسوق القصرالکبیر فیتدخلون أیضاً ولکن هذا نادراً ما یحدث وبسلوک یمحي یتجنبون أن یتسببون في سخط أو إزدراء خصومهم ففي هذه الحالة هناک صدامات عدیدة یجب علیهم تجنبها وخاصة التي یتفق فلیها کل صف أولاد باحمو بما فیهم سکان القصور علی وجهة نظرواحدة ورغم التفوق العددي الواضح بین الحزبین فإولاد المختار فی الحقیقة هم الأقوی لکن الأخرین هم الأکثر ضجیجاً ،والزوی المفضلون لسلم و السلام ککل السکان المقیمین تقتربون من قبائلهم ویوفرون لهم الدعم أحیانا .ونظراً لهذا الوضع فإ نه لا یمکن حدوث قطیعة عمیقة بین المجموعتین من السکان وفي الواقع لم یبقی سوی التنافس القائم بین أولاد باجودة وأولاد المختار ، التنافس العائلي الشخصي عائلة لعائلة مازال محافظ أثارالخلة القدیمة لشيء فالحاج محمود وحاشیته لا یمکن أن یغفروا للحاج عبدالقادر باجوده فرض نفسه کسید علی للبلاد وهذا الأخیر لا یقبل طواعیتاً النفوذ الحقیقي للأوائل ولهذا نتج تجمع بین المجموعتان مناصرین من هذه وآخرین من الأخری تجمع سیاسي ودائم لکن في الواقع قلیل الأهمیة فر ئیسا الحزبین جعلوا للأخرین مفهوم دقیق حسب ما یفرضه وضع عین صالح المعزول ومن الخطأ حدوث قطیعة بین الصفین والشعوب المجاورة لهم لم یفرقوا أبداً بینهم في ما یتعلق بالمسائل المتعلقة بالمصلحة العامة وفي الواقع في مواجهة الأجانب والأعدا ء کانوا دوماً متحدین .هذا ونظراً لإعتداء قام به إمنغاستن علی قافلة أولاد باحمو بتماسنین والتي فقدوا فیها رجال کثیرین قامت حرکة بقیادة أولاد الحاج عبد القادر باجوده سارة ضد التوارق فلم یتردد أولاد المختار عن المشارکة في الحملة ودفعوا برجالهم ضمن الخارجین لرد الإعتداء الذي یعتبرونه موحد ، اذاً هناک بعین صالح مواطنة متطورة جداً والتي تتلاشا أمامها کل المنافسات الخصوصیة وفي حالة الخطر تتکون مجموعة موحدة متجانسة من کل السکان بنفس المشاعر . التوجهات الدینیة
قبل أن نقوم بتحلیل الوضع السیاسي بعین صالح یجب التطرق الی التأثیرات الدینیة التي تتأثر بها المنطقة التي لها أثار کبیرة علی بعض العلاقات الخارجة ،فالزوی هم عملاء أولاد سید الشیخ لکن الجلایلة والدحامنة وأولاد الحاج الشیخ مکرسین أرواحهم للفرع السید من العائلة .أما أولاد سیدي بوحفص فقد إنفصلوا قلیلاً بعد تأسیس زاویة مولاي هیبة ما عدا بعض الغفارة التي کانت تعطی بإنتظام لسي قدورعندما یکون إقترابهم من مخیامتهم مصدر قلق علی قطعانهم .وفي بعض الأحیان یعطونها الی السي لعلی ، ویمتنعون عموماً علی تقاسم معهم العطیا التي یأخذونها لحسابهم الخاص ، وعکس ذالک فأن الفروع الأخری ترسل من وقت لأخر کل سنتین زیارة مکونة من عبدین الی زاویة سید الشیخ . ، وفي 1884 قاموا قبل أن یرسلوهم بتقدیمهم الی قدور الذي کانوا یعطونه عادة غفارة جماعیة ، والبعض منهم لا یزالون یقدمون العشوروهو مایعادل حاشي عن کل قطیع في کل عام لکن هذا إستثناء و هذا العطا هو معتمد أکثر مما هو حقیقي فالحیوان یهدی للوالي لکنه یبقی عند مالکه الأصلي کما أنه هناک غفارة القاسیة التي تخصص لسي قدور أو سي لعلی في کل جزء من هذه الصحراء من کل عملاء العائلة .أولاد المختار والزوی هم الخدم الدینیة في عین صالح والکل یقدمون لسی قدورغفارة حاشي عن القطیع ویدفعون زیارة من عبدین أو ثلاث عبید کل سنة ولکن نادراً ما یدفعون الی زاویة سیدي الشیخ الزیارة والتي یجمعها عبید قبیلتهم الذین یأتون الی عین صالح ویتلقی السي لعلی زیارة لما یطلبها هو أو أحد أبنائه.مجموعة المقیمین کأولاد سوکنة و أولاد الطالب علي و أولاد بلقاسم والدغامشة جمیعهم طیبیة ماعدا أولاد الحاج وأولاد الحاج بلقاسم بقوا مرابطین مستقلین وهذه التبعیة لها خلفیة تعود الی قدومهم الی البلاد حیث أنهم بقوا یخدمون التوجه الذي لیس له مقدم بعین صالح وأن کان بعضهم قد تلقی الذکر فإن العدد کان محجوب والکل محدود في إعطی بعض الزیارات للخوان المتسولین الذین کانوا یجوبون بإستمرار هذه الناحیة من الصحراء متنکرین تحت ألقاب قد تکون دینیاً متخفیة أولاد باحمو کانوا یعدون أیضاً من أتباع توجه مولاي الطیب ، لکن منذو 1860 قد تشکلت بینهم جالیة سنوسیة والتي کانت متوقفة منذو وقت طویل ولکنها بدأت تنشط في هذه السنوات الأخیرة ، حیث أن الحاج عبدالقادر بن باجوده مقدم الطریقة قام بإسترجاع العدید من المرتدین ، کل أنصارصفهم ماعدا أولاد دیدوی وأولاد زمیت ، الذین تلقوا الیوم ذکر السي السنوسي وکل السکان البدو قد تأثروا حالیاً بنفوذ هذه الطریقة ویبدو أن الحرکة لازالت في إمتداد متواصل إذا حکمنا بأقوال السکان الأصلین الذین إستجوبناهم في هذا الشأن . إتفق الزوی وأولاد باحمو علی تغلیب الطریقة السنوسیة دینیاً و إعطی الشیخیة و الطیبیة الدور الثاني والحاج عبد القادر بن باجودة بإعتباره المبادر الأول للمذهب ولأن التوجهات ذات خصائص أیضاً فقد أوجد لنفسه طبعاُ وضعاً خاصاً وکان أیضاً رئیس الحزب المعادي لأي محاولات تقرب منا (الفرنسین) من الناحیة الوطنیة ولعل الإنفراج في العلاقة بینه وبین خصومه السیاسین کان وبدون شک سبب ناجحه في هذا الطریق . الحالة السیاسیة
توجه عین صالح في ما یخصنا کان بدون شک واضح ویشرحه ما ذکر سابقاً ویمکن أن یلخص في کلمتین کراهیة وخشیة وهي کراهیة لسیطرة ممقوتة والخوف من أن تفرض علیهم والمتعدیة الی وعي بعجز مطلق ، لکن الشعورالثانی یتغلب علی الأول ثم أن سیرة البلاد بقت في کل الحالات معتدلة مما لم یعطي أي دافع لإعتداء فوري من طرفنا ، فبعد مجزرة مهمة فلاطرس قام الحاج عبدالقادر باجوده بجمع المحاربین الذین نجوا من المجزرة عند وصولهم الی عین صالح في قصبته ثم أرسلهم أحیا ء الی ورقلة . وفي 1879 قام بتحذیر آغا هذه الناحیة من غزو کبیر من أولاد سید الشیخ کان متجه نحو قبائله کما أنه کان یحاول بإستمرار الإتصال بالسلطات الفرنسیة التي کانت في الجنوب کما أنه کان دائماً یعترف أمام الفرسان المخزني الذین کانوا یرسلون الی تدیکلت في مهام خاصة والذین کان یستقبلهم عنده مثلاً کالذین أرسلوا ضمن الحرکة التي خرجت في 1882 لمطاردة عزو المدقنة ، فکان یعترف في کلمة واحدة الکل یتبع توجیه حرکة دینیة تفرض علیه علی الأقل تقدیم دعم ضدنا ، والتي تخصص نوایاه الحقیقية . وعلیه قبل کل شيء إنقاذ المظهرالخارجي ، السکان الأخرین لیس علیهم إتباع هذا المثال ، فمشارکة أولاد باحمو في عصابة الأهقار التي قامت بمجزرة مهمة فلاطرس تبین أن إذا کان الخوف یلهم قادة البلاد ویملي علیهم کیفیة سیرهم فإغلب السکان لا یعرفون کیف یتحکمون في مشاعرهم ولیس في ذالک أي شيء غیر طبیعي .، فهل هذه المخاوف التي ظهر بقوة مثلاً في 1873 مبررة ، المستقبل سیخبرنا وعلی کل حال هناک نقطتان لا یمکن أن نشک فیهم أن في حالة أي محاولة إجتیاح ستجد کل السکان ماعدا الحراطین وبعد مرور فواران اللحظة الأولی فأنهم وبدون فرق سیتحدون لیقاوموننا مقاومة شرسة لکن للحظات فقط وحتی لو قبلنا أن کل قوة المنطقة ستکون ضدنا وهذا مستحیل فالأمر یتعلق في أکبرتقدیر فقط ب 900 بندقیة متفرقة بما فیهم الحراطین سکان القصوروالبدو فالفئة الأولی بالکاد تحتاج الی أن تذکر والثانیة جلهم مرابطین لا یمکنهم القیام بمقاومة جدیة وتبقی الأخیرة عدد قلیل من المقاتلین حوالي 400 او 500 مقاتل لن یکونوا حاجزاً جدي بالنسبة لنا ، وکما ذکر سابقاً فلا یمکن أن یلتبس الأمر علی أي أحد فیما یخص هذا الأمر و إذا قرر الشعب الدفاع عن حریته ففي هذه الحال طریق الکفاح الذي إختاروه سیکون قاتلاً تقریباً بدون معرکة .فمنذو 1873 فأن الحاج عبدالقادر باجودة کان یراسل في هذا الموضوع سلطان المغرب الذي کان یطلب منه الحماته لکن هذا التصرف الشخصي لم تکن له أي نتیحة سیاسیة ولا یمکن أن تکون له ، ثم أن رئیس أولاد باحمو لم یکن أبداً مخدوعاً لکن کان ذالک لیبین لنا أن الولایة الدینیة لعائلة مولاي الحسان معترف بها من کل المسلمین في غرب وجنوب الجزا ئر الذي یقال أحیاناً موضوع مغربي وهذا الحادث لم یذکر إلا لذاکرة السکان الصحراوین الذین یحیطون بعین صالح لم یشکلوا لهم نفس المخاطر المتوقعة منا فماعدا الأهقارن والإ فوغاس الأجیر لیس لهم سوی الأعداء فالبرابره والغنامة وأولاد دلیم ، ودوي منیا وأولاد المولات والرقیبات من الجهة الغربیة والجبالیة والغدامسة و إمنغستن والأجیر من الجهة الشرقیة کلهم علی عداوة مع هذه القبائل و إذا کانت الحروب الناشبة بینهم تعرف بعض الإنقطاعات لسلام فما فتأت أن تعود أکثر حقداً وشراسة بعد هدؤ قصیر وشکل هذه الحروب کحرکة وغزو لا تجعل وجود عین صالح في خطر لکنها من الأکید أن تکون سبب خراب بطيء، فالتجارة بین عین صالح وغدامس قد إختفت نهائیاً من 1882 حتی 1884 بسبب العزو والسطو الذي جعل الطریق لا یمکن سلوکها . ومن جهة قورارة فأن کل القوافل کانت یتعرض لها دوي منیا ماعدا قافلة الزویقام الغنامة في 1883 بسرقة نصف جمال أولاد دحان وأولاد یحي وأولاد باحمو وهو خمس ما تملکه القبیلة وهذا الوضع هو متشابه في کل الصحراء لکن بالنسبة الی عین صالح فهو ینتج عنه تفکک مستمر ویفقد المنطقة جرء من حیویتها الدور السیاسي
إذا کانت عین صالح قد لعبت قدیماً دوراً سیاساً هاماً فمن الصعب أن نجد له أثر في التاریخ بعلافتهم المتبعة مع الشعانبة القبلی و الأهقار وغدامس والبلدان المجاورة لها کان علی السکان الدخول في معارک لکن في حالات خاصة من تنافس شعوب الصحراء وفقاً للحدث لکن خلال السنتین الماضتین حدث أمر من الجدیر بنا ذکره فلقد تم تحت الرعایة المباشرة لرئیس الطریقة السنوسیة إتفاق بین شخصیات کبیرة من الأجیر والأهقار وعین صالح للحفاظ علی السلم والأمان في کل المنطقة الواقعة بین فزان وتدیکلت واغدامس و‍حدود الأیر ، وهذا بعد قطیعة بین إمنغستن عین صالح والتي کانت بین 1882 حتی 1883 والتي نتج عنها إنتقامات دامیة من کلا الطرفین .ولا یجب المبالغة في الحدیث عن إنتشار الأمن ففي بدایة 1885 کان هناک غزو وصل الی تحت أصوار غدامس إلا أنهم حذروا بفضل الإتفاق الذي أبرم سابقاً ، فحریة الأشخاص کانت کاملة بین سکان الصحراء فلا یمکن ألا یکرر هذا الفعل وبصفة أخطر لکن جدیة هذه الإتفاقیة لم یعطی لها أهمیة من الکل ، فبنت الحاج خنوخن ذهبت الی عین صالح في 1884 ثم الی غدامس مع مفوضین من الأجیر . سلام عام سجل بإسم الأهقار، عین صالح و إمنغستن والأجیر کله ، فماذا یمکن أن یمثل هذا الحدث علی النتا ئج الظاهرة بدون أن نکتفي بالإتفاق المعلن علناً ؟ فمن الصعب التحدید ، علی الأقل یمکن القول أن هناک إتفاق سري بین رأساء البلدان بقبول وساطة السي المهدي بن السي حمد السنوسي الذي خرج عن تحفطه المعتاد وأرسل برسائل الی عین صالح والتي علی الأقل قرأت علناً وفیها کل ماجاء من تفاهم ما یدل علی أن سلام عام سیتم في الصخرا ء علی حدود الجزا ئر وطرابلس فالتحول کان طبیعي جداً وکان علی عین صالح أن تأخذ توجیه الحاج عبدالقادر باجوده من أجل السلام مغیراً تماما الدور السیاسي السابق أین کان معزول فوجد نفسه محاط ومسنود من رجال الطریقة التي ینتمي لها والذي یشار الیه أن الجهود التي بذلت للوصول الی هذه النتیجة من السلام کانت فردیة وشخصیة کما هو ظاهر فلا شيء یجعلنا نعتقد أن الشعب نفسه أعد لتخلي عن العدات والتقالید السا ئدة تجعل النصر مستبعد و بطيء. | |
|
محمد تدكلت
عضو مميز
عدد المساهمات : 3230
نقاط التقيم : 4459
تاريخ التسجيل : 21/07/2010
العمر : 43
الاقامة : عين صالح
| |
ابوغا
