حاز المسلسل السوري باب الحارة على نسبة معتبرة من المشاهدة خلال شهر
رمضان المعظم على مستوي العالم العربي وغالبا ما يدور الحديث بين الناس
حول احداث حلقاته ولاشك ان هذا الاهتمام العربي بهذا المسلسل يعكس
المستوي التمثيلي العالي الذي يقدمه كما عكس جدية الموضوع الذي يعالجه
والاكيد ان هناك اسبابا موضوعية تشد انظار المشاهد وتجعله يقبل على
مشاهدته لعل من اهمها .انه يعكس الثقافة العربية التقليدية المشتركة بين
جميع اقطار العالم العربي رغم تباعد المسافات كما انه يبرز الاصالة
العربية في اسمى قيمها من حشمة ووقار وتضامن بين الناس وتعاون على البر
والتقوى كما انه يعكس روح الجماعة وتكاملها في ظل الانسجام الحاصل بين
النسيج الاجتماعي الذي تشكله الحارة كما انه ايضا يساهم في رفع المستوي
الفكري والثقافي للمشاهد من خلال ابراز تجارب حية تتضمن التوجيه والارشاد
والاهم من كل ذلك كله انه يحيي روح المقاومة في شخصية المواطن العربي
والتي اردت بعض الاطراف تغييبها لاملاءات خارجية مفروضة كما انه يبرز خطط
واهداف المستعمرين في كل زمان ومكان ومؤمراتهم وضل كل ما هواصيل وايجابي
لدى العرب يوضح بشكل جلي دور الطابور الخامس وهم العملاء الذين يتعاونون
مع المستعمرعلى حساب اخوانهم واهلهم وما ينجر على ذلك من تخريب وتهديم
للمجتمع ولا شك ان مثل هذه الاعمال الهادفة كفيلة بان تعيد للمجتمع
العربي المسلم تمساكه وتضامنه وتجعله يجتمع حول ما ينفع ويتواصي بالحق
والصبر لكن هناك بعض السلبيات البسيطة التى يمكن تجاوزها لتجعل من هذا
العمل الدرامي نموذجا يحتوى ولعل اهمها المبالغة في عرض بعض المشاهد التى
هي زائدة و لاتخدم الغرض الاساسي للقصة وخاصة محاولة ابراز دور المسجيين
في المقاومة والذي يظهر التاريخ انه كان سلبيا وانه كان يصب في مصلحة
الاستعمار ويبقي في الاخير ان هذا العمل جاد يستحق كل التنويه والاشادة
من اجل الوصول الى دراما عربية عالية المستوي .