السُؤال :ما الأشياء التي يعرضها الُمريدُ على الشيخ ؟
الإجِابة :
الذي سيعرضه على الشيخ هي الأمور المهمة التي تحتاج إلى قرار وكذلك الأمور المهمة التي تعترضه في السير والسلوك مثل : ما الأوراد التي يعملها؟ وما هي الأعمال الصالحة التي يعملها؟ وما هو المنهج الذي سيسير عليه؟ هذا كله يلزم أن يأخذه من الشيخ
أما من ليس له منهج فاسمه محب وثلاثة أرباع المريدين محبُّون لأنهم لا يريدون منهجاً ولا يريدون أن يلتزموا بشيء ويظنون أنهم على خير لكن الذي يريد الرقي لا بد له منهج وكلما ارتقى يزداد المنهج مثل الروشتة ويجب أن يأخذ هذا المنهج من الشيخ
أما من لا يريد المنهج ، فكما تعلمون أن النفس تميل للراحة ولذا فإن صاحب هذه النفس يقول في نفسه لماذا : أذهب إلى الشيخ؟ وإذا حدث له أمر مهم يقولون له : لماذا لا تتصل بالشيخ وتستشيره؟ فيقول: لا أريد أن أشغل الشيخ
وذلك لأنه يريد أن يمشي على هواه فالنفس دائماً تسول للإنسان هذه الأفكار ومثل هذا لا تنفع له الترقيات ولكن هذه دورات للترقيات ، فالذي يريد أن يترقى لا بد له من منهج وكل واحد له منهج مختلف عن غيره ، فمثلاً : يوجد منهج عام الكل ماشي عليه مثل لا إله إلا الله والاستغفار والصلاة على حضرة النبي .
ولكن هناك مناهج خاصة للخواص يمشون عليها فمن ليس له منهج كيف يصل؟ والمنهج موجود في كتاب الله قال الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} المائدة48
هناك شريعة للكل وهناك منهاج للخواص وهناك مجموعة من الآداب التي استخرجها واستنبطها العلماء العاملون ، والصالحون من كتاب الله ، فهناك أدب للمريد مع نفسه : يعني هو في نفسه ، كيف يكون شكله؟ وكيف يكون حاله لكي ينضبط؟ وأدب المريد مع اخوانه ، وأدب المريد مع شيخه
وقد ذكرنا موجزاً لها في كتابنا "أبواب القرب" ، وكذلك هي موجودة في ثنايا كتب الصالحين ولكن بعض المحبين لا يقرأون ويقول أحدهم في نفسه - عن نفسه - أنه بخير ، يطمع أن يكون معنا هناك
لكن الأمر كما قال أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه : " من كان معنا فقه المعنى ومن كان منَّا نال المنى " ، فهناك من هو معنا وهناك من هو منَّا ومن كان منَّا يشاركنا في غنائمنا أما من كان معنا فهو محبٌّ سيكون معنا إن شاء الله رب العالمين
إذن يشاور الإنسان الشيخ في السير والسلوك إلى الله والمنهج الذي يسير عليه وكذلك يشاور الشيخ في الأمور المهمة التى تعترضه في حياته كمن يريد أن يسافر إلى الخارج فيلزم عليه أن يأخذ رأي الشيخ هل يسافر أم لا ؟
وكذا إذا كان سيتزوج يستطلع رأي الشيخ لكي يأخذ رأي البصيرة ويمشي عليه وقد قال العلماء : لا يتزوج ولا يطلق ولا يسافر إلا بعد أن يشاور الشيخ ، لكنه لا يشاور الشيخ مثلاً في الأكل والشراب ولكن في الأمور المهمة فقط أما ماذا يفطر وماذا يتعشى فقد قال الله تعالى في شأنها : {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ} الأعراف31
وقد قال صلى الله عليه وسلم : {نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع}
أحياناً يأتي بعض المريدين ويريد أن يحكي بعض ذكرياته كلها - منذ ولادته إلى وقتنا هذا - ماذا يفعل الشيخ بهذا الحديث؟ فليس لديه وقت لذلك ولكنك تختصر الموضوع وتركز على الأمور المهمة
أما إذا كان المريد يريد ترقية وأبطأ عليه الفتح يذهب إلى الشيخ ويقول : له لقد أبطأ عليَّ الفتح فماذا أفعل لكي يأتيني الفتح ؟ وذلك إذا كان يريد الفتح ، والفتح يعني يأتيه علم الإلهام إذا كان فتح علمي أو يأتيه نور في صدره إذا كان فتح نوراني أو يأتيه شيء من الكشف والشفافية إذا كان فتح كشفي أو يأتيه شيء من سماع الحقائق وهي تتكلم ، فتح سمعي أو ي