النخلة الموؤودة
الناي حنجرتي يفضي تلاحين
الليل يجمعنا بالجيم والسين
كل الذين معي فالشعر مشربهم
بل كان مسكرنا خمر البساتين
إلا فتىً معنا لم يُسق جعبتنا
قد بات يلهو رفيقي بالموازين
جهز جوادك فالإلهام يسكنني
لو كنت ذا خطب في الشعر جاريني
الشعر ساحتنا و الحس غايتنا
إن تنتصر فجبال النبض تحميني
أمسك لجامك أوزاني مقدسة
لا يرتضي الفن أزلاما من الطين
خليل غايته تهذيب مسمعكم
لو تعلمون سواقي الشعر تحييني
كذبتمُ عالما أهدى لكم سبلا
من ليله أرقا دامت لقرنين
وكالنبي رموا بالشعر معجزهم
حل العذاب بهم صاحت فراعيني
لو قلتم الآن آمنا أيغرقنا
في تيه ظلماءه بعدا عن الدين
فرحت أطوي سكون الليل أنبئه
عن حال نخلتنا أشكو لداسين
داسين يا أمل الهقار في سهري
عتّقت شعري بنور في دواوين
أما الفتى فمضى بالوهم مغتربا
لم يقترف جرما إلا بشطرين
الشعر يا أملي أنواره كلمي
تنساق في نغم و البحر يغريني
إمزاد خيمتنا طارت لتبعثنا
بحاته ترحا مازال يبكيني
يروي لنا قصص عن سر من سلفوا
الشعر مركبهم يسعى لتلحيني
يسعى حثيثا لدى الإبداع في صور
لبت حناجرهم نجوى تحاكيني
والآن واحتنا قد ضاع باسقها
أليافها صعدت لفت عراجيني
أبكي نخيلي هنا إذ ضاع في أسفي
مصفر إشراقنا لو كان يعنيني
حناجري سكنت و الدمع يغسلها
ضيق بخاطرنا يشدو يغنيني
داوداوه مولاي أحمد
[center]