جراح العداب للشاعر بن سالم رمضان القلم الجريح

جراح العداب
تكاد وحشــــــتــنا في البــــحـــر تهــوانا
فالشوق قد يوقـــــد النــــيران نــــــــيرانا
تشوى على الوجــــــــد من غيب فملهمنا
قد لاح أشــــــواقا تبــــــــث الحب بستانا
توضأت في مــــــــروج الحرف جمرتها
وبت في نســـــــمها أصــــــــطك عريانا
حتى نزفـــــت وعين الغـــــيب أغنـــــية
يزكو بها أدبــــــــي إذ مـــــــــر عجلانا
يروض الشعر في دهــــــــــــر إذا قذفت
أفكــــاره في عبـــــــير الوهــــــــم أكفانا
فرحت أبحــــــــــث في أوراق خاطرتي
ودمعـــــة الصمت في عيــــــــني عنوانا
تــــؤرق الغـــــــدر في أثــــــواب قافيتي
بين السراديب إذ أزجـــــــيت قـــــــربانا
تيمن البغل في أحـــــــــزان ساحـــــــتها
فــــــــباح عشـــــــــقي لها إذ قلت إنسانا
فأرســـــــلت من عــيون البغل أغـــــنية
ترتل الحـــــــــــــــزن في البيداء جثمانا
فلو مزجـــــت بها صبحا لألهـــــــــــبها
ليل المحاق على الأكــــــــتاف أشـــــجانا
إذ لا تزال شفاه الـــــورد موجـــــــــــفة
طياتها في رحيــــق القلــــــــــب خسرانا
فلتــــــــــــــعذريني إذا طرزت أشرعتي
فلتعـــــــــــــــذريني إذا ما صمت شعبانا
لا نشوة تنـــــــتـــــــشى لا عاشق خضلا
قل باسم باسمك قد أغــــــــــــويت شيطانا
يطوي البحار بأســــرار معــــــــتـــــــقة
في دربها أرتــــــــــدي الجرح الذي خانا
فالأرض جفــــــت وجف الحب في كبدي
آه عـــــــــلى ذلك الحــــــــــــب الذي كانا
يا نبضتي قد رجــــمت الروح في جسدي
بالفاسقات فلا الحــــــــيران حيــــــــــرانا
إذ عجت أسأل عن أنــــــــوار ساقيـــــتي
حتى تيمـــــــــمت في الحقـــــل الذي لانا
معراج مركبـــــــــــــــــــتي إذ قلت نافلة
أغويت قلبك بعد الصــــــــــــــــبح ألحانا

إذا أتيت و أخـــــــــــــــــــباري تغازلني
من فوق مكــــــــــــــــــــة تهليلا وتحنانا
كفاك في الشـــوق إذ مالت كـــــــواكــــــبه
تدنو إلــــــــى الله تــــــرياقا و شــــــــريانا
لتوقـــــــــظ الشفــــــق اللـــــيلي أغـــــــنية
تقاطـــــــــرت وجــــــعا يرتاد أغــــــصانا
تحيى بشعري إذا ما غــــــــــاب كافـلــــها
في وطأة الديــــــر بين العــــــز ولهــــــانا
فدهــشة البحـــــر جــــساس يكـــبــــــــلها
من تحت أمواج زيــــــــــــر بات غضبانا
فهــــل أنادي خـــــيام الحـــزن في غضبي
أم أرتدي معــطـــفا قد قـــــد مـــــــن خانا
فالصمت يستــــف ألحانا قد انشـــــــرحت
في صـــــدر مـــــريم إذ ترتاد شيـــــطانا
يهلهل الحــــــزن في أطــــلال مقـــــبرة
تكــفـــل الجــــرح في الأوراق نشــــوانا
فالصمت صمتي أنا الشيطان في غضبي
أكبل الزيــــر فــي الأشــــــواق عـــنوانا

حاكى الهموم بهــا حزنا فأبهـــــــــــــمه
في الميم و العين إذ أكـــدت كدنــــــــيانا
فاستلحــــــــدت في بحـــور الشعر ألسنة
يرتج قائلــها فالســــــحر ريحــــــــانا
فاشرب وقــل أنني قد تهت في وجعي
فكيف أشكو وعـــــــين القلب تنــــعانا
في زلزلات الضحى إن تضن ساقيتي
بالطور و النور لو تبـــــــــتاع نجوانا
قالوا أفق فـبحور الحب جــــــــــارية
تهفو إليك لتــــــــــــبني منك سلــطانا
فرونق البيد أحيا كــــــــــــل جــارية
لم تلــبث الليل إن تقـــــــــتات أزمانا
فالصمت ليث ينـــــــــادي كل قافــية
قد أبرمت في همـــــوم الدهر ألـوانا


[center] بن سالم رمضان

مشكور اخي الكريم

بارك الله فيك