هياكل الليل
أدميت في غسقي حنين دياري
يا نجم مسلكنا أضاعت مساري
إني أسائل كل ليل رابني
بالرسم أو بروائع الأشعار
إني أحاول إن أساير موجه
غطت عليه بوادر الأنوار
فيها هياكل ليلنا سجنت هنا
واستوطنتها أوقح الأفكار
أني أحاول أن أحيك معابدا
فيها تجلت حكمة الأحرار
وسرا دب غنت لبوح ربابتي
يشتط في غسق الكلام مداري
ليل ليوسف زينته مكارم
حملت خطاه منازل الأقمار
سكنت سنابله القصور بأمها
تحكي رؤى سبع من الأسرار
تلقيه في حضن الغنى مترعرعا
وقميص صدق قد من إدبار
فاقت هياكل ليلنا كل الأسى
حتى تنزى الشوق في الأوتار
ليل الصراحة ليل حلم و التقى
كل الليالي تلتقي بنهاري
هذي الأفاق تسائل النبض الذي
في كنه ذاتي في مدى أفكار
حاكت لها الأحلام فستان المنى
أحيت عنا قيدا من الأزهار
ضاق الفؤاد برحبه فإذا الندى
من ضيق رحبي يحتويه غباري
في غلظة الأنوار أطياف الهوى
عادت تجافي ليلة الأقدار
من غيرة الصبح المطرز باللظى
تاهت خطىً من فوق همس أثار
عاد النهار يعانق الوهج الذي
بث الوساوس في دم الأبدار
عاد النهار استوطن الذات التي
زرعت هنا في دكنة الأبرار
عاد النهار وما استكان لهاجس
قد جاف حلمي في مدى إعصاري
عاندته بدر المحاق هنا دنى
من نز ليلي يجتبي أقداري
قد سلمت كف المنون وشائجي
استجل ليلي هاجس الأعمار
نحرت سواقيه أنامل وهمه
تختال في وهج تعربد ناري
تجتاحها الأهوال في كلم النهى
تخفي صريم الغيب في الأقمار
سبع من الأعوام ساقت ليلة
تنفي أديبا من دجى الأحرار
فالنور في أسفاره ورق الدجى
والجسم من غسق الفؤاد ستاري
يا نجم مسلكنا سألتك هاجساً
في ظل أقوال على إعصاري
وَتَنهد الأقدار في خجل الضحى
تذكي تناغي ليلنا المنهار
بين القوافي في توابيت المدى
سكنت عيوني نقمة الأنوار
عاندتها والبوح جاف ضياءها
يقتاتها ليل اكتئاب النار
يا نجمنا اليوم النهار معاتبي
يستفني من فوق موج جداري
[center] إيمرزاغ عبدالله