يحتوي
الفلفل الحار على العديد من الفيتامينات، لعل أهمها هو فيتامين «سي» الذي
تتضاعف كميته باكتساب ثمرة الفلفل اللون الأحمر، لتصل الكمية في بعض
أنواعه إلى 340 ملغ لكل 100 غرام منه، ما يجعله من أغنى المنتجات النباتية
المحتوية على فيتامين «سي»، لكن هذا الأمر يتأثر كثيراً بطريقة الطهي
والتجفيف. كما أن كل 100 غرام من الفلفل الطازج يحتوي تقريباً علي 240 ملغ
من البوتاسيوم و 9 ملغ من الصوديوم و1 غرام بروتين و 4 غرامات سكريات و
0.3 غرام زيوت و 4 ملغ من فيتامين «أيه» و 1.6 غرام من الألياف، فمجمل
الطاقة فيه لا يتجاوز 22 كيلو كالوري فقط.
ويستخدم الفلفل اليوم
كإضافة إلى الطعام بشكل واسع في العالم، إذْ يزداد الطلب عليه، فباكستان
التي ليست من الدول الرئيسة المنتجة له زاد إنتاجها له في السنوات الماضية
بنسبة 32%. وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن صبغة صناعية مسماة علمياً
بصبغة «سودان» تضاف الى مسحوق الفلفل المجفف القادم من بعض الدول كالهند
نظراً لدورها في نشوء السرطان مما دفع الهيئات الصحية إلى النصيحة بتناول
الطازج أو المثلج من الفلفل، وهو ما فيه الفائدة.
ا
لأبحاث
الطبية التي تناولت موضوع الفلفل تمحورت حول أمرين، الأول يتعلق بفائدة أو
ضرر تناوله والثاني حول المواد الكيميائية فيه ومجال استخداماتها الطبية.
وحتى
اليوم لم تثبت لتناول الفلفل أضرار يقينية على جسم الإنسان السليم لا من
ناحية الجهاز الهضمي ولا من ناحية نشوء السرطان في أي مكان في الجسم، وهو
ما حدا العديد من هيئات الصحة العالمية إلى النصح بتناوله طازجاً أو
مضافاً إلى الطعام أثناء الطهي. والحقيقة أن كثيرا من الدراسات تتحدث عن
فوائد تناوله بكميات معتدلة فهو يحسن من قدرة الجهاز الهضمي على هضم
الطعام عبر تأثير المواد المهيجة فيه لإثارة إفراز اللعاب وعصارات المعدة
والأمعاء وزيادة حركة عضلات الجهاز الهضمي بدءا من المعدة إلى القولون،
فهو بذاته لا يسبب أمراضاً في المعدة أو القولون، لكن في حالة وجود أمراض
فيهما لأسباب أخرى كقرحة والتهاب المعدة أو القولون العصبي بالذات فإن له
أضراراً توجب تجنبه حينها. وتهييج الفلفل للجهاز الهضمي نافع كوسيلة
لتنشيطه حينما يكون بكمية معتدلة بيد أن الإفراط في تناوله يؤدي إلى
أمرين، الأول زيادة إفرازات المعدة والقولون مما يعيق شفاء قروح المعدة
والقولون، والثاني زيادة حركة الأمعاء مما يؤدي إلى الإسهال أو تكرار
التبرز. الأمر اللافت أن الفلفل يحتوي على مواد مثيرة للجهاز العصبي،
فحرارة هذه المواد تثير خلايا الفم العصبية التي بدورها تحث الدماغ على
إفراز مادة «الإفدرين» التي تنبه وتنشط الدورة الدموية وترخي العضلات
المتوترة وتخفف من الشعور بالألم لتزيد بالتالي من نشاط الجسم، وهو ما
يعزى إليه الإحساس بالعافية والقوة لدى متناولي الفلفل من الرجال!، وأيضاً
ما يبرر الإحساس بالتلذذ من تناوله!. كما أن استخدامه على الجلد يزيد من
تدفق الدم ويخفف من الألم وهو ما جعل البعض ينصح به لتدليك المفاصل
المؤلمة. وتقي مادة «فلفونايد» من أمراض تصلب شرايين القلب والدماغ وتقلل
من ضرر العديد من المواد المؤدية إلى السرطان، ذلك أنها مادة تعتبر من
أقوى مضادات الأكسدة. هذه هي أهم الفوائد النظرية للفلفل والمركبات التي
فيه وتحتاج هذه الأمور كلها إلى دراسات تثبت الفوائد الطبية بشكل أدق كي
ينصح بتناوله لغايات علاجية، وإلا فالدراسات إلى اليوم توجه بتناوله
باعتدال كمنتج نباتي مفيد عموماً، خاصة أن غالب الناس يتناوله بغية تحسين
طعم الوجبة الغذائية، والمهم في مثل هذه الحالات أن لا يكون ضاراً، أما
كونه مفيدا كعلاج فهو ما يحتاج مزيداً من الدراسة لإثباته