عدد المساهمات : 129 نقاط التقيم : 165 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 35 الاقامة : أولف
موضوع: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الأحد 29 أغسطس 2010 - 4:13
الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ...
اشتكى لي قبل مدة عالم عربي متخصص في الخلايا الجذعية من الإهمال الذي يلاقيه في بلده، بالرغم من أن اختصاصه نادر جداً، وتتهافت عليه كبريات مراكز البحوث الطبية والعلمية في العالم. لقد بدا صاحبنا محبطاً جداً. فقد طرق العديد من الأبواب لعل أحد كبار المسؤولين يلتفت إليه ويأمر بفتح مركز للبحوث الجذعية، لكن لا حياة لمن تنادي، فقد بدأ يفكر أخونا العالم بالعودة إلى الولايات المتحدة، حيث تخصص بعدما سدوا كل الأبواب في وجهه، ناهيك عن أن يكرموه.
طبعاً لم أصب بالدهشة ولا بالتعجب عندما سمعت شكوى الأخ العالم، لا بل إنني كنت سأتعجب لو سمع له أحد في حكومة بلده وأمر الجهات المعنية بتبنّيه وتكريمه. فالقاعدة في بلادنا العربية إهمال وازدراء المبدعين في كل المجالات، والاهتمام والتكريم هو الاستثناء.
وذات يوم سمعت فنانة عربية رائعة فعلاً وهي تشتكي من أنها حصلت على العديد من الجوائز والتكريم في الخارج، ولم تحظ بأي اهتمام أو حتى التفاتة في بلدها الأصلي. قالت ذلك بحرقة كبيرة، فمن الصعب والمؤلم جداً أن يصبح المرء أشهر من نار على علم في كل بقاع الدنيا، ويبقى غير معترف به في مسقط رأسه، على حد شكوى الفنانة أعلاه.
وما ينطبق على العالم والفنانة أعلاه يكاد ينسحب على كل المبدعين في العالم العربي، إلا ما رحم ربي. فلا كرامة للمتفوقين أو المبدعين في هذا العالم العربي البائس الذي لا يهم معظم حكامه سوى تأمين الأقربين سياسياً ومادياً، ولتذهب الأوطان إلى الجحيم، بدليل أن بعض البلدان العربية تقترب من حافة الهاوية سياسياً واقتصادياً ومعيشياً، ولا هم لحكامها سوى تأمين الحكم لأولادهم بعد مماتهم. لقد تم اختزال الأوطان العربية في كثير من الأحيان في مصالح طغمة صغيرة جداً. أما الشعوب فلها الله.
وكنت ذات يوم سألت مفكراً عربياً مطلعاً عن إهمال الأنظمة العربية للطاقات الخلاقة والمبدعين، فضحك بأعلى صوته ساخراً من سؤالي، فقلت له: وهل سألتك سؤالاً غبياً لا سمح الله، فأجاب: طبعاً لا، فالسؤال وجيه جداً، لكن كان أولى بك أن تعرف الأسباب، فهي واضحة للقاصي والداني. لا شك أنني كنت أعرف الأسباب، لكنني لم أكن متأكداً من أن معظم أولياء الأمور في بلادنا ليسوا أناساً وطنيين، وأن آخر ما يهمهم الوطن والمواطنون. أما الآن فلم يعد هناك أي مجال للشك بأن معظم الطبقات السياسية الحاكمة في بلادنا لا تعمل بعقليات وطنية، بل بعقليات فئوية ضيقة. أي أنها ليست مهتمة أبداً بالأوطان وتنميتها، بل تستغل الأوطان والمواطنين لمصلحتها السياسية والتجارية لا أكثر ولا أقل، أو بالأحرى فإن الأوطان بالنسبة لها هي مجرد مزارع أو عزب، أو أبقار حلوبة، بدليل أن بعض الأنظمة تشفط جزءاً كبيراً من الثروة الوطنية، ومن يسرق ثروات الأوطان لن يهتم بأي حال من الأحوال بعالم موهوب أو فنانة كبيرة أو طبيب بارز أو مفكر مبدع. إن من ينهب بلده لا يمكن أن يكون وطنياً.
لو كانت أنظمتنا الحاكمة منتخبة ديموقراطياً من قبل الشعوب لكان الوضع مختلفاً تماماً، ولكانت فعلاً سهرت على مصالح الشعوب والأوطان وتنميتها لأن من واجب الحاكم المنتخب أن يخدم بلاده لا أن تخدمه كما هو الحال مع الحكام المستبدين. فالمنصب في النظام الديموقراطي تكليف لا تشريف. أما حكامنا فهم يتعاملون مع الحكم كغنيمة أكثر منه كمهمة وطنية كما هو الحال بالنسبة للحكام المنتخبين. فالوطن والشعب يأتي في ذيل اهتمامات الحاكم العربي إلا ما رحم ربي. فبعض الرؤساء العرب يهمهم تأمين انتقال السلطة لأبنائهم أكثر ألف مرة من النهوض بالبلاد اقتصادياً وعلمياً. فبينما تعاني بعض البلدان العربية هذه الأيام من القلاقل والحروب الأهلية والانقسامات الخطيرة والتدهور المعيشي ينشغل حكامها في توريث السلطة. وفي ذلك طبعاً الكثير من الغباء السياسي، فالحاكم الذي يهمّه ابنه يجب أن يورثه بلداً متعافياً اقتصادياً واجتماعياً ومستقراً سياسياً، لا بلداً يقبع على صفيح ساخن قابل للانفجار والتشظي في أي لحظة. لكن، على ما يبدو، ليس المهم أن يستلم الأبناء من آبائهم أوطاناً مستقرة، بل أية أوطان كانت طالما أن الهدف من حكمها ليس تنميتها والنهوض بها، بل استغلالها والمتاجرة بآلامها ومعاناتها.
وما ينطبق على الزعماء ينسحب على الطواقم الحاكمة تحتهم، فإذا كان رب البيت للطبل ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص. لماذا تتوقع من وزير في حكومة عربية أن يهتم بعالم مبدع أو كاتب عظيم إذا كان سيده لا يهتم إلا بإبقاء زمام السلطة بين يديه وحلبها إلى آخر قطرة. إن القيادات الوسطى في الأنظمة العربية لا تحيد قيد أنملة عن الخط الذي اختطه علية القوم، ألا وهو إيداع أكبر كم من الأموال في البنوك الأجنبية. فلو أفصحت البنوك السويسرية عن مدخرات المسؤولين والجنرالات والوزراء ورجال الأمن العرب لوجدنا أنها بالمليارات. والخطير في الأمر أن السلطة والمال يجتمعان الآن في أيدي العديد من الأنظمة الحاكمة وهو ما لم تشهده العهود السابقة أبداً. وفي الوقت الذي تحتكر فيه بعض الأنظمة العربية الحكم والثروة نجد أن الأنظمة الديموقراطية تصر على أن يقوم أي شخص سيتبوأ أبسط المناصب بالإعلان عن ثروته قبل إسناد الوظيفة إليه وذلك منعاً للاستغلال الوظيفي.
ومن سلبت عقله المليارات والحسابات والمشاريع التجارية لن ينسى فقط المبدعين بل سينسى الأوطان.
مقتبس من موقع الشروق أون لاين الكاتب : فيصل القاسم
handreferee مشرف
عدد المساهمات : 2800 نقاط التقيم : 3089 تاريخ التسجيل : 06/08/2010 العمر : 105 الاقامة : اللي يغلط يدي بطاقة حمراء ويخرج من اللعبة
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الأحد 29 أغسطس 2010 - 4:35
واين تنتظر منه ان يهان؟ نحن نعتبر انفسنا نكرمه بإهانته ولذلك....... لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
رمال عين صالح مشرفة
عدد المساهمات : 1273 نقاط التقيم : 1460 تاريخ التسجيل : 13/03/2010 العمر : 34 الاقامة : عين صالح
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الأحد 29 أغسطس 2010 - 13:30
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
أسامة الجزائري عضو مميز
عدد المساهمات : 2725 نقاط التقيم : 3083 تاريخ التسجيل : 13/05/2010 العمر : 35
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الأحد 29 أغسطس 2010 - 14:04
الله يقدر الخير ياربيشكرا لك
riadtam2002 مشرف عام
عدد المساهمات : 3635 نقاط التقيم : 4821 تاريخ التسجيل : 15/03/2010 العمر : 44
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الأحد 29 أغسطس 2010 - 14:18
حقيقة ما ذكرت اخي الكريم فذاك هو حالنا الواقعي دون تزييف كم من اطار تخرج من كبريات الجامعات و المعاهد الاجنبية و بتفوق كبير و عند قدومه للبلد الام فانه لا يعترف بشهادته من اول الامر و الادهى و الامر ان الدولة هي من تكفلت بتعليمه في الخارج و لكن عند قدومه ليبرز امكانياته داخل بلده يقابل من طرف مسؤول تافه هو من يحدد مصيره اجل فالدولة التي لا تقدر العلم و العلماء ماذا تنتظر منها الا شيء واحد فانها تسخر كل امكانياتها من جلب لاعبي الجلد المنفوخ ومنحهم مفتاح خزينة الشعب المغلوب على امره ليتصرف فيها هو على هواه كما يشاء ام باستقدام احد فنانيي العري و التفسخ و الانحلال و تكريمهم من طرف مسؤول تافه و مايعاب علينا الكثير و الكثير فنحن من اوصل بنفسه لهذه المهانة و لن نتغير الا بعدما نغير ما بانفسنا فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم بارك الله فيك اخي الكريم على اثرائك مثل هاته المواضيع
knfiunz مشرف عام
عدد المساهمات : 3537 نقاط التقيم : 4274 تاريخ التسجيل : 23/02/2010 العمر : 34
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الأحد 29 أغسطس 2010 - 22:24
الله يقدر لفيه الخير
GOOD BOY الادارة
عدد المساهمات : 3359 نقاط التقيم : 3819 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 37 الاقامة : اقبور
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الأحد 29 أغسطس 2010 - 22:29
السلام عليكم، بارك الله فيك أخي الغالي، على الشرح المميز، والتنظيم الرائع، واصل، موفق
dahmanekeddi عضو مميز
عدد المساهمات : 129 نقاط التقيم : 165 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 35 الاقامة : أولف
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الإثنين 30 أغسطس 2010 - 0:40
السلام عليكم و رحمة الله
مشكووورين إخواني على المرور العطر
وفقكم الله لما يحبه و يرضاه
رمال الصحراء عضو مميز
عدد المساهمات : 1962 نقاط التقيم : 2210 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 العمر : 28 الاقامة : عين صالح{تمنراست}
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الإثنين 30 أغسطس 2010 - 11:42
بحر عضو مميز
عدد المساهمات : 797 نقاط التقيم : 1152 تاريخ التسجيل : 19/03/2010 العمر : 40 الاقامة : عين صالح
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الإثنين 30 أغسطس 2010 - 14:18
لو كانت أنظمتنا الحاكمة منتخبة ديموقراطياً من قبل الشعوب لكان الوضع مختلفاً تماماً، ولكانت فعلاً سهرت على مصالح الشعوب والأوطان وتنميتها لأن من واجب الحاكم المنتخب أن يخدم بلاده لا أن تخدمه كما هو الحال مع الحكام المستبدين. فالمنصب في النظام الديموقراطي تكليف لا تشريف. أما حكامنا فهم يتعاملون مع الحكم كغنيمة أكثر منه كمهمة وطنية كما هو الحال بالنسبة للحكام المنتخبين. فالوطن والشعب يأتي في ذيل اهتمامات الحاكم العربي إلا ما رحم ربي. فبعض الرؤساء العرب يهمهم تأمين انتقال السلطة لأبنائهم أكثر ألف مرة من النهوض بالبلاد اقتصادياً وعلمياً. فبينما تعاني بعض البلدان العربية هذه الأيام من القلاقل والحروب الأهلية والانقسامات الخطيرة والتدهور المعيشي ينشغل حكامها في توريث السلطة. وفي ذلك طبعاً الكثير من الغباء السياسي، فالحاكم الذي يهمّه ابنه يجب أن يورثه بلداً متعافياً اقتصادياً واجتماعياً ومستقراً سياسياً، لا بلداً يقبع على صفيح ساخن قابل للانفجار والتشظي في أي لحظة. لكن، على ما يبدو، ليس المهم أن يستلم الأبناء من آبائهم أوطاناً مستقرة، بل أية أوطان كانت طالما أن الهدف من حكمها ليس تنميتها والنهوض بها، بل استغلالها والمتاجرة بآلامها ومعاناتها.
اضافة لذلك فإن الشعوب هي الاخرى تساهم في تكريس هذا الوضع عن طريق الخضوع والرضا بالواقع وكأنه امر محتوم والاكثر من ذلك بعض الشعوب الغافلة تقدس تلك الشخصيات الحاكمة رغم الويلات التي تعانيها بسببهم اذن لايوجد ذل اكثر من الذل الذي وضعنا انفسنا فيه فلماذا ننقم على الامم التي لاتعترف بحصارتنا وترانا في اخر الترتيب في كل شيء حتى اليهود وعن قلتهم وحقارتهم يعثون في الامة فسادا ثم لارادع لهم ولا هم يحزنون فلا احد سيعطيك إهتماما إذا لم تعي قيمة لنفسك.
dahmanekeddi عضو مميز
عدد المساهمات : 129 نقاط التقيم : 165 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 35 الاقامة : أولف
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الثلاثاء 31 أغسطس 2010 - 1:25
السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فيك أخي بحر على الرد الرائع و القيم
نحن كمسلمين ، أهملنا أنفسنا و أرذل الخلق أعطوا لأنفسهم مكانتنا حتى صعدوا فوق رؤوسنا و الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
بحر عضو مميز
عدد المساهمات : 797 نقاط التقيم : 1152 تاريخ التسجيل : 19/03/2010 العمر : 40 الاقامة : عين صالح
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الثلاثاء 31 أغسطس 2010 - 4:49
العفو اخي الكريم ومشكورعى هذا الموضوع المهم
dahmanekeddi عضو مميز
عدد المساهمات : 129 نقاط التقيم : 165 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 35 الاقامة : أولف
موضوع: رد: الإنسان العربي مهان في وطنه فقط ... الأربعاء 1 سبتمبر 2010 - 22:41