بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قيل إنّ عبيد بن الأبرص الأسدي لقي امرأ القيس يوماً، فقال له عبيد : كيف معرفتك بالأوابد؟ فقال له ألقِ ما شئت فقال عبيد:
ما حبّة ميتة قامت بميتتها *** درداء ما أنبتت ناباً وأضراسا
قال امرؤ القيس:
تلك الشعيرة تُسقى في سنابلها *** قد أخرجت بعد طول المكث أكداسا
فقال عبيد:
ما السود والبيض والأسماء واحدة *** لاتستطيع لهن الناس تمساسا
فقال امرؤ القيس:
تلك السحاب إذا الرحمن أنشأها *** روى بهن محول الأرض أيباسا
فقال عبيد:
ما مرتجات على هول مراكبها *** يقطن بعد المدى سيراً وأمراسا
فقال امرؤ القيس:
تلك النجوم إذا حانت مطالعها *** شبهتها في سواد الليل أقباسا
فقال عبيد:
ما القاطعات لأرض لاأنيس بها *** تأتي سراعاً ومايرجعن أنكاسا
فقال امرؤ القيس:
تلك الرياح إذا هبت عواصفها *** كفى بأذيالها للترب كناسا
فقال عبيد:
ما الفاجعات جهاراً في علانية *** أشد من فيلق ملحومة باسا
فقال امرؤ القيس:
تلك المنايا فما يبيقين من أحد *** يأخذن حمقى ومايبقين أكياسا
فقال عبيد:
ما السابقات سراع الطير في مهل *** لايشتكين ولو طال المدى باسا
فقال امرؤ القيس:
تلك الجياد عليها القوم مذ نتجت *** كانوا لهن غداة الروع أحلاسا
فقال عبيد:
ما القاطعات لأرض الجو في طلق *** قبل الصباح ومايسوين قرطاسا
فقال امرؤ القيس:
تلك الأماني يتركن الفتى ملكاً *** دون السماء ولم ترفع له راسا
فقال عبيد:
ما الحاكمون بلاسمع ولابصر *** ولالسان فصيح يعجب الناسا
فقال امرؤ القيس:
تلك الموازين والرحمن أرسلها *** رب البرية بين الناس مقياسا