الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،يتساءل الكثير
عن الرقية بـ ( سورة البقرة ) ، وهل لهذه السورة ميزة عنمثيلاتها
من آيات كتاب الله عز وجل ، ولأهمية هذا الموضوع فإني أطرح عليكمأثر الرقية بهذه السورة العظيمة على النحو التالي :
أ - الرقية
بالسورة كلها : فقد ورد في فضل سورة البقرة أحاديث كثيرة ،وفيما يلي بعض فضائل هذه السورة والفوائد المترتبة على
قراءتها :
(1)- رقية تحصن
البيوت من الشياطين :
1)- عن أبي
هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر – أي
فر وهرب - من البيتالذي يقرأ فيه سورة البقرة ) وفي
رواية ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإنالبيت
الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان ) ( صحيح الجامع - 7227 ) 0قال المباركفوري
: ( قوله : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر" أي خالية عن الذكروالطاعة فتكون كالمقابر وتكونون كالموتى فيها أو معناه
لا تدفنوا موتاكمفيها ، ويزيد على المعنى الأول قوله "
وإن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لايدخله الشيطان " وفي رواية مسلم
: " إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأفيه
سورة البقرة " وفي حديث سهل بن سعد عند ابن حبان من قرأها يعني سورةالبقرة ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها
نهارا لم يدخلالشيطان ثلاثة أيام ، وخص سورة
البقرة بذلك لطولها وكثرة أسماء الله تعالىوالأحكام
فيها ، وقد قيل فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر كذا فيالمرقاة ) ( تحفة الأحوذي – 8 / 146 ) 0
2)- عن ابن
مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل شيء سناما ، وسنام – أي أعلاه - القرآن
سورة " البقرة " وإنالشيطان إذا سمع سورة " البقرة "
تقرأ ، خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة " البقرة " ) ( حديث حسن – السلسلة الصحيحة - 588 ) 0قال المناوي : (
" إن لكل شيء سناما " أي رفعة وعلوا استعير من سنام البعيرثم كثر استعماله حتى صار مثلا " وإن سنام القرآن
سورة البقرة " أي السورةالتي ذكرت فيها البقرة " من
قرأها في بيته " أي في محله بيتا أو غيره وذكرالبيت
" ليلا " أي في الليل " لم يدخله شيطان " نكرة دفعا لتوهم
إبليس وحده " ثلاث ليال " أي مدة ثلاث ليال "
ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله شيطانثلاثة
أيام " ) ( فيض القدير - 2 / 512 ) 0
(2) رقية ضد السحر
والسحرة :
أ - عن أبي
أمامة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول : ( 00000 اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها
بركة ، وتركها حسرة ،ولا تستطيعها البطلة – أي السحرة - )
( صحيح الجامع - 1165 ) 0قال المناوي : (
" اقرأوا سورة البقرة " في بيوتكم أي في أماكنكم التيتسكنونها : بيتا أو خلوة أو خباء أو غيرها ولا تجعلوها
قبورا أي كالمقابرالخالية عن الذكر والقراءة ، بل
اجعلوا لها نصيبا من الطاعة ) ( فيض القدير – 2 / 66 ) 0
ب- عن أبي سعيد –
رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط القرآن ، فتعلموها ، فإن تعلمهابركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة ) ( أخرجه
الإمام مسلم في صحيحه – كتاب المسافرين – برقم 252 ) 0قال ابن
التركماني وهو يسرد سيرة أحد شيوخه : ( وكان قد ابتلى الله تعالىهذا الشيخ العالم ببلاء آخر ، وهو شيطان من الجن ، رد
على الشيخ في قراءته ،فلعنه الشيخ وكذبه ، فأخذ الشيخ في
عين المعاداة ، فكان الشيطان إذا دخلالليل
يرجف قلوبهم ويرمي عليهم الأحجار ، فشكا ذلك للمؤلف – فإنه كان منجنسه ومن طلبته - ، قال : يا بني ! يرمي علينا كل يوم
قفتين 0 قلت له : فكان يكسر شيئاً من الأواني أو
يصيبكم أنتم 0 قال : لا ، ولكن مراده أنيرجفنا
0 ويرميهم بالأحجار في وسط الدار ، وكان للشيخ سلم وفيه مسمار كبير ،فقومه الشيطان وأخرجه ورمى به في وجوههم ، قال الشيخ : وكان
عندي صندوقمقفول وفيه كتب ، ففتح الصندوق ورمى
كل ما فيه في وجوهنا ، وكان يأخذ الغزلمن
بين يدي الزوجة ويغيب ثم يرمي به على وجوهنا 0 قال المؤلف : فقلت له : أنا وفلان نجيء إلى بيت سيدي ونقرأ شيئاً من كتاب الله
تعالى 0 فجئناوقرأنا سورة البقرة بكمالها ، ثم
دعونا الله سبحانه ؛ فصد الحق الشيطانببركة
القرآن ، وبعد ذلك ما قرب الدار ) ( اللمع في الحوادث والبدع - 436 ، 437 ) 0
ب - الرقية
بآيات من سورة البقرة :
1- الرقية
بالآية الثالثة والستين بعد المائة من سورة البقرة والآية ( 1 و 2 ) من سورة آل
عمران :
عن أسماء بنت
يزيد - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليهوسلم : ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين " وإلهكم
إله واحد لا إله إلاهو الرحمن الرحيم " وفاتحة ( آل
عمران ) " ألم * الله لا إله إلا هو الحيالقيوم
" ) ( صحيح الجامع – 980 ) 0قال المناوي : (
" اسم الله الأعظم " قيل الأعظم بمعنى العظيم ، وليس أفعلللتفضيل لأن كل اسم من أسمائه عظيم وليس بعضها أعظم من
بعض ، وقيل هوللتفضيل لأن كل اسم فيه أكثر تعظيما
لله فهو أعظم ، فالله أعظم من الربفإنه لا شريك له في تسميته به لا
بالإضافة ولا بدونها ، وأما الرب فيضافللمخلوق
" الذي إذا دعي به أجاب " بمعنى أنه يعطي عين المسؤول بخلاف الدعاءبغيره فإنه وإن كان لا يرد لكونه بين إحدى ثلاث : إعطاء
المسؤول في الدنياأو تأخيره للآخرة أو التعويض بالأحسن
، وقد اختلف في الاسم الأعظم على نحوأربعين
قولا ) ( فيض القدير - 1 / 510 ) 0
2- الرقية بآية
الكرسي :
1)- في حديث أبي
هريرة - رضي الله عنه - والحديث طويل والشاهد منه : ( إذاأويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ
إِلا هُو الْحَىُّالْقَيُّومُ ) ( سورة البقرة – جزء
من الآية 255 ) حتى تختمها فإنه لن يزالعليك
من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ) ( صحيح الترغيب والترهيب – 658 ) 0
2)- عن أبي بن
كعب - رضي الله عنه - أنه : ( كان له جرن فيه تمر وأنه كانيتعاهده ، فوجده ينقص ، فإذا هو بدابة شبه الغلام
المحتلم ، فقلت له أجنيأم إنسي ؟ قال بل جني ) وفيه أنه قال
له ( بلغنا أنك تحب الصدقة وأحببنا أننصيب
من طعامك ، قال فما الذي يجيرنا منكم ؟ قال هذه الآية آية الكرسي ،فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : صدق الخبيث )
( فتح الباري – 4 / 489 – وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد
) 0
3)- عن أبي أيوب
الأنصاري - رضي الله عنه - : ( أنه كانت له سهوة – ما كانبين الحائطين - فيها تمر ، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه ،
فشكى ذلك إلىالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :
" إذهب فإذا رأيتها فقل : بسم الله ،أجيبي
رسول الله " 0 فأخذها ، فحلفت ألا تعود ، فأرسلها ، فجاء إلى النبيصلى الله عليه وسلم فقال : " ما فعل أسيرك ؟ "
قال : حلفت ألا تعود 0 قال : " كذبت ، وهي معاودة للكذب " فأخذها
فقال : ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلىرسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إني ذاكرة لك شيئا : آية الكرسياقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره 0 فجاء إلى
النبي صلى الله عليهوسلم فقال : " ما فعل أسيرك ؟ "
فأخبر بما قالت 0 قال " صدقتك وهي كذوب " ) ( فتح الباري – 489 ) 0قال المناوي في
الغيلان : ( أي ظهرت وتلونت بصور مختلفة - قال في الأذكار: الغيلان جنس من الجن والشياطين وهم سحرتهم ومعنى تغولت
تلونت وتراءت في صور 0 وقال غيره : كانت العرب تزعم أنها
تتراءى للناس في الفلوات فتتلون فيصور شتى فتغولهم أي تضلهم عن الطريق
وتهلكهم وقد نفى ذلك الشارع بقوله : " لا غول " لكن ليس المراد به نفي
وجوده ، بل إبطال زمن إضلاله ، فمعنى لاغول
أي لا تستطيع أن تضل أحدا0 قال القزويني : وقد رأى جمع من الصحابة منهمعمر بن الخطاب – رضي الله عنه– حين سافر إلى الشام قبل
الإسلام فضربهبالسيف ، ويقال : إنه كخلقة الإنسان
لكن رجلاه رجلا حمار ) ( فيض القدير - 1 / 318 ) 0
قال الشيخ مشهور
حسن سلمان في تعقيبه على حديث أبي هريرة : ( ومعنى قول أبيهريرة – رضي الله عنه : " لأرفعنك " ؛ أي : لأذهبن
بك أشكوك ، يقال : رفعهإلى الحاكم إذا أحضره للشكوى 0وفي الحديث من
الفوائد :
1- أن الشيطان
قد يعلم ما ينتفع به المؤمن 0
2- وأن الحكمة
قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها وتؤخذ عنه فينتفع بها 0
3- وأن الشخص قد
يعلم الشيء ولا يعمل به 0
4- وأن الكافر
قد يصدق ببعض ما يصدق به المؤمن ولا يكون بذلك مؤمناً 0
5- وبأن الكذاب
قد يصدق 0
6- وبأن الشيطان
من شأنه أن يكذب 0
7- وأنه قد
يتصور ببعض الصور ؛ فتمكن رؤيته ، وأن قوله تعالى : ( إِنَّهُيَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ
) ( سورة الأعراف – جزء من الآية 27 ) مخصوص بما إذا كان
على صورته التي خلق عليها 0
8- وأن من أقيم
في حفظ شيء سمي وكيلاً 0
9- وأن الجن
يأكلون من طعام الإنس 0
10- وأنهم
يظهرون للإنس لكن بالشرط المذكور 0
11- وأنهم
يتكلمون بكلام الإنس 0
12- وأنهم يسرقون
ويخدعون 0
13- وفيه فضل
آية الكرسي 0
14- وأن الجن
يصيبون من الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه 0
15- وفيه أن
السارق لا يقطع في المجاعة 0
16- ويحتمل أن
يكون القدر المسروق لم يبلغ النصاب ، ولذلك جاز للصحابي العفو عنه قبل تبليغه إلى
الشارع 0
17- وفيه قبول
العذر والستر على من يظن به الصدق 0
18- وفيه اطلاع
النبي صلى الله عليه وسلم على المغيبات 0
19- وفيه جواز
جمع زكاة الفطر قبل ليلة الفطر وتوكيل البعض لحفظها وتفرقتها ) ( فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
عن الجان – 2 / 459 ، 460 ) 0
4)- عن أبي أسيد
الساعدي - رضي الله عنه - : ( أنه لما قطع تمر حائطه ،فجعله
في غرفة له ، فكانت الغول تخالفه إلى مشربته فتسرق تمره وتفسد عليه ،فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " تكل
فاستمع عليها ، فإذاسمعت اقتحامها فقل : بسم الله أجيبي
رسول الله صلى الله عليه وسلم " 0فقالت
: يا أبا أسيد اعفني أن تكفلني أذهب إلى رسول الله صلى الله عليهوسلم وأعطيك موثقا من الله لا أخالفك إلى بيتك ، ولا
أسرق تمرك ، وأدلك علىآية تقرأها على بيتك فلا خالف إلا
أهلك ، وتقرأها على إنائك فلا يكشفغطاؤه 0 فأعطته الموثق الذي رضي به
منها 0 وقال : الآية التي قلت أدلكعليها ؟ قالت : آية الكرسي ، ثم حلت
استها تضرط 0 فأتى النبي صلى الله عليهوسلم
فقص عليه حين ولت ولها ضراط 0 فقال : " صدقت وهي كذوب " ) ( فتحالباري – 4 / 489 ) 0
5)- عن زيد بن
ثابت – رضي الله عنه – : ( أنه خرج إلى حائطه فسمع جلبة ،قال : ما هذا ؟ قال : رجل من الجن أصابتنا السنة ، فأردت
أن أصيب من ثماركمفطيبوه لنا 0 قال : نعم 0 ثم قال زيد
بن ثابت : ألا تخبرنا الذي يعيذنامنكم ؟ قال : آية الكرسي ) ( فتح
الباري – 4 / 489 ) 0
6)- عن معاذ بن
جبل – رضي الله عنه – قال : ( ضم إلي رسول الله صلى اللهعليه
وسلم تمر الصدقة ، فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا ، فشكوت ذلك إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم فقال لي : هو عمل الشيطان
فارصده ، فرصدته ، فأقبلفي صورة فيل ، فلما انتهى إلى خلل
الباب ، دخل من خلل الباب في غير صورته ،فدنا
من التمر فجعل يلتقمه ، فشددت على ثيابي فتوسطته ، وفي روايةالروياني "فأخذته فالتفت يدي على وسطه فقلت : يا
عدو الله وثبت إلى ثمرالصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك ،
لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليهوسلم
فيفضحك " وفي رواية الروياني " ما أدخلك بيتي تأكل التمر ؟ قال أناشيخ كبير فقير ذو عيال ، وما أتيتك إلا من نصيبين ، ولو
أصبت شيئا دونه ماأتيتك 0 ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى
بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتانتفرقنا منها ، فإن خليت سبيلي
علمتكهما 0 قلت نعم ، قال آية الكرسي وآخرسورة
البقرة من قوله آمن الرسول إلى آخرها ) ( فتح الباري – 4 / 488 ) 0
7)- قال عبدالله
بن مسعود : ( لقي رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلمرجلاً
من الجن ، فصارعه ، فصرعه الإنسي ، فقال له الإنسي : إني لأراكضئيلاً شخيتا – أي نحيف دقيق الجسم - ، كأن ذريعتيك
ذريعتي كلب ، فكذاكأنتم معشر الجن ؟ أم أنت من بينهم
كذلك ؟قال : لا والله
، إني منهم لضليع – أي عظيم الخلق - ، ولكن عاودني الثانية ، فإن صرعتني ، علمتك
شيئاً ، ينفعك 0قال : نعم 0قال : تقرأ : ( اللَّهُ
لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 255 ) 0قال : نعم 0قال : فإنك لا
تقرؤها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج – أي ضراط - ، كخبج الحمار ثم لا يدخله
حتى يصبح 0وزادوا :
قال : فقيل لعبد
الله : أهو عمر ؟ 0قال : ومن عسى
أن يكون إلا عمر ؟ ) ( مصنف ابن أبي شيبة - 12 / 34 ) 0
- عن بريدة
قال : ( كان لي طعام فتبينت فيه النقصان 0 فكمنت في الليل ،فإذا غول قد سقطت عليها ، فقبضت عليها ، فقلت : لا
أفارقك حتى أذهب بك إلىالنبي صلى الله عليه وسلم 0 فقالت : إني
امرأة كثيرة العيال ، لا أعود 0فجاءت الثانية والثالثة ، فأخذتها 00
فقالت : ذرني – ةأي دعني - 00 حتىأعلمك شيئاً إذا قلته لم يقرب متاعك
أحد منا00 إذا أويت إلى فراشك فاقرأعلى
نفسك ومالك آية الكرسي 00 فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " صدقت 00 وهي كذوب " ) ( أخرجه البيهقي في "
دلائل النبوة " – باب ما جاء فيالشيطان
الذي أخذ من الزكاة – 7 / 111 ) 0قال الحاكم في "
المستدرك " عند حديث أبي أيوب : ( هذه الأسانيد إذا جمعبينهما صارت حديثاً مشهوراً ، والله أعلم ) ( المستدرك
على الصحيحين - 3 / 459 ) 0
قلت : بالنسبة
لبعض الأحاديث السابقة التي ذكرها ابن حجر – رحمه الله - لمأقف على مدى صحة بعضها ، وقد أوردتها كما بينها الحافظ
بن حجر في كتابه فتحالباري ، ولو ثبت ضعف هذه الأحاديث
أو أي منها ، فمعناها صحيح لما ثبت فيصحيح
البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، وهو المعنى نفسه الذي تدلعليه الأحاديث آنفة الذكر ، كما أن الجمع بين هذه
الأسانيد تصبح حديثاًمشهوراً كما أشار لذلك الحاكم في
مستدركه والله تعالى أعلم 0
3- الرقية
بأواخر سورة البقرة :
1)- عن أبي
مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : ( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في
ليلة كفتاه ) ( متفقعليه ) 0قال ابن القيم :
( الصحيح كفتاه شر ما يؤذيه ) ( الوابل الصيب – ص 25 ) 0 0قال النووي في
معنى كفتاه : ( قيل معناه : كفتاه من قيام الليل ، وقيل منالشيطان ، وقيل من الآفات ، ويحتمل من الجميع ) ( صحيح
مسلم بشرح النووي – 4، 5 ، 6 / 417 ) 0
قال المناوي : (
أي أغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن وأجزأتا عنه عنقراءة
القرآن مطلقا ، هبه داخل الصلاة أم خارجها ، أو أجزأتاه فيما يتعلقبالاعتقاد لما اشتملا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا ،
أو وقتاه من كلسوء ومكروه وكفتاه شر الشيطان ، أو
الآفات أو دفعتا عنه شر الثقلين ، أوكفتاه
بما حصل له بسبب قراءتهما من الثواب عن طلب شيء آخر ) ( فيض القدير – 6 / 197 ، 198 ) 0
قال صاحبا
الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( قال سماحة الشيخ عبد العزيزبن باز – رحمه الله - : ( والمعنى والله أعلم كفتاه من
كل سوء ) ( فتح الحقالمبين في علاج الصرع والسحر والعين –
ص 51 ) 0
2)- عن حذيفة - رضي
الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرضكلها مسجدا ، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء ،
وأعطيت هذه الآياتمن آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش
لم يعطها نبي قبلي ) ( صحيح الجامع – 4223 ) 0
قال المناوي : (
قال الطيبي : هذه الخصال من بعض خصائص هذه الأمة المرحومة ،ثنتان منها لرفع الحرج ووضع الإصر كما قال تعالى : ( وَلا
تَحْمِلْعَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ
عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ) ( سورة البقرة – الآية 286 ) وواحدة
إشارة إلى رفع الدرجات في المناجاة بينيدي
بارئهم صافين صفوف الملائكة المقربين كما قال : ( وَإِنَّا لَنَحْنُالصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) ( سورة
الصافات – الآية 165 ، 166 ) وقال الخطابي : إنما
جاء على مذهب الامتنان على هذهالأمة ، فإنه رخص لهم في الطهور
بالأرض والصلاة عليها في بقاعها ، وكانتالأمم
لا يصلون إلا في كنائسهم وبيعهم 0 وقال الأشرفي فيه : أن الصلاةبالتيمم لا تجوز عند القدرة على الماء 0 وقال البغوي : خص
التراب بالذكرلكونه طهورا ) ( فيض القدير - 4 / 441
) 0
3)- عن عقبة بن
عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليهوسلم : ( اقرءوا هاتين الآيتين اللتين في آخر سورة
البقرة فإن ربيأعطانيهما من تحت العرش ) ( صحيح
الجامع - 1172 ) 0
: ( إنe4)- عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال : قال رسول
اللهالله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي
عام ، وهو عندالعرش ، وإنه أنزل منه آيتين ، ختم
بهما سورة البقرة ، ولا يقرآن في دارثلاث
ليال فيقربها الشيطان ) ( صحيح الجامع - 1799 ) 0قال المناوي : (
" ولا يقرأن في دار " يعني مكان دارا أو خلوة أو مسجدا أومدرسة أو غيره " ثلاث ليال " في كل ليلة منها
، وكذا في ثلاثة أيام فيمايظهر : وإنما خص الليل لأنه محل سكون
الآدميين وانتشار الشياطين " فيقربهاشيطان
" فضلا عن أن يدخلها فعبر بنفي القرب ليفيد نفي الدخول بالأولى ) ( فيض القدير – 2 / 348 ) 0
* قال علي بن
أبي طالب : ( ما كنت أرى أحدا يغفل قبل أن يقرأ الآيات الثلاثالأواخر من سورة البقرة ) ( صحيح الوابل الطيب – ص 173 )
0
* عن عبدالله بن
مسعود – رضي الله عنه – قال : ( من قرأ أربع آيات من أولسورة
البقرة وآية الكرسي وآيتين بعد آية الكرسي وثلاثاً من آخر سورة البقرةلم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرآن
على مجنون إلاأفاق ) ( أخرجه الدارمي في سننه – 2
/ 448 ، و " الإتحاف " – 5 / 133- ولمأقف
على مدى صحة الأثر إلا أن معناه صحيح ، حيث أنه قد ثبت الرقية ببعضالآيات الواردة في الأثر ، إضافة إلى أن القرآن كله خير
وشفاء ورقية ) 0هذا ما تيسر لي
بخصوص عرض النصوص وأقوال علماء الأمة والباحثين في الرقيةبهذه السورة العظيمة ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا
للعمل بكتابه وسنةنبيه صلى الله عليه وسلم ، والله
تعالى أعلم 0وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0أخوكم المحب / أبو
البراء أسامة بن ياسين المعاني
منقول