كيفية اختيار الزوجة الصالحة

قضية الإختيار

الإختيار عند الشباب من الجنسين أصبح من القضايا والمشاكل الأساسية في قضية الزواج ، وخاصة عند الشباب ، لأن الشاب هو الذي يتقدم للفتاة ويختارها ويتكلم ويطلب الفتاة للزواج ، فالشاب خائف جداً من أن تكون الفتاة محل الاختيار ليست بالمواصفات المرغوبة والمطلوبة ، وليست هي الزوجة الصالحة التي تحفظه في ماله وعرضه ، وليست هي الفتاة التي تحقق الحب والعطف والحنان والسعادة والاستقرار الأسري داخل بيت الزوجية ... والفتاة أيضاً خائفة من أن يكون العريس المختار ليس هو العريس والزوج المناسب الذي يحقق أحلام الفتاة من السعادة والحب والأمان والطلبات ، ويجعلها من أحسن فتيات زمانها .
* وتظهر هذه المشكلة بصفة حادة في المدينة ، لأن كل أسرة تعيش في المدينة تعتبر تعيش في جزيرة معزولة عن المجتمع ، فقلة التعارف جعل كل أسرة لا تعرف إلا أفرادها فقط ، وقد يكون الجار في العمارة ساكن الشقة التي أمامي أو إحدي شقق العمارة من الظاهر خلاف ما في الباطن وخلاف الحقيقة (وخاصة أن صفة التظاهر والرياء والنفاق أصبحت هي المظهر الخارجي في هذا الزمان عند الكثير من الناس ) ... علي عكس المجتمع الريفي ففيه التعارف والعلاقات العائلية والأسرية علي أوجه مختلفة ، وكل قرية تعرف بعضها بالكامل ، وكل إنسان معروف سلوكه الأخلاقي والديني ومعروف عنه كل شيء تقريباً .
* ولو كنت أكتب مقالي هذا وأخص به المجتمع المصري لأنني ولدت ونشأت في مصر أم الدنيا ، فثقافتي وأفكاري تميل إلي ثقافة وأفكار المجتمع المصري ، ولكن هذا الموضوع سوف يستفيد منه العالم الآسلامي والعالم العربي .
* وأصبح الهروب من الزواج نهائياً أو مؤقتاً من النتائج المترتبة علي الخوف من الاختيار (ولكن الهروب من الزواج قضية سوف أكتب عنها إنشاء الله لاحقاً ) .

مراحل الاختيار

1) المرحلة الأولي :
وهي مرحلة النسب والحسب : وهي مرحلة العقود الطويلة ما قبل السبعينات ، فكان اختيار العريس للعروسة تحت شعار واحد وهو : من أي عائلة هذه العروسة؟ فعائلة فلان عائلة كبيرة وسمعتها طيبة ومركزها الاجتماعي مرموق ... نعم هذه هي العروسة المناسبة .
- وأيضاً موافقة العروسة علي العريس بنفس المفهوم ، من أي عائلة هذا العريس؟ من عائلة فلان ، نعم عائلة كبيرة وسمعتها طيبة ومستواها المعيشي كويس ، إذن هو العريس المناسب .
- مع ملاحظة أن كل بيت كان بيت عائلة ، فيسكن فيه عدة أشخاص وليس شخص بمفرده ، فكان لكل شخص حجرة أو جناح من البيت يتزوج فيه ... فكان النسب هو الهدف .

2) المرحلة الثانية :
مرحلة العلم والثقافة : وهي مرحلة بدأت منذ السبعينات تقريباً ، وكان العريس المختار تحت شعار واحد هو : فلان متعلم وموظف ومعه شهادة ... نعم ... هو العريس المناسب ... فكان التعليم أو الوظيفة هو الهدف ... أما اختيار العريس للعروسة فكان يختلف من شخص لأخر ، فهناك من كان يبحث عن عروسة ذات مال أو جمال أو نسب أو موظفة أو ست بيت ماهرة ، فلم يكون في هذه المرحلة معيار محدد لاختيار العروسة .

3) المرحلة الثالثة :
مرحلة المادة والمصلحة (مرحلة المال ) : فهي أصعب وأقسي مرحلة ، فهي مستمرة في الوقت الحاضر ، وقد بدأت منذ أوائل التسعينات تقريباً ، وفيها يبحث العريس عن العروسة الغنية بمال أو بورث أو عروسة موظفة أو عروسة من عائلة كبيرة بها واسطة لتحقيق مصلحة أو وظيفة من الواسطة ، وبالمثل العروسة تختار العريس الغني الذي يملك من المال أو الأطيان أو يأتيه ورث من والديه لكي تتضمن لنفسها حياة زوجية بمستوي معيشة عالي ، وتكون أحسن البنات حظاً ... فمع الأسف الشديد أصبح المال هو معيار الاختيار عند الشاب والفتاة ... بل أصبح الناس يقيمون بعضهم البعض بمقدار ما يمتلكون من مال ، فمن يمتلك جنيه يساوي جنيه ، ومن يمتلك ألف جنيه يساوي الف جنيه ، ومن يمتلك مليون جنيه يساوي مليون جنيه ، ومن لا يمتلك مال لا يساوي شيء ... فأين التقييم بالأخلاق؟؟؟ ، وأين التقييم بدرجة الالتزام ؟؟؟ نعم موجود ، ولكن قلة قليلة تعتبر نادرة في هذا الزمان .

والآن إلي معادلة إختيار الزوجة

- في الفترة الأخيرة والمستمرة حالياً (المرحلة الثالة ) أصبح اختيار أكثر الشباب لزوجة المستقبل يتعلق بهدف معين ، وهذا الهدف يختلف من شاب لآخر ، فهناك من يبحث عن عروسة غنية لتسانده بمالها أو ورثها أو لتساند الأولاد في المستقبل ، وهناك من يبحث عن عروسة موظفة لتساهم معه في مصروف البيت في زمن التضخم وغلاء الأسعار ، وهناك من يبحث عن عروسة من عائلة واصلة ليجد عندها الواسطة للوصول لوظيفة أو ترقية في العمل أو تحقيق مصلحة بطريقة الوساطة ، وهناك من يبحث عن عروسة جميلة لأنه يحب جمال الحريم وهدفه من الزواج المتعة الجنسية .
- فهناك الكثير من الشباب يبحث عن الزوجة الصالحة ولكنه يربط الدين والالتزام بهدف آخر سواء مال أو ورث أو وظيفة أو جمال أو آخر ، وفي هذه الحالة لابد أن يعرف الشباب النية في المفاضلة بين البنات ، فقد يقع الشاب في أخطاء بنية من قلبه دون أن يشعر ،،، وهذا ما يتم توضيحه في معادلة إختيار الزوجة .
- ولكن هناك مصطلحين سوف أصف بهما العروسة التي يبحث عنها الشاب وهما ( غنية – فقيرة ) ، حسب رغبة وهدف الشاب في اختيار العروسة :
o المقصود بكلمة بغنية حسب هدف الاختيار ( ذات مال أو جمال أو نسب أو وظيفة ) .
o المقصود بكلمة فقيرة حسب هدف الاختيار ( ليس لديها مال أو جمال أو نسب أو وظيفة ) .

معادلة إختيار الزوجة


إذا بحثت عن الدين أولاً :

- إذا وجدت الفتاة ملتزمة :
o وكانت غنية وتزوجتها فقد تكون جمعت الدنيا مع الدين
o وكانت غنية وتركتها لتبحث عن غيرها فقد تكون تركت الدين والدنيا بحثاً عن أخري ... ربما لسبب ما آخر
o وكانت فقيرة وتزوجتها فقد تكون تركت الدنيا من أجل الدين
o وكانت فقيرة وتركتها لفقرها لتبحث عن أخري غنية فقد تكون تركت الدين من أجل الدنيا

- إذا كانت غير ملتزمة :
o وكانت غنية وتزوجتها فقد تكون تركت الدين من أجل الدنيا
o وكانت غنية وتركتها لتبحث عن أخري ملتزمة فقد تكون تركت الدنيا من أجل الدين
o وكانت فقيرة وتزوجتها فقد تكون تركت الدين والدنيا من أجل الفتاة
o وكانت فقيرة وتركتها لتبحث عن غيرها فقد تكون تركت الفتاة لعدم إلتزامها أو لفقرها أو لسبب آخر

- إذا كانت الفتاة غنية :
o وكانت ملتزمة وتزوجتها فقد تكون جمعت الدين مع الدنيا
o وكانت ملتزمة وتركتها لتبحث عن غيرها فقد تكون تركت الدين والدنيا بحثاً عن غيرها أو لسبب آخر
o وكانت غير ملتزمة وتزوجتها فقد تكون تركت الدين من أجل الدنيا
o وكانت غير ملتزمة وتركتها لتبحث عن أخري ملتزمة فقد تكون تركت الدنيا من أجل الدين

- إذا كانت الفتاة فقيرة :
o وكانت ملتزمة وتزوجتها فقد تكون تركت الدنيا من اجل الدين
o وكانت ملتزمة وتركتها لتبحث عن غنية فقد تكون تركت الدين من أجل الدنيا
o وكانت غير ملتزمة وتزوجتها فقد تكون تركت الدين والدنيا من أجل الفتاة
o وكانت غير ملتزمة وتركتها لتبحث عن أخري فقد تكون تركت الفتاة من أجل الدين أو الدنيا أو كليهما علي حسب النية

- وهذه المعادلة تنطبق أيضاً علي البنات في اختيار الزوج المناسب ، بنفس طريقة الاختيار ، فالمفاضلة بين عدد من العرسان متقدمين لخطبة البنت أمر هام جداً وخطير ، فالنية في الاختيار والتفضيل بين العرسان لابد أن تكون نية صادقة وهادفة إلي الأصوب ، حتي تبني الحياة الزوجية علي أساس متين من الاستقرار الأسري وعلي أساس استمرار الحياة ، وليست علي أساس هدف معين ترغب البنت في تحقيقه سواء كان المال أو المصلحة أو آخر ، فإن لم يتحقق الهدف في الزيجة الهادفة لغرض معين بدأت المشاكل تطفو علي السطح وتؤدي إلي الدمار الشامل لبيت الزوجية ، فعلي البنت أن تختار بالطريقة التي علمها لنا الدين الإسلامي

معايير الاختيار
( مواصفات الاختيار )

- الغرض من تحديد المعايير (الصفات) هو : تحقيق التقارب علي قدر الاستطاعة بين الزوجين في الطباع والتفكير ، لكي تدوم العشرة بينهما ، ولكي نحاول التقليل علي قدر الإمكان من المشاكل الزوجية ومحاولة حلها بسرعة دون خسائر لأحد الطرفين أو تفريط في الحقوق .
- أنا سوف أذكر معايير اختيار الزوجة (مواصفات الزوجة) من ناحية الدين الإسلامي ، ومن الناحية العلمية والثقافية ، ومن ناحية الواقع العملي الفعلي ، وذلك في المجتمع المصري خاصة والمجتمعات العربية والاسلامية عامة ، فعلي كل شاب أن يفهم كل هذه المعايير ويختار ، ويضع معايير معينة في اختيار الزوجة المناسبة محل البحث ... وهذه المعايير هي :

المعيار الأول : ذات الدين (الزوجة الصالحة) :
- هي المرأة المؤمنة العابدة، التي تحفظ نفسها، وتحفظ زوجها في نفسه وعرضه، وتحفظه في ماله وولده ، وهي التي تُحسن معاملة زوجها وأهلها وجيرانها، وتُحسن إدارة بيتها الذي هو مملكتها الخاصة التي جعلها الله سبحانه وتعالى ملكة متوَّجة عليه ، فالزوج قد يقضي في منزله ساعات قليلة في اليوم لكن المرأة تقضي معظم وقتها في بيتها ، فإن كانت صالحة صَلَحَ البيت كله وإن كانت فاسدة فسَد البيت كله ، ولم لا وهي بمثابة القلب للإنسان ، فإن صَلَحَ القلب صَلَحَ الجسد كله وإن فسَد القلب فسَد الجسد كله وضاع صاحبه
- إن المرأة الصالحة لها عمل عظيم في حياتها وبيتها لا يَقلّ إن لم يَزِدْ عن عمل الرجل وكَدِّه في الحياة لتوفير المال ، فالمرأة سكن لزوجها وحضن لأطفالها ووزيرة اقتصاد لشؤون بيتها ، تعامل زوجَها ـ كما أمَرَ ربها سبحانه وتعالى ـ بالمودة والرحمة والطاعة التامة في غير معصية ، وتربّي أولادها تربية إسلامية صحيحة رشيدة ، فتَغرس فيهم مبادئَ الإسلام العظيم منذ الصغر فينشأون صالحين في المجتمع ، الزوجة الصالحة تقوم على شأنه، وتُعينه على طاعة ربه، وتحفظه في حضوره وغيابه ، وتنصحه وتشير عليه ، وتُخفّف عنه ولا تُثقل عليه ، إذا نظَر إليها سرَّته ، وإن دعاها أجابته ، وإذا غاب عنها حفظته
- ولذلك يجب على المسلم عند الزواج أن يختار الزوجة الصالحة المتدينة الملتزمة ؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "تُنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفَر بذات الدين تَرِبَت يداك") "فاظفَر بذات الدين تَرِبَت يداك" أي: امتلأت يداك بالخير وقلبك بالسعادة (أخرجه البخاريّ 5090 ومسلم 1466/53 ) – قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة ) صحيح الأباني

المعيار الثاني : المال :
- هذا هو معيار الاختيار في المرحلة الثالثة التي مستمرة الآن في هذه الفترة الزمنية ، فرغبة الرجل في الزواج من امرأة غنية ، ورغبة المرأة في الزواج من رجل غني ، وقد ينسى أو يتناسى كل من الطرفين قيمة الدين وأهميته في بناء الأسرة وينظرون إلى المال وحده كهدف ، بل ربما أخفت رغبتهم في المال أشياء كثيرة ، كان من الواجب مراعاتها ، وربما تزداد الرغبة في المال واعتباره معيارًا لدى كثير من الأسر في هذه الفترة الأخيرة ، التي ارتفعت فيها الأسعار وزاد التضخم وارتفع مستوى المعيشة ، وتباهى الناس وغالوا في الأثاث والرياش ، وتفاخروا بالمال ، وألهاهم التكاثر عن أصول الاختيار الحقيقية ، والمعايير المهمة وعلى رأسها "الدين والخلق"

المعيار الثالث : الجمال :
-هناك بعض الرجال هدفهم من الزواج المتعة واللذة الجنسية والعيش مع إنسانة جميلة جداً للتفاخر أمام الناس ، ولكن يشترط ألا يتعارض الجمال مع الدين ، فإذا تعارض بأن كانت الجميلة ليست ذات دين وخلق فعليك أن تتركها وتبحث عن ذات دين وخلق

المعيار الرابع : الأصل والحسب والنسب :
- الناس معادن فلابد أن تكون الزوجة متدينة وملتزمة ومؤدبة ومحترمة وعلي خلق لأنها هي التي سوف تربي أولادها فدورها أكبر من دور الزوج في تربية الولاد ، فينشأ الأولاد علي خلق الزوجة وفي ظل الحياة التي نشأوا فيها وتربوا وترعرعوا فيها .
- ولقد أوصى عثمان بن أبي العاص الثقفي أولاده في تخير النطف فقال: "يا بني الناكح مغترس فلينظر امرؤ حيث يضع غرسه والعرق السوء قلما ينجب فتخيروا ولو بعد حين"وسئل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما حق الولد على أبيه؟ فأجاب بقوله: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن..

المعيار الخامس : لا بد من التكافؤ بين الزوجين:
- وذلك من الناحية الاجتماعية والثقافية والعلمية ، وليس المقصود بالتكافؤ المساواة التامة في كل شيء ، ولكن لا بد من وجود صفات مشتركة تصلح للتواصل ، لأن التقارب في المكانة الاجتماعية والعلم والثقافة والتفكير العقلي بين الزوج والزوجة من الأمور التي تساعد علي استمرار الحياة الزوجية وتقليل المشاكل الزوجية بينهما وسرعة حلها إن وجدت

المعيار السادس : توفر القبول والرضا :
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" ، فلا تحاول أن تتزوج فتاة علي سبيل الضغط من الأهل أو علي سبيل منفعة أو هدف دون قبول أو رضا ،،، لأن مثل هذه الزيجات تكثر بها المشاكل الزوجية وتكون زيجات فاشلة

المعيار السابع : الأبكار :
- من المعايير الهامة فتفضيل البكر علي غيرها ورد في وصايا الرسول صلي الله عليه وسلم ، فتجد في البكر عذوبة الفوه وطيب الحديث والقول وإنتقاء الرحم (أي أكثر ولادة)

المعيار الثامن : الودود والولود :
- فالمراة ذات الود تحافظ علي العشرة والألفة والمودة وتكون متفاهمة وليس لديها عناد الحريم الحاد الذي يؤدي إلي دمار بيت الزوجية ، والمرأة الولود يتحقق معها الغاية من الزواج بالسكن والاستقرار والإنجاب والحفاظ على النوع الإنساني .ولقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خطب امرأة عقيمًا، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب إلا أنها لا تلد أفأتزوجها ؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم". .
- ويمكن معرفة كونها ودودا بسؤال من خالطوها وعاشروها عن قرب ، كما يمكن معرفة كون البكر ولودًا بأقاربها .
- وما يطلب من هذه الأوصاف وغيرها في المرأة يطلب أيضًا في الرجل ، فيختار أهل المرأة لابنتهم الرجل الذي يكون على خلق فاضل ، ويكون ودودًا ومنجبًا غير عقيم ، فلئن كان خطاب الشارع للرجل ، فإن النساء شقائق الرجال في التشريع

المعيار التاسع : العقل :
- العقل في المرأة زينة الحياة علي عكس المرأة الحمقاء ، فالمراة ذات العقل تقوم العشرة معها ، وتكون الحياة معها سعيدة ، فطباع المرأة تنتقل إلي أبنائها ، فإن كانت ذات عقل ونباهة وذكاء تجد تصرفاتها في الحياة من منطق عقلها وكان لهذا التصرف وأثره على الأبناء، وإن كانت حمقاء كان العكس، وقد قيل: "اجتنب الحمقاء فإن ولدها ضياع وصحبتها بلاء".

المعيار العاشر : الاغتراب :
- المرأة غير القريبة التي ليست ذات قرابة يكون ولدها أنجب ، ولهذا يقال: اغتربوا لا تضووا ، أي تزوجوا المرأة البعيدة التي ليست ذات قرابة منكم كيلا يضعف الأبناء ، وذات القرابة القريبة قد يأتي الولد منها غير سليم البدن فقد يتعرض لبعض العاهات الوراثية وقد جاء في علم الوراثة ما يفيد مجئ الولد ضعيفا في جسده وفي ذكائه إذا كان الزواج من ذات قرابة قريبة ،،، قال ابن قدامة : ولأنه لا تؤمن العداوة في النكاح وإفضاؤه إلى الطلاق ، فإذا كان في قرابته أفضى إلى قطيعة الرحم المأمور بصلتها ،

المعيار الحادي عشر : الوظيفة :
- في الفترة الأخيرة أصبحت الفتاة الموظفة هي الفتاه المرغوبة ومحل البحث لدي كثير من الشباب ، فالتضخم والغلاء الباهظ في الأسعار جعل الشاب يبحث عن من تساهم معه في مصروف البيت وتتحمل معه المسؤلية وتكافح معه من أجل استمرار الحياة ، خاصة أن الوظائف أصبحت نادرة وزادت البطالة وازداد أعداد الشعب المصري والشعوب في مختلف أنحاء العالم .

المعيار الثاني عشر : الصدق :
- الصدق والصراحة من الشاب ومن الفتاة أمر هام جداً في مشوار الزواج ، فالعلاقة الزوجية التي تبني علي الكذب والخداع سوف تكون علاقة شك وظنون ومشاكل وعدم استقرار وتسير إلي الدمار الجزئي أو الكلي ، وعدم توفر السعادة وراحة البال ، فيجب وجوباً تاماً علي كل المقبلين علي الزواج أن يلزم لسانهم بعد قلبهم الصدق والصراحة في كل شيء ، فالصدق يعبر عن حسن النية ويؤدي إلي الثقة والأمن والآمان
- فأنا أتوجه بنصيحة إلي كل شاب مقبل علي الزواج : عندما تختار شريكة حياتك عليك بالصادقة الصادقة الصادقة ... وأيضاً النصيحة إلي كل فتاة مقبلة علي الزواج : عليكي بالشاب الصادق الصادق الصادق .

* معايير أخري :

-هناك الكثير من المعايير(الصفات) الأخري في الاختيار منها الأدب والأخلاق والذوق وحسن التحدث والفطنة والنباهة والتعليم والثقافة والوعي والقراءة والاطلاع ولون البشرة والطول .... وغيرها ...
* فلا أفرض علي الشاب والفتاة ، ولا ألزم أحدهما أو كليهما بمعايير معينة للمفاضلة والاختيار ، ولكن أنا أنصح فقط ، وأوضح أشياء يغفل عنها الكثير من الناس في هذا الزمان ، فلا يوجد إنسان كامل المواصفات ، فكل إنسان به الكثير من المزايا والكثير من العيوب ، فلا يجد الشاب فتاة كاملة المواصفات ، ولا تجد الفتاة شاب كامل المواصفات ، ولكن الصحح هو التقارب في الطباع والتفكير ،،، وعلي كل شاب وفتاة أن يدرك الصح من الخطأ ، وأن يحسن الإختيار

ليس من الشرط :



- ليس من الشرط في الاختيار أن تكون الزوجة الصالحة فقيرة أو من عائلة محدودة أو غير جميلة ، فليس هناك مانع أن تكون الزوجة الصالحة غنية ذات مال أو من عائلة واصلة أو جميلة ، ولكن اللغز هو ماذا يفضل الشاب علي ماذا؟ وماذا يترك الشاب من أجل ماذا؟ .
- في هذه الحالة إذا كان الشاب يبحث عن من تسانده بمالها أو بمركز عائلتها الاجتماعي فعليه أن يتبع الطريقة السليمة في معادلة اختيار الزوجة ... ويحسن نيته إلي الدين ، وإذا لزم الأمر أن يفاضل بين الدين والدنيا فعليه أن يترك الدنيا من أجل الدين ، ويحذر الشاب أن يترك الدين من أجل الدنيا ،،، ولا مانع أن يجمع بين الدين والدنيا في الزوجة المختارة ، ولكن الدين يكون النية الأساسية .
- فعلى الفتاة ووليِّها أن يختارَا الزوجَ الصالح وإن كان فقيرًا ، لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه فزوِّجوه" (روى الترمذيّ 1084 وابن ماجه 1967 عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خطَب إليكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فزوِّجوه ، إلا تفعلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض". وقال الألبانيّ في صحيح ابن ماجه 1601: حسن) فالرجل المؤمن الصالح إن أحب زوجته حَفِظها وإن كَرِهَها لم يَبخَسها حقَّها (أخرج مسلم 1496/ 11 وأحمد في المسند 2/329 عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَفرَك مؤمنٌ مؤمنةً؛ إن كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ").
إلي كل شاب يبحث عن عروسته
* عليك بالبحث عن الأخت الملتزمة المتدينة المحجبة الصادقة مع ربها ومع نفسها ، واطلبها من الله تعالي ، فإن الله بمشيئته سوف يحقق لك حلمك بالوصول إلي هذه الأخت علي قدر النية التي في قلبك ، وتوكل علي الله وصلي الاستخارة ، وأعلم أن الطيبات للطيبون والخبيثات للخبيثون .
وفق الله كل من يبحث عن الزوجة الصالحة