عدد المساهمات : 3983 نقاط التقيم : 5067 تاريخ التسجيل : 27/10/2009 الاقامة : ALGERIA
موضوع: تفسير سورة القدر الأربعاء 16 ديسمبر 2009 - 16:30
تفسـير سورة القـدر
تفسيرالسورة: قوله تعالى: "إنا أنزلناه" يعني القرآن، وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة؛ لأن المعنى معلوم، والقرآن كله كالسورة الواحدة. وقد قال: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" [البقرة: 185] وقال: "حم. والكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة"، [الدخان: 3] يريد: في ليلة القدر. وقال الشعبي: المعنى إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر. وقيل: بل نزل به جبريل عليه السلام جملة واحدة في ليلة القدر.
وقيل: إنما سميت بذلك لعظمها وقدرها وشرفها، من قولهم: لفلان قدر؛ أي شرف ومنزلة. قال الزهري وغيره. وقيل: سميت بذلك لأن للطاعات فيها قدرا عظيما، وثوابا جزيلا. وقال أبو بكر الوراق: سميت بذلك لأن من لم يكن له قدر ولا خطر يصير في هذه الليلة ذا قدر إذا أحياها. وقيل: سميت بذلك لأنه أنزل فيها كتابا ذا قدر، على رسول ذي قدر، على أمة ذات قدر. وقيل: لأنه ينزل فيها ملائكة ذوي قدر وخطر. وقيل: لأن اللّه تعالى ينزل فيها الخير والرحمة والبركة والمغفرة. وقال سهل: سميت بذلك لأن اللّه تعالى قدر فيها الرحمة على المؤمنين. وقال: الخليل: لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة؛ كقوله تعالى: "ومن قدر عليه رزقه" [الطلاق: 7] أي ضيق. قال الفراء: كل ما في القرآن من قوله تعالى: "وما أدراك" فقد أدراه. وما
قوله تعالى: "ليلة القدر خير من ألف شهر" بين فضلها وعظمها. وفضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل. وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر. واللّه أعلم. وقال كثير من المفسرين: أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وقال أبو العالية: ليلة القدر خير من ألف شهر . سلام هي حتى مطلع الفجر قيل: إن تمام الكلام "من كل أمر" ثم قال "سلام". روي ذلك عن نافع وغيره؛ أي ليلة القدر سلامة وخير كلها لا شر فيها. "حتى مطلع الفجر" أي إلى طلوع الفجر. قال الضحاك: لا يقدر اللّه في تلك الليلة إلا السلامة، وفي سائر الليالي يقضي بالبلايا والسلامة وقيل: أي هي سلام؛ أي ذات سلامة من أن يؤثر فيها شيطان في مؤمن ومؤمنة. وكذا قال مجاهد: هي ليلة سالمة، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا أذى. وروي مرفوعا.
تعيين ليلة القدر: وهنا ثلاث مسائل: الأولى: في تعيين ليلة القدر؛ وقد اختلف العلماء في ذلك. والذي عليه المعظم أنها ليلة سبع وعشرين؛ لحديث زر بن حبيش قال: قلت لأبي بن كعب: إن أخاك عبد الله بن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر. فقال: يغفر اللّه لأبي عبد الرحمن! لقد علم أنها في العشر الأواخر من رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين؛ ولكنه أراد ألا يتكل الناس؛ ثم حلف لا يستثني: أنها ليلة سبع وعشرين. قال قلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالآية التي أخبرنا بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، أو بالعلامة أن الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وخرجه مسلم. وقيل: هي في شهر رمضان دون سائر العام؛ قاله أبو هريرة وغيره.
. وقال الحسن وابن إسحاق وعبدالله بن الزبير: هي ليلة سبع عشرة من رمضان، وهي الليلة التي كانت صبيحتها وقعة بدر. كأنهم نزعوا بقوله تعالى: "وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان" [الأنفال: 41]، وكان ذلك ليلة سبع عشرة، وقيل هي ليلة التاسع عشر. والصحيح المشهور: أنها في العشر الأواخر من رمضان؛ وهو قول مالك والشافعي والأوزاعي وأبي ثور وأحمد. ثم قال قوم: هي ليلة الحادي والعشرين. ومال إليه الشافعي رضي اللّه عنه.
وقال أبيّ بن كعب: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (ليلة القدر ليلة سبع وعشرين). وقيل: هي ليلة تسع وعشرين؛ لما روي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "ليلة القدر التاسعة والعشرون - أو السابعة والعشرون - وأن الملائكة في تلك الليلة بعدد الحصى". وقد قيل: إنها في الأشفاع. قال الحسن: ارتقبت الشمس ليلة أربع وعشرين عشرين سنة، فرأيتها تطلع بيضاء لا شعاع لها. يعني من كثرة الأنوار في تلك الليلة. وقيل إنها مستورة في جميع السنة، ليجتهد المرء في إحياء جميع الليالي. وقيل: أخفاها في جميع شهر رمضان، ليجتهدوا في العمل والعبادة ليالي شهر رمضان، طمعا في إدراكها، كما أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات، واسمه الأعظم في أسمائه الحسنى، وساعة الإجابة في ساعات الجمعة وساعات الليل، وغضبه في المعاصي، ورضاه في الطاعات، وقيام الساعة في الأوقات، والعبد الصالح بين العباد؛ رحمة منه وحكمة.
علاماتها: الثانية: في علاماتها: منها أن الشمس، تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها. وقال الحسن قال النبي صلى اللّه عليه وسلم في ليلة القدر: (إن من أماراتها: أنها ليلة سمحة بلجة، لا حارة ولا باردة، تطلع، الشمس صبيحتها ليس لها شعاع). وقال عبيد بن عمير: كنت ليلة السابع والعشرين في البحر، فأخذت من مائه، فوجدته عذبا سلسا. الثالثة: في فضائلها. وحسبك بقوله تعالى: "ليلة القدر خير من ألف شهر وقوله تعالى: "تنزل الملائكة والروح فيه". وفي الصحيحين: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه) رواه أبو هريرة. وقال ابن عباس: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إذا كان ليلة القدر، تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى، منهم جبريل، ومعهم ألوية ينصب منها لواء على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء على المسجد الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا تدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلا تسلم عليه، إلا مدمن الخمر، وآكل الخنزير، والمتضمخ بالزعفران): وفي الحديث: (إن الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضيء فجرها، ولا يستطيع أن يصيب فيها أحدا بخبل ولا شيء من الفساد، ولا ينفذ فيها سحر ساحر". وقال الشعبي: وليلها كيومها، ويومها كليلها. وقال الفراء؛ لا يقدر اللّه في ليلة القدر إلا السعادة والنعم، ويقدر في غيرها البلايا والنقم.
لماذا سميت بليلة القدر:؟ قال العلماء سميت ليلة القدر لما تكتب فيها الملائكة من الأقدار لقوله تعالى: " فيها يفرق كل أمر حكيم " ورواه عبد الرزاق وغيره من المفسرين بأسانيد صحيحة عن مجاهد وعكرمة وقتادة وغيرهم ، وقال التور بشتى إنما جاء القدر بسكون الدال وإن كان من الشائع في القدر الذي هو مؤاخي القضاء فتح الدال ليعلم أنه لم يرد به ذلك وإنما أريد به تفضيل ما جرى به القضاء وأظهاره وتحديده في تلك السنة لتحصيل ما يلتقي إليهم فيها مقدارا بمقدار.
فضل ليلة القدر: قال تعالى :" إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر". قال أبن عيينة ما كان في القرىن ما أدراك فقد أعلمه وما قال وما يدريك فإنه لم يعلمه. حدثنا علي بن عبد اله حدثنا سفيان قال حفظناه وإنما حفظ الزهري عن سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". إلتماس ليلة القدر في السبع الأواخر: حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي ( ص ) : " أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله ( ص ) أرى رؤياكم قد توطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر. حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحي أبي سلمة قال سألت أبا سعيد وكان لي صديقا فقال اعتكفنا مع النبي ( ص ) العشر الأوسط من رمضان فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها أو نسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين فمن اعتكف مع رسول اله ( ص ) فليرجع وما نرى السماء قزعة فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد وكان من جريد النخل وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله ( ص) يسجد في الماء والطين حتى رأيت الطين في جبهته. دعا رسول الله ( ص ) إلى إلتماس العشر الأواخر من رمضان وفي ليالي الوتر من العشر الأواخر كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنهما أن رسول الله ( ص ) قال :" تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر في رمضان. وابتداء العشر الأواخر يختلف باختلاف أيام الشهر فإذا كان الشهر تماما فتبدأ ليالي العشر الأواخر بعد ليلة احدى وعشرين وثلات وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرينن وهي ليالي الوتر عنه، وإذا كان الشهر ناقصا فإن ليالي العشر الأواخر تبدأ من ليلة عشرين وهي الليلة الأولى ثم ليلة اثنين وعشرين ثم ليلة أربع وعشرين ثم ليلة ست وعشرين ثم ليلة ثمان وعشرين ، فكل ليلة من ليالي العشر الأواخر يصدق عليها أنها ليلة الوتر منه ، ولذا كان ( ص ) يحرص على إحياء ليالي العشر . روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله ( ص ) يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول ( ص ) تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. قيام ليلة القدر من الإيمان: عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ص ) :" من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. إن قيام ليلة القدر وقيام رمضان وصيام رمضان من الإيمان وأورد الثلاثة من حديث أبي هريرة - من يقم ليلة القدر يغفر له . - وقال لا يقوم أحدكم ليلة القدر فيوافقها إيمانا واحتسابا إلا غفر له ما تقدم من ذنبه وقوله في هذه الرواية فيوافقها زيادة بيان وإلا فالجزاء مرتب على قيام ليلة القدر ولا يصدق قيام ليلة القدر إلا على من وافقها.
GOOD BOY الادارة
عدد المساهمات : 3359 نقاط التقيم : 3819 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 37 الاقامة : اقبور
موضوع: رد: تفسير سورة القدر الإثنين 8 فبراير 2010 - 15:29
baall78 عضو مميز
عدد المساهمات : 287 نقاط التقيم : 380 تاريخ التسجيل : 12/02/2010 العمر : 45 الاقامة : الضاية عين صالح
موضوع: رد: تفسير سورة القدر السبت 20 فبراير 2010 - 0:53
عابر صحر مشرف عام
عدد المساهمات : 3596 نقاط التقيم : 4125 تاريخ التسجيل : 10/02/2010 العمر : 41 الاقامة : البركه
موضوع: رد: تفسير سورة القدر الأربعاء 24 فبراير 2010 - 3:42
بارك الله فيك واثقل ميزان حسناتك
فتى الجزائر عضو مميز
عدد المساهمات : 111 نقاط التقيم : 113 تاريخ التسجيل : 08/04/2010
موضوع: رد: تفسير سورة القدر السبت 10 أبريل 2010 - 16:26
جزاك الله خيرا على طرحك في امان الله
handreferee مشرف
عدد المساهمات : 2800 نقاط التقيم : 3089 تاريخ التسجيل : 06/08/2010 العمر : 105 الاقامة : اللي يغلط يدي بطاقة حمراء ويخرج من اللعبة
موضوع: رد: تفسير سورة القدر السبت 28 أغسطس 2010 - 3:30
أسامة الجزائري عضو مميز
عدد المساهمات : 2725 نقاط التقيم : 3083 تاريخ التسجيل : 13/05/2010 العمر : 35
موضوع: رد: تفسير سورة القدر السبت 28 أغسطس 2010 - 12:44
شكرا لك أخي
المتنبي مشرف
عدد المساهمات : 285 نقاط التقيم : 410 تاريخ التسجيل : 21/12/2009 العمر : 35 الاقامة : aoulef
موضوع: رد: تفسير سورة القدر السبت 28 أغسطس 2010 - 12:47
بورك فيك
رمال عين صالح مشرفة
عدد المساهمات : 1273 نقاط التقيم : 1460 تاريخ التسجيل : 13/03/2010 العمر : 34 الاقامة : عين صالح
موضوع: رد: تفسير سورة القدر السبت 28 أغسطس 2010 - 13:07
knfiunz مشرف عام
عدد المساهمات : 3537 نقاط التقيم : 4274 تاريخ التسجيل : 23/02/2010 العمر : 34
موضوع: رد: تفسير سورة القدر السبت 28 أغسطس 2010 - 21:09
بوركت خيرا يا اخي الكبير
رمال الصحراء عضو مميز
عدد المساهمات : 1962 نقاط التقيم : 2210 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 العمر : 28 الاقامة : عين صالح{تمنراست}
موضوع: رد: تفسير سورة القدر السبت 28 أغسطس 2010 - 23:32
athmani_ahmed مشرف
عدد المساهمات : 747 نقاط التقيم : 1148 تاريخ التسجيل : 01/04/2010 العمر : 55 الاقامة : عين صالح تيدكيلت
موضوع: رد: تفسير سورة القدر الإثنين 22 نوفمبر 2010 - 21:02