»¦[••₪◄البحث العلمي في الجامعة الأهـــداف والمحفـــــزات (الجزء الأول)►₪••]¦«

»¦[••₪◄البحث العلمي في الجامعة الأهـــداف والمحفـــــزات (الجزء الأول)►₪••]¦« Pur4231fcd50f0f0b92

البحث العلمي في الجامعة
الأهـــداف والمحفـــــزات
الواقع والمطلوب

المقاصد المرعية والأهداف العلية للبحث العلمي الشرعي

لعل من المفيد استعراض أهم مقاصد الشرع في البحث، وأهم الأهداف والغايات التي توخاها العلماء والباحثون الشرعيون والأئمة الفقهيون والسادة المفسرون والمحدثون من وراء أبحاثهم وتصانيفهم وتآليفهم، ليوجّه الباحثون اليوم جهودهم قِبَلها ، ويتقصّدون بجهودهم أوجهها، ليكونوا على ذات الطريق سالكين ، وعلى نهجهم متمسكين ، وعلى وحدة الهدف قائمين ، وعلى منهاج السلف الصالح سائرين ، والله الموفق لنا أجمعين .
ولقد نظرت في حقيقة البحث العلمي ، وما يجنيه الباحث والقارئ من كل بحث ينجز ، وكل تأليف يصنّف ؛ فوجدت من تلقاء ذلك عشرة مقاصد وأهدافاً للبحث العلمي في النظر الشرعي ، نستعرضها فيما يلي بإذن الله وتوفيقه .

»¦[••₪◄البحث العلمي في الجامعة الأهـــداف والمحفـــــزات (الجزء الأول)►₪••]¦« Pur4231fcd50f0f0b92

المقصد الأول : طلب العلم والمعرفة الخاصّة بطريق البحث :

قد يكون قصد الباحث أو المصنف والمؤلف المعرفة الشخصية ، والإلمام بالمسألة العلمية المعينة ، أو تجميع المسائل في الفنّ المعيّن لنفسه فيستذكر ويراجع إذ تكون المسائل المتعلقة بالموضوع المعيّن مجموعة كلها في سفر واحد يسهل عليه المراجعة والاستذكار ، ومن ثَمَّ يفيد بذلك غيره، وإنْ كان قصده الأول طلب العلم عن طريق البحث والتنقيب والتسجيل والتصنيف.
ولو قرأنا للإمام العلامة أبي الوليد محمد بن رشد الحفيد في مقدمته لمصنفه المفيد (بداية المجتهد ونهاية المقتصد ) غرضه من كتابه نجده تقصّد إفادة نفسه وطلب العلم عن طريق التجميع والتصنيف وأراد المعرفة الشخصية قصداً أساسياً ، فقال رحمه الله بعد الحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسول الله r :" فإنّ غرضي في هذا الكتاب أنْ أُثبت فيه لنفسي ـ على جهة التذكرة ـ من مسائل الأحكام المتفق عليها والمختلف فيها بأدلتها ، والتنبيه على نكت الخلاف فيها ، ما يجري مجرى الأصول والقواعد لما عسى أن يرد على المجتهد من المسائل المسكوت عنها في الشرع، وهذه المسائل في الأكثر هي المسائل المنطوق بها في الشرع، أو تتعلق بالمنطوق به تعلقاً قريباً ، وهي المسائل التي وقع الاتفاق عليها، أو اشتهر الخلاف فيها بين الفقهاء
الإسلاميين من لدن الصحابة رضي الله عنهم إلى أن فشا التقليد .. "اهـ ( [1]).
فهو رحمه الله يوضّح أن غرضه الأساسي وهدفه ومقصده من وضع هذا المؤلف القيّم أن يطلب لنفسه العلم بما اتفق عليه الفقهاء من المسائل والأحكام وما اختلفوا فيه مع تحديد أسباب اختلافهم في كل مسألة اختلفوا فيها .
فهذا من مقاصد البحث العلمي لدى علماء الإسلام ، وهو مقصد شرعي معتبر ، إذ حثّ الشرع إلى طلب العلم واتخاذ كافة الوسائل لتحصيله وتحقيقه ، فكان التدوين والتصنيف والبحث من أقوى وسائل تثبيت العلم واستذكاره في نفس الطالب وذهنه .

»¦[••₪◄البحث العلمي في الجامعة الأهـــداف والمحفـــــزات (الجزء الأول)►₪••]¦« Pur4231fcd50f0f0b92

المقصد الثاني : جمع العلوم لتيسير النظر والتتبع فيها :

وهذا المقصد رعايته مهم جداً ، لأن المسألة العلمية غالباً ما تكون مشتتة موزّعة في مراجع ومصادر مختلفة ، يصعب على طالب العلم الإلمام بها إلاّ بجهد يتواصل وقتاً طويلاً ، وببحث يأخذ جهداً ضنيناً ، فلو وفّرنا لطلاب العلم أحكام المسألة ومباحثها في سفر واحد جامع لكل قضايا المسألة وما يتعلق بها من أقوال ومذاهب وأحكام وآراء ونتائج ، ليقوم الآخرون بذات الجهد في توفير أوقات الآخرين ، فنوفّر للعلماء والباحثين وطلاب العلم الوقت والجهد ليوضعا في أمر آخر يهمّ الأمة قد سُدَّت ثغرة عنه فيسدّ ثغرة عنهم ، وهكذا.
ولقد نبّه علماؤنا الأفاضل ـ رحمهم الله تعالى ـ إلى أهمية هذا المقصد في تجميع العلوم لتيسير الاطلاع والاستقراء والتتبع فيها من شتات ليتجمّع الذهن في النّظر والتدقيق والتأمّل ، فيخرج عن رأي صائب ، أو موقف حكيم ، أو حكم موفّق .
فنجد ملك العلماء علاء الدين بن مسعود الكاساني رحمه الله يجعل هذا المقصد هو الغرض الأصلي والمقصد الكلّيّ من التصنيف والتأليف والبحث فيقول : (( الغرض الأصلي ، والمقصود الكلّيّ من التصنيف في كل فن من فنون العلم هو تيسير سبيل الوصول إلى المطلوب على الطالبين ، وتقريبه إلى أفهام المقتبسين )) .
وهذا هو الإمام شهاب الدين القرافي ـ رحمه الله تعالى ـ يضع لنا هذا الهمّ قصداً نافعاً
من مقاصد البحث والتأليف والتصنيف ، فيقول في مقدمة كتابه النافع ـ الفروق ـ مبيّناً هدف البحث فيه ، فيقول :" وقد ألهمني الله تعالى بفضله أنْ وضعت في أثناء كتاب الذخيرة من هذه القواعد شيئاً كثيراً مفرّقاً في أبواب الفقه ، كل قاعدة في بابها وحيث تبنى عليها فروعها ، ثمّ أوجد الله تعالى في نفسي أن تلك القواعد لو اجتمعت في كتاب ، وزيد في تلخيصها وبيانها والكشف عن أسرارها وحكمها ؛ لكان ذلك أظهر لبهجتها ورونقها ، وتكيّفت نفس الواقف عليها بها مجتمعة أكثر مما إذا رآها مفرّقة ، وربما لم يقف إلاّ على اليسير منها هنالك لعدم استيعابه لجميع أبواب الفقه ، وأينما يقف على قاعدة ذهب عن خاطره ما قبلها ، بخلاف اجتماعها وتظافرها ، فوضعتُ هذا الكتاب للقواعد خاصة .. " اهـ المقصود من كلامه .
وبهذا ينبّه رحمه الله تعالى إلى فوائد تجميع العلوم المتعلقة بالفنّ المعيّن أو المسألة المعينة، على أنها :

1ـ أن تجميع ما يتعلق بالفنّ المعين أو المسألة المعينة من القواعد والأصول والأحكام والآراء وما يترتب على ذلك من آثار ونتائج يكون أظهر للمسألة العلمية ولأبعادها ، وأبهج لحقيقتها ورونقها .
2ـ أن رعاية هذا المقصد يجعل النفوس تتكيّف بالمسألة وأحكامها وقواعدها مجتمعة أكثر مما تكون مفرّقة .
3ـ أن الباحث أو الطالب لعلم المسألة قد لا يتمكّن من الوقوف على جميع ما يتعلق بالمسألة ، وقد يملّ دون الكثير فيكتفي بالقليل اليسير ، أما عند تجميع المسألة وعلمها في سفر واحد جامع فيسهل عليه الوقوف على جميع ما يتعلق بها ، ويمكنه استيعاب أحكامها وأبعادها وفروعها .
4ـ أن تفرّق المعلومات المتعلقة بالمسألة الواحدة من آثارها السالبة أنه لا يقوى الذهن على المتابعة والاستصحاب ، بل يذهب خاطره بما وقف عليه أولاً، بخلاف اجتماعها وتضافرها ، وهو قوله في أقوى عبارة : " وأينما يقف على قاعدة ذهب عن خاطره ما قبلها ، بخلاف اجتماعها وتظافرها " .
وهذه الفوائد والآثار يجب أن ينتبه لها ، ويعمل على تحقيق الفوائد وتفادي سواها .

نلتقي في الجزء الثاني
مع تحيات ابن أقبور
king_akbour

موضوع رائع وجميل موفق ان شاء الله واصل العمل

دمت في خدمة هذا المنتدى
نلتقي لنرتقي مشكووووووووووووووووووووووور.

موضوع بلا شك مفيد

مفيد جدا بلا شك

مشكور على المرور

بوركت على الموضوع المتميز

» »¦[••₪◄البحث العلمي في الجامعة الأهـــداف والمحفـــــزات (الجزء الثاني)►₪••]¦«
» قاموس البحث العلمي
» منهجية البحث العلمي
» ▓ | أحكام ومعاني من أجمل ما قيل (الجزء الأول)| ▓
» القيادة الوقائية والآمنة الجزء الأول