LE TIDIKELT SUITE

الغزو (السرقات والدفاعات في القرن التاسع عشر)

کما في کل البلدان الصحراویة أین قانون الأقوی هو المسیطر فهناک دائماً الغزو في تدیکلت فالابل والمراعي و بعض السلع والأغذیة المخبئة في القصور فهي تهیج جشع عصابات الصحراء و لهذا قامت کل قبیلة ببناء قصبة لتحمي نفسها من انعدام الأمن الاّ أن مجتمع تدیکلت یتکون من بدورحل ومقیمین (حضر) ، الحضرالمقیمین (المرابطین والشرفة ) مضعفین ومفتونین بنوعیتهم الدینیة فیبقون بدون مقاومة یصلون وراء رایات قببهم داعین علی سارقیهم بالعقاب السمائي وفی أغلب الأحیان هذا لا ینفع فالبطن الفارغة لا أذن لها . أما الرحل فعلی العکس لا یترکون أنفسهم لیسرقوا بسهولة ، ما ان یتمکنوا من التجمع بعدد کافي یلحقون بسارقهم وفي بعض المرات الی أبعد مسافة ممکنة وهم أیضاً من جیهتهم لا یتوانون علی تنطیم سباقات حتی تبقی من میعاد الی میعاد ومن انتقام الی انتقام والعداوة في بعض الأحیان تدوم طویلاً . کل هذه الملاحقات وهذه المناوشات کانت عموماً بدون رابط بینها والدافع الأساسي کان خاصة عملیات قطاع الطرق الذین کانوا یترقبون اللحظة المناسبة للقیام بعملیات ناجحة ففي وقت سیدي بوحوص ولد سیدي الجیلالي حوالي 1800 الخنافسة من تمیمون جاؤا في حرکة الی تدیکلت بحملة تقدر ب400 رجل فنهبوا أولاد دحان وأولاد بحمو وأهل اقسطن والخنافسة خوان(أتباع دینین ) سیدي الشیخ فیحترمون الزوی فقام بدو عین صالح بملاحقتهم بینما خرج أولاد زنان لملاقاتهم أما الزوی الذین لم یسرقوا لم یخرجوا معهم سیدي بوحوص اکتفی بکتابت حرز لیحفط الله الملاحقین.، الخنافسة عند وصولهم الی بورجنوب تیط هلکوا جمیعاً والقلة التي فرت منهم لجؤا الی قبة سیدي عبد الرحمان بتیط أحتموا بها فقام أهل تیط باعادة الناجین الی وطنهم ومن ذالک الحین سمي ذالک البور ببور الخنافسة ، وفي 1807 نهب البرابری أقبلي وقتلوا من أهلها الکثیر دون أن یخربوا الزاویة ، لأن جد القاضي السي حمزة وهو کنتي ذبح الذبائح وقام بالضیافة لبرابری الذین تبادلوا معاهدات یتعهد البرابری فیها بعدم غزو الزاویة ، مستمتعین بهذا النصر السهل عادوا وهاجموا أقبلي في1810 ب 700 رجل فسار أولاد زنان قبلهم ولحقوا بهم في مایدر بتفیلالة ، وعندما وصلوا الی مخیمهم سألوا عن رائیسهم فقطعوا یدیه وقدمیه ثم ربطوا ساقیه مع فخذیه کما یربط الجمل وقتل أولادزنان عدد کبیر من البرابری ، فبکت ابنت الرائیس کثیر لما سمعت بما حدث لأبیها وأعدت حملة أخری للانتقام فوصلوا الی عرق شاش و أبادوها بالألغام ، وسنتین بعد ذالک في 1812 قام الخنافسة بنهب أقبلي ولم یترکوا لهم حتی ما یأکلون . ثم حدثت مناوشات بین الزوی وتوارق الأزخیر ففي 1819 قام الأزجیر بخطف خمسة وسبعون جمل من جمال الزوی فی واد امقیدم (تادمایت) السي محمد تبع الغزات وتمکن من استرجاع جزء من الجمال وفي نفس السنة تشکل غزو بسوف(شرق تقرت) لینهب الزوی وکان یقوده بوحدید ولد أقدل فسارالزوی قدماً الی توارق فقتلوا قائدهم وأسترجعوا ابلهم . وفي عصرالتارقي هیبن وأبیه کوس کان التوارق دائماً یغزون الزوی و في مرة نهبو جمال امرأة تسمی السیدة امبارکة ففاوضت هي وأبیها التوارق لیعدوا لها ابلها لکنهم لم یستمعوا لهما فأشتکت الی الشعانبة الذین قاموا بمساعي عدیدة عند الأزجیر ، وفي 1820 توارق التایطوق نهبوا خمسة وأربعون جمل من الزوی وقتل زاوي اسمه الشیخ بوعمامة ، ثم حاول توارق الأزجیر غزو عین صالح في 1825 لکنهم هزموا قربة زبارة جنوب شرق الواحة وکان کبیرهم من بین القتلی ، وقام أیضاً التارقي شیکت في 1830 بغزو الزوی وسرق لهم ابلهم وفي 1833 قتل الشعانبة سیدالحاج جد کبیر أولاد باجوده الحالي ، قام أولاد دحان وأولاد بحمو ببعض عملیات نهب قطیع الشعانبة فأرسلوا جماعة میعاد الی تدکلت للمطالبة باعادة الغنم المسروقة لکن السي الحاج رفض ذالک ،فتجمع الشعانبة للانتقام من أهل تدیکلت فوصل الغزات الی الغابة ونهبوا أولاد دحان عند حاسي أحمد والتقوا بسیدالحاج عند زبارة بین عرق سیدي موسی واقسطن السي الحاج کان عائد من مخیاماته یرکب حصان فهم بالهرب لکن حصانه رفض الانصیاع له فالشعانبة الذین کانوا یرکبون علی فرس انطلقوا لیمسکون به فقتله محمد ولد الطین من شعانبة القبالة رمیاً بالبندقیة ثم تبعه واستولی علی حصانه وترکت جثة سید الحاج في مکانها ووجدها بدو تدیکلت في الصحراء واستمر الشعانبة في النهب وبقوا ثلاث أیام في اقسطن ثم أخذوا طریق العودة ، ثم قام أولاد بحمو بالانتقام وغزوا الشعانبة في البکرات قرب ورقلة علی طریق الواد وأخذوا منهم ابل عدیدة واستمرت الحرب زمن طویل وبعد جولات عدید جنح الطرفین الی السلم في 1836 حرکات کبیرة قام بها البرابری مدفوعة وممولة من طرف أهل رقان سقطت علی أولف في1835 وقد وصلت بعضها الی 600 خیال و1200 مشاة وقاموا بجولة خلال الاقلیم وذهبوا لنهب بأقبلي بعد ما هددوا سکان أولف بقطع نخیلهم وردم فقاقیرهم ان لم یدفعوا النقود للغز وخیم بالجدید ودفعت أولف الشرفة 1000 دورو وبینما کان أولاد زنان محتمین بقصبتهم في الجدید قام البرابرة بمحاصرة القصبة وعبروا الیها عبر الفقارة ووضعوا الغام تحت الحصن ونسفوه ولازالت أثارترمیم الحصن واضحة الی یومنا هذا ومع ذالک تمکن المدافعدن من الصمود فحاصرهم البرابرة أربعین یوماً ولم تنجح جهودهم فانسحبوا تارکین ورأهم أموات کثیرة وأخذوا جرحاهم علی البغال . ، وبعدها قام الغنانمة من توریت (توات) بمهاجمت أولاد زنان في 1838 وقتلوا خمسة عشر شخص من قصبة بلال (أولف) فتبعهم أولاد زنان وألتقوهم قبل غروب الشمس عند حاسي الدلاعة غرب أولف فقتلوا منهم قرابة تسعون رجل ومن بینهم الحاج منصور کبیر توریرت وفي 1840 هاجم البرابری انغر وتقاتلوا بقصبة ارسن فکان هناک قتلی بین أهل انغر وتمکن البرابری بالفرار بالحیوانات التي سلبوها بدون أن یتبعهم أحد وتحدیداً في هذه الحقبة قام الصف الأحمدي بتدیکلت بدعم أصدقائهم بسالي ضد صف سفیان بتوات تحضیراً الی متابعة الاقتتال المعروف بین الطائفتین في توات والذي لم تتدخل فیه تدیکلت لأن مشکل الطوائف لم یکن مطروح بشدة في الناحیة وقامت المعرکة عند بورالرحل بتیطاف مائة واثناعشررجل من الصف الأحمدي سقط في المعرکة ولم یفقد الصف الأحمدي الاّ ثمانیة أو تسع رجال بعد نهایة المعرکة .وبعدها سیدي المهدي کبیر سالي قدم الی عین صالح لیطلب العون فتبعه فریق من عین صالح وانغر وأولاد زنان حتی بودة فقطعوا النخیل ودخلوا القصبات فنکلوا بسکانها ووجدوا کبیر بودة ولد الشیخ البرکة بلقاسم مختبء في بئر فأخرجوه وأعداموه .وفي حوالي 1846 قام عرب ساهل من الشمال ومعهم أولاد الحاج بوفادي بغزو ابل في الغابة فتبعهم عرب عین صالح حتی عرق ریغ (تادمایت) وقتلوا منهم سبعة أوثمانیة ولکن لم یسترجعوا الحیوانات المسروقة وحدث نفس الشي في 1850 حیث غزی أولاد المولات بحوالي ثلاثمائة رجل بینهم تقریباً ستون خیال قطعوا الغابة یسرقون الابل حتی وصلوا عین صالح فتبعهم مهاری عین صالح وانغر لکنهم هزموهم فخرج أولاد زنان لنجدتهم فتفوق أولاد المولات علیهم قرب فونوعین بتوات و أخذوا الابل . وفي 1851 جاء دور الساهلة وغزاها ثمانیة عشررجل من طرود السوف وعند مطاردتهم قتل منهم ستةعشر رجل بواد الحجاج علی طریق اغدامس ، سیدي عبدالله الذي طرد من ورقلة مع بعض القوم الفرنسي جاء یختبء بعین صالح ثم انتقل عند التوارق وبمساعدتهم نهبوا ابل الزوی الذین طاردوهم حتی عین الرجم (مویدیر)واسترجعوا ابلهم وقتل أثناءعشر تارقي وبعد هذه القضیة رجع السي عبدالله الی ورقلة . في حوالي ربع قرن من الزمن حتی 1861 أولاد المولات أو امولاتن ، دویبلال واسمهم أیضاً ادا أوبلال والعرب ( عرب ساهل الشمال) أولاد دلیم (حماید ،أولاد بوکرزیا ، أولاد سالم ، شهالي ،أولاد بوحلیة ) کانوا یغزوا بعضهم البعض .وأصلهم جمیعاً من الساقیة الحمراء ویفرون بعد أن یقوموا بعملیاتهم حتی وصلوا تودیني وهم بدو محاربین أشداء ویخیمون بخیمهم کلها أمام المکان الذي ینون نهبه ولما یسرقون البلاد یذهبون بعیداً وفي 1860 ثلاثون رجل من توارق التیطوق دخلوا الی الغابة واستولوا علی الابل في المراعي عند حاسي العقایة فطاردهم أولاد یحي وأولاد بحمو فلحقوا بهم في مویدیرقرب حاسي مطلق التقرافت فقتلوا منهم اثنان وجرحوا اثنان فتخلی الغزاة علی حیواناتهم وغنیمتهم وفروا بعد ما هزموا ، وفي 1867 قام التیطوق بنهب خمسة وسبعون جمل من الزوی وکان ذالک باعاذ من سیدي لعلی کبیرمتلیلي الذي کان یطالب الزوی بمبلع کدین علی زاویة سیدي بوعمامة بن مهني والذي لا ترید الزاویة دفعه. وفی نفس الحقبة أراد الغنانمة سرقت ابل من الغابة فهاجمهم أولاد زنان فقتلوهم جمیعاً الا شیخ کبیر و شاب استطاع العودة الی دیارهم ثم أعادول الکرة في ربیع 1870 بمائة جمال وسبعون راجلاً الاّ أن أولاد زنان هزموهم وقتلوا منهم ثمانیةعشررجل وانتزعوا منهم ثلاث جمال وجرح من أولاد زنان اثنان وفي شتاء نفس السنة قام أولاد المولات بمهاجمة أکبار قافلة في طریق تینبوکتو ونهبوها فقتلوا الرجال وسرقوا العبید والسلع ولما وصل الخبرالی أولاد زنان رکب أربعین منهم علی راحلاتهم ولحقوا بالغزاة عند أودقاغ بالأهنت وانقضوا علیهم لیلاً وهم نیام فقتلوا منهم سبعة وأعادوا السلع المسروقة الی صاحبها واقتسموا الابل التي غنموها من أولاد المولات وقتل منهم رجل واحد في هذه المعرکة في نفس السنة 1870 جاء بوشوشة الی عین صالح بعد اختلال المنیعة وأقام بها مرکز قیادته و تلقی ترحیباً ودعم کبیران من أهالي عین صالح هو والمدقنة اتباعه وفی نفس العام هاجم مائة من الطرود اقسطن فقتلوا رجل وسرقوا الجمال فقام بمطاردتهم أولاد یحي وأولاد باجوده وتقاتلوا عند تلمسین(تادمایت)فقتلوا متنهم ثمانیةعشروجرحوا خمسون واسترجعوا الابل المسروقة وسقط من قوم عین صالح أربع قتلی واحد من الساهلة وثلاثة من اقسطن.

وخلال 1871 انضم بعض الزوی وأولاد باحمو الی بوشوشة الذي فر أمام الجنرال قالیفیت هربوا من عین صالح لیغرو في جبل عمور بالبیض .، وفی 1872أو 1873عاد أولاد المولات وهاجموا الأکبار القافلة بین أولان (أهنت)وأقبلي وسرقوها وصل الخبر الی تدیکلت عشرون یوم من بعد الحادثة فأنطلق خمسون من أولاد زنان وعشرون رجل من انغر لیرد الکیل الی السراق ونشبت بینهم المعرکة في واد مسعود قرب بودة فهرب فرسان الغزاة علی خیولهم الی بودة والجمالة وضعوا جمالهم في حفرة وصعدوا الی قمة العرق فبحرکة استدار أولاد زنان علیهم وقتلوا الستة والعشرون رجل المتمرکزین وأصبحوا هم أسیاد الأرض والحیوانات والسلع ، وبین 1872 و1873 سبعون فارس من البرابری وبني أمحمد من تفیلالة علی جیادهم غزوا عوینة السیسا فحاول عرب عین صالح أن یقطعوا علیهم الطریق عند حاسي مویلوک (تدیکلت) فقتلوا منهم اثنان أوثلاث لکن الآخرین فروا ومعهم الغنائم أما فی بدایة 1874 بینما کان بوشوشة مخیم في تیونجیقین شمال( مویدیر) فاجأه أغا ورقلة السعید بن ادریس بواد الباطن فخسر بوشوشة رجال کثیرون وأهل تدیکلت عادوا الی قبائلهم . وفي 1875 قام سیدي کنزامنا من دوي منیا بغزو تدیکلت بمائة مهاري وعشرة خیالة فقام بجولة في الفقارة وعین صالح وأخذ جمال بدون أن یهتم وفي نفس السنة 1874 أعاد المدقنة تشکیلهم واستقروا بفقارة العرب وسکنوا في القصور ثم بدؤا یسرقون قوافلهم القادمة من أغدامس فخرج لهم سکان عین صالح ولما تدخل الزوی مکتفین اذاً بسلبهم ثم قام المدقنة بغزو أولاد یحي وهذا ما دفع بهم الی الابتعاد في 1876 وفي نفس السنة سرق التیطوق ستة وعشرون جمل من الزوی في واد میلوک وأفیلیسي (بتادمایت) وکان زعیم الغزاة اسمه بابا أحمد ولد العالم ،فتبعهم الزوی وهم غیرمتأکدین من وجهتهم فوجدوا في طریقهم قافلة تیطوق ذاهبة الی توات لتحمیل التمر فهاجموها قرب الوطیا(الاهنت) ففررجال القافلة وترکوا الحیوانات لزوی ،أما المدقنة ففروا الی قورارة أین نهبوا قافلة لأولاد بابا عیسی عند خنقة الحدید قرب أمقید فخرج خمسة وسبعون من مهارة أولاد باباعیسی وأولاد المختاروأحملان وهاجموا مخیم المدقنة قرب محرزة

وفي نفس السنة هاجم أولاد المولات أکبار القافلة وأتجهو نحو واد أهولان (الأهنت) فلحق بهم أولاد زنان عشرون منهم اتجهوا الی واد أهولاد وخمسون آخرون الی حسيان الطیبین والتقوا بأولاد المولات في واد أمریقن (مسیرة یوم شمال أهولان) فأبادوهم عن آخرهم واسترجعوا الغنائم وابل الغزاة .وفي نفس الوقت کان غزو صغیر من أولاد دلیم سطوا علی جمال بتادمایت ووصلوا حتی مرتفعات ملیانة ثمانیة رجال من الساهلة وواحد من الزوی طاردوا الغزو ولحقوا به عند واد مسعود جنوب بودة وکان عدد الغزاة احدی عشرة رجل فقتل الدورو القید الحالي لساهلة کبیرالغزو واسترجعوا الغنائم منهم .حرکة قام بها دوي منیا تحتوي علی سبعمائة رجل وبینهم مائة وعشرون خیال اجتاحت تدیکلت في 1881 وذالک بعد مرورها بتیمي (توات) فقام سکان تیمي بجمع مال کبیر ودفعده لهم وحاول لکبیرولد الحاج محمد ولد الحاج الحسان أن یشرح لهم أن ما فعلوه سیشجع العصابات للقدوم دوماً الی تیمي لکن خوف الأهالي کان أکبر ووصلت الحرکة الی عوینة السیسا فأخذوا الابل وهاجموا الأهالي بانغر وسلبوا منهم کل ما استطاعوا ثم نزلوا بتیط فدمروها علی آخرها فقطعوا الزرع وسرقوا التمور ودمروا الکتب والأبواب وهرب مرابطین تیط الی أقبلي وبعد کل هذا الخراب ذهبوا الی أولف وفغزوا قصبة مولاي هیبة وقصبة السید ونصبوا مخیمهم أمام تمقطن التي کان لها نفس المصیر وفي تلک المعرکة التي حدثت في القصبة قتل المرابط المدة ثم انسحب الغزو تحت تهدید أولاد زنان الذین تمکنوا من التجمع مرة أخری ودمر الغزو سالي في طریقه الی توات وحاول بدون جدوی شرفة سالي التصدي له لکن هیهات، أما مرابطین تیط فهم یدّعون أن دوي منیا لم یتمکنوا من العودة الی دیارهم لأن الشیخ عبد الرحمان أرسل علیهم سبعة فرسان من فرسانه فقضوا علیهم جمیعاً وذالک لتجرئهم علی تدنیس مقدساتهم.وفي نفس العام عاد المدقنة الی العسکر بالفقارة بعد التفاهم مع باجوده وفي 1882 عزتهم فرسان مخزنة ورقلة بالقرب من انغر فتدخل باجودة وأرغمهم علی ارجاع الغنائم التي کانت خمسة وعشرون جمل ، ثم هوجمت قافلة أولاد باحمو بتماسینین من طرف فزان وسقط منهم ستة قتلی فقامت قبائل تدیکلت مع المدقنة بغزو مضاد فوصلوا الی فزان مضطهدین الافوعاس في طریقهم ،فقام سکان فزان بتحصین مواقعهم لکن هزمهم قوم تدیکلت وعادوا الی دیارهم تارکین المدقنة یبحثون عن فریسة . ثم اختفی المدقنة بعدها بقلیل من تدیکلت وحولوا مسرح عملیاتهم بعیداً . وفي حوالي 1886 قام البرابری بسرقة ابل من تدیکلت فطوردوا حتی عین بلبال فانهزموا فی المعرکة وتخلوا علی أغلب الحیونات التي سرقت ، في 1889 سرق أولاد باحمو ابل من الأزجیر في المسقم (جنوب شرق تادمایت) وخمسة وسبعون جمل من اثنان من الزوی في طریقهم الی اغدامس واثنان آخران علی طریق غات وتمکنوا من العودة بجزء من الغنیمة التي استرجعها منهم خنوخن أمونوکال توارق الأزجیر ، وفي 1893 قام الشعانبي قدور بن شرشورو أخیه بغزو عدد من الحیوانات بغابة سیدالشیخ وحاسي الدبانة فطارده سکان انغر وتمکنوا من قتل بن شرشور قرب حاسي بجران لکن أخاه تمکن من الفرار بالابل وفي نفس الحقبة تسعون رجل من البرابری وأولاد المولات سرقوا قرابة خمسمائة جمل قرب حاسي البوکبوک فتبعهم سکان عین صالح حتی تبلبالة (جنوب غرب بنی عباس) لکن بقوا متباعدین بیهم بمسافة کبیرة . وفي 1894 کان رجل من تیمي عسون ولد الحاج محمد ومعه رجلان من تدیکلت خبدن من کل أحملان ومحمد ولد الحاج محمود متجهین الی تفیلالة ومعهم حرطاني ففاجأهم الغنانمة في زرزور( بین السورة وتفیلالة) فنکلوا بهم و خبدن الوحید الذي تمکن من الفرار الی تفیلالة ثم عاد بعدها الی عین صالح وفي 1895 غزی الغنانمة افیلیسي وأخذوا ابل عدیدة من تدیکلت فعلم السلطان بذالک فکتب الی أهل توات وأمرهم بغزو العنانمة فتجهزکل أهل تدکلت وخرجوا لینضموا الی هذه الحملة مع أهل توات واتجهوا الی الساورة فالتقوا بثلاثمائة أو أربع مائة من البرابری ودوي منیا أرسلهم السلطان لیساعدوهم . فقام الغزو بقطع النخیل وقلتل القلیل من الأهالي ولم یتمکن من الدخول الی قصر المنصور . العلاقة الحسنة بین تدیکلت والأهقار التي کانت السرقات المتبادلة من حین لآخر تجعلها علی المحک حتی تدهورت سنة 1897 حیث قام أولاد عثمان من دق غالی بسرقة سبعمائة ناقة ملک أولاد باحمووأولاد یحي والزوی بملوک عند واد بوطا(شمال مویدیر) فکتب الزوی لتوارق الذین ذهب لهم أهل عزي وأولاد دحان في میعاد (جماعة الصلح) الذین التقوا أهیتقل عند کدیة الحجرة بواد أدوالاق فقام أهیتقل بارجاع تسع ناقات لزوی ورفض اعادة الباقي بل ذهب الی أقصی حد وشتم الرسل فتجمع أولاد باحمو وأولاد دحان والشعانبة واتجهو الی الهقار في بدایة 1898 فقبل التوارق الحرب بأقلمان أملغا (عند قدم عید تینجقین) فی اجران (شمال مویدیر) فهزموا و خسروا ثلاثمائة جمل و في شتاء 1898 أربعین رجل من أولاد دحان والشعانبة قام بعضهم بالانقضاض علی واد ابدری (شرق تدیکلت نحو خنقة لحدید )وأخذو بعض الجمال وآخرون انقضوا في مویدیرعلی قطیع اسلامتن قرب واد ترجرت فسمع التوارق بالخیر فتجمع مائة وعشرون منهم وانطلقوا من الآهقار لیلتقوا الغراة عند عین الرجیم (بمویدیر)عند شروق الشمس واستمرت المعرکة حتی الساعة العاشرة قتل من تدیکلت احدی عشر قتیل والناجون فروا راجلین وترکوا الغنائم وابلهم بین أیدي التوارق الذین قتل منهم ثلاثة رجال .وبعد هذه الحادثة دخل التوارق في مفوضات سلام في 1899 وبعثوا میعاد(جماعة صلح) مکونة من أربعین رجل الی تیط وقافلة من أربعمائة جمل الی أقبلي الاّ أن المیعاد (جماعة الصلح) کانت بدون نتیجة لأن کل طرف لا یرید التنازل عن حق استرجاع الغنائم المسلوبة ، بینما کانت القافلة في أقبلي قد حملت التمر والقطن وأشیاء أخری وأخذت طریق العودة الی الأهقار ، فکانت فرصة مناسبة لأهل تدیکلت لان الزوی أخرون کثیرون لم یعودوا الی ممتلاکاتهم فقامت فرقة من الزوی ومن أولاد باحمو وأولاد دحان وأولاد یحي بمطاردة القافلة فمروا علی تین تناي وأنقضوا عند الغسق علی القافلة التي لحقوا بها عند أدوکروز (الاهنت) فهرب التوارق وأخذ قوم عین صالح الابل والسلعة وعادوا بها .

وبعد 1899 قام التارقي أوان تنیري بسرقة جمال بمویدرعند أفیسي (تادمایت) فطارده الزوی و أولاد باحمو وفقدوا أثره عند أسکسم (مویدیر) وحتی لا یکون تحرکهم بدون فائدة حسب عادات الصحراء انقضوا علی التوارق المخیمین هناک ، ولما وصلوا أزیز (شمال مویدر) تقاسموا الغنائم وعاد أولاد باحموالی تدیکلت وأما الزوی فاتجهوا بجمالهم الی فارس عیون اللیل ، فلحق بهم أوان تنیري الی هناک وسرق ابلهم فطاردوه من جدید قبضوا علیه وقتلوه قرب بهرقة وقتل معه تارقي آخر ولد حمو وتارقي ثالث أسر، ثم أطلقوا صراحه . وبدورهم أولاد دحان نهبوا قافلة لتوارق لکل أمقید في أکتوبر من نفس السنة بتماسنین کانت متوجهة الی اغدامس وقام أولاد دحان باقتسام الغنیمة مع المرابطین افوغاس جاؤا من الجهة الأخری فقام الافغاس باعادة حصتهم الی کل امقید وذهب اولاد دحان بنصف الغنیمة فقط ، ولما تعب التوارق من هذه الحروب المتقطعة أرسلوا مولاي عبدالله الی تدیکلت للتفاوض علی السلام وکان الطرفان قد تعبا من الاقتتال فکانت لهم نفس الرغبة في السلم ولکن وصول الفرنسین قطع هذه المفواضات .

وهکذا انتهت هذه السلسلة من السلب والنهب والقتل والتي دامت قرابة قرن ، والتي لم ننقل منها الاّ أهمها والتي بقیت عالقة في الذاکرة بکل وضوح .

من الموضوع نفهم ان تديكلت عانت كثيرا من الهجمات والسرقات لتشت الناس وابتعادهم عن الدين
مشكور اخي الكريم على الموضوع

» LE TIDIKELT SUITE
» LE TIDIKELT SUITE
» LE TIDIKELT SUITE
» LE TIDIKELT SUITE
» LE TIDIKELT SUITE