كنت منهمك في قرائة الديوان وإذا بإبن اختي الرضيع يبكي
نضرت إليه نضرة غاضبة
ثم بدئ القلم يخط بعض الحروف
[
فكانت هنا بينكم لعلها تحوز ريضاكم
بكاء و بكاء
ثم صمت و بكاء
ثم يغفو الطفل حينا
ثم يصحو
ثم (واء
كم عشقتو الصمت عشقا
اذ يوجلى بي البكاء
ليت يومي في هدوء
ينتهي دون صراخ
ذا رجاء
يا منادا ما تقول
كلها واو وهمز
لستو افهم منها شئ
فقل لي
مالكم تقسون
اتعبني الندى
ام تقول احملوني هدهدوني
ناولوني تمرا بكأس ماء
طار عقلي
هاك مني ما تشاء
انني غاضب الايكفيك عيش الأثرياء
كله عندي سواء
كنت في الديوان
اقرء بعض اشعارالرثاء
ذكرتني انا عمر المرء في فناء
انا هذه الدنيا زوال
وأنها سفر إلى دار البقاء
كنت اسبح في الخيال اراقب الدموعات تهوي
والحديث له شجون و النفوس لها عزاء
ثم إذا بي ابن اخي يملا الدنيا بي البكاء
يشتكي دون حياء
افزع القلب بصوت مزعج
و كأن مس جسمي كهرباء
ليس جوع ولا حلم مزعج ولا داء
ما الذي يبكيك
قال
هل يسرك ان تكبدني الشقاء
فكنت علا وشك الإنفجار
فإذا بصوت حنين عذبا شفاء
قال مذا ياحبيبي
هل يضايقك الجفا
هاك صدري خذ حليبي انه نعم الدواء
فقلت ياأختاه مهلا قد سرا فيكي العناء
قتلي وما العناء يا أخي
كيف اقسو و الأماني من يضلله الهناء
قلت يا ختاه
يا نبع المحبة و العطاء
كم عظيم صبركي وحنانك
اني احبكي
و
فقاطعني البكاء