محمد تدكلت عضو مميز
عدد المساهمات : 3230 نقاط التقيم : 4459 تاريخ التسجيل : 21/07/2010 العمر : 43 الاقامة : عين صالح
| موضوع: التآخي في الاسلام السبت 11 يونيو 2011 - 10:50 | |
| التآخي في الاسلامإن من أعظم وأجمل ما دعا إليه الدين الإسلامي هو التآخي بين المسلمين على اختلاف طبقاتهم ومراتبهم ومنازلهم. كما أن من أوطأ وأخس ما صنعه المسلمون اليوم وقبل اليوم هو تسامحهم بالأخذ بمقتضيات هذه الاخوة الإسلامية. لأن من أيسر مقتضياتهاـ كما سيجيء في كلمة الإمام الصادق عليه السلام ـ أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه. نعم انظر وفكر في هذه الخصلة اليسيرة في نظر آل البيت عليهم السلام ، فستجد أنها من أشق ما يفرض طلبه من المسلمين اليوم ، وهم على مثل هذه الأخلاق الموجودة عندهم البعيدة عن روحية الإسلام ، فكر في هذه الخصلة لو قدر للمسلمين أن ينصفوا أنفسهم ويعرفوا دينهم حقا ويأخذوا بها فقط أن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه ـ لما شاهدت من أحد ظلما ولا اعتداء ، ولا سرقة ولا كذبا ، ولا " غيبة " ولا نميمة ، ولا تهمة بسوء ولا قدحا بباطل ، ولا إهانة ولا تجبرا. بلى : إن المسلمين لو وقفوا لإدراك أيسر خصال الاخوة فيما بينهم وعملوا بها لارتفع الظلم والعدوان من الأرض ، ولرأيت البشر إخوانا على سرر متقابلين قد كملت لهم أعلى درجات السعادة الاجتماعية ولتحقق حلم الفلاسفة الأقدمين، فما احتاجوا حينما يتبادلون الحب والمودة إلى الحكومات والمحاكم ، ولا إلى الشرطة والسجون ، ولا إلى قانون للعقوبات وأحكام للحدود والقصاص ، ولما خضعوا لمستعمر ولا خنعوا لجبار ، ولا استبد بهم الطغاة ، ولتبدلت الأرض غير الأرض وأصبحت جنة النعيم ودار السعادة. أزيدك ، أن قانون المحبة لو ساد بين البشر ، كما يريده الدين بتعاليم الأخوة ـ لانمحت من قاموس لغاتنا كلمة ( العدل ) ، بمعنى إنا لم نعد نحتاج إلى العدل وقوانينه حتى نحتاج إلى استعمال كلمته بل كفانا قانون الحب لنشر الخير والسلام ، والسعادة والهناء ، لان الإنسان لا يحتاج إلى استعمال العدل ولا يطلبه القانون منه إلا إذا فقد الحب فيمن يجب أن يعدل معه ، أما فيمن يبادله الحب كالولد والأخ إنما يحسن إليه ويتنازل له عن جملة من رغباته فبدافع من الحب والرغبة عن طيب خاطر ، لا بدافع العدل والمصلحة. وسر ذلك أن الإنسان لا يحب إلا نفسه وما يلائم نفسه ، ويستحيل أن يحب شيئا أو شخصا خارجا عن ذاته إلا إذا ارتبط به وانطبعت في نفسه منه صورة ملائمة مرغوبة لديه . كما يستحيل أن يضحي بمحض اختياره له ، في رغباته ومحبوباته لأجل شخص آخر لا يحبه ولا يرغب فيه ، إلا اذا تكونت عنده عقيدة أقوى من رغباته مثل عقيدة حسن العدل والإحسان ، وحينئذ إذ يضحي بإحدى رغباته إنما يضحي لأجل رغبة أخرى أقوى كعقيدته بالعدل إذا حصلت التي تكون جزء من رغباته بل جزء من نفسه. وهذه العقيدة المثالية لأجل أن تتكون في نفس الإنسان تتطلب منه أن يسمو بروحه على الاعتبارات المادية ، ليدرك المثال الأعلى في العدل والإحسان إلى الغي ، وذلك بعد أن يعجز أن يتكون في نفسه شعور الاخوة الصادق والعطف بينه وبين أبناء نوعه. فأول درجات المسلم التي يجب أن يتصف بها أن يحصل عنده الشعور بالاخوة مع الآخرين فإذا عجز عنها ـ وهو عاجز على الأكثر لغلبة رغباته الكثيرة وأنانيته ـ فعليه أن يكون في نفسه عقيدة في العدل والإحسان اتباعا للإرشادات الإسلامية ، فاذا عجز عن ذلك فلا يستحق أن يكون مسلما إلا بالاسم وخرج عن ولاية الله ولم يكن لله فيه نصيب على حد التعبير الآتي للإمام . والإنسان على الأكثر تطغى عليه شهواته العارمة فيكون من أشق ما يعانيه أن يهيئ نفسه لقبول عقيدة العدل ، فضلا عن أن يحصل عليها عقيدة كاملة تفوق بقوتها على شهواته. فلذلك كان القيام بحقوق الاخوة من أشق تعاليم الدين إذا لم يكن عند الإنسان ذلك الشعور الصادق بالاخوة . ومن أجل هذا أشفق الإمام أبو عبدالله الصادق عليه السلام أن يوضح لسائله وهو أحد أصحابه " المعلى بن خنيس " عن حقوق الإخوان أكثر مما ينبغي أن يوضح له خشية أن يتعلم ما لا يستطيع ان يعمل به . قال المعلى : قلت له ما حق المسلم على المسلم قال أبو عبدالله عليه السلام : له سبع حقوق واجبات ، ما منهن حق إلا وهو عليه واجب ، إن ضيع منها شيئا خرج من ولاية الله وطاعته ، ولم يكن لله فيه نصيب . قلت له : جعلت فداك ! وما هي ؟ قال : يا معلى إنى عليك شفيق ، أخاف أن تضيع ولا تحفظ ، وتعلم ولا تعمل . قلت : لا قوة إلا بالله . وحينئذ ذكر الإمام الحقوق السبعة بعد أن قال عن الاول منها : ( أيسر حق منها أن تحب له كما تحب لنفسك ، وتكره له ما تكره لنفسك ) . يا سبحان الله ! هذا هو الحق اليسير ! فكيف نجد ـ نحن المسلمين اليوم ـ يسر هذا الحق علينا ؟ شاهت وجوه تدعى الإسلام ولا تعمل بأيسر ما يفرضه من حقوق . والأعجب أن يلصق بالإسلام هذا التأخر الذي أصاب المسلمين ، وما الذنب إلا ذنب من يسمون أنفسهم بالمسلمين ، ولا يعملون بأيسر ما يجب أن يعملوه من دينهم ولأجل التأريخ فقط ، ولنعرف أنفسنا وتقصيرها ، أذكر هذه الحقوق السبعة التي أوضحها الإمام عليه السلام . 1- أن تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك ، وتكره له ما تكره لنفسك . 2- أن تجتنب سخطه ، وتتبع مرضاته ، وتطيع أمره . 3- تعينه بنفسك ، ومالك ولسانك ، ويدك ، ورجلك. 4- أن تكون عينه ، ودليله ، ومرآته . 5- ان لا تشبع ويجوع ، ولا تروى ويظمأ ، ولا تلبس ويعرى . 6- أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم ، فواجب أن تبعث خادمك ، فتغسل ثيابه ، وتصنع طعامه ، وتمهد فراشه 7- أن تبر قسمه ، وتجيب دعوته ، وتعود مريضه ، وتشهد جنازته . وإذا علمت له حاجة تبادره إلى قضائها ، ولا تلجئه إلى أن يسألكها ، ولكن تبادره مبادرة . منقول للفائدة....
| |
|
souzaidتدكلتية عضو مميز
عدد المساهمات : 1640 نقاط التقيم : 1895 تاريخ التسجيل : 04/05/2011 العمر : 32 الاقامة : عين صالح
| موضوع: رد: التآخي في الاسلام السبت 11 يونيو 2011 - 11:09 | |
| | |
|
محمد تدكلت عضو مميز
عدد المساهمات : 3230 نقاط التقيم : 4459 تاريخ التسجيل : 21/07/2010 العمر : 43 الاقامة : عين صالح
| |
karimzaid عضو مميز
عدد المساهمات : 322 نقاط التقيم : 413 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 40
| موضوع: رد: التآخي في الاسلام السبت 11 يونيو 2011 - 16:23 | |
| | |
|
محمد تدكلت عضو مميز
عدد المساهمات : 3230 نقاط التقيم : 4459 تاريخ التسجيل : 21/07/2010 العمر : 43 الاقامة : عين صالح
| موضوع: رد: التآخي في الاسلام السبت 11 يونيو 2011 - 18:46 | |
| | |
|