تديكلت دراسة تاريخ وجغرافيا وعادات البلاد تاریخ البلاد بعد الاحتلال

تاریخ البلاد بعد الاحتلال

العلاقة مع التوارق في 1900 : بعد احتلال تدیکلت عرض التوارق علی السکان الفرار الیهم وترک البلاد للفرنسیین لکن القلیل منهم فروالذین کانوا ملاک اختاروا البقاء وسط بساتینهم مهما یکن شعورهم نحونا ، أما أیطاغل أمونکال الهقار وسیدي أق قراجي فقط اللذان کان العقید دیو قد راسلهم اختاروا البقاء جانباً وعدم التدخل وفي نهایة أفریل أهل تدیکلت غزوا بعض جمال أولاد زنان وکان علی النقیب بزار (bezard) من السریة الصحراویة أن یقوم بغزو مضاد جنوب أقبلي في شهر جوان ، فقوافل نادرة من التوارق یخاطرون بالقدوم الی أولف و عین صالح والعلاقات التجاریة بین الأهقاروتدیکلت تعود بصعوبة . ففي 05 جویلیة غزی التوارق بعض سکان انغر قرب میلوک کانوا قادمین من مویدیر فقام بابا بغزو مضاد علی التیطوق في شهرأوت و رداً علی هذا الغزو المضات قام التیطوق في 15 أکتوبربسرقة خمسة و ثلاثون جمل من أهل أقبلي . وبعدها في 12 أکتوبر قام توارق الأهقارو الأزجیر بسرقة جمال من الزوی قرب عین السوکي کأن التوارق یریدون أن یعیدون أیام حملات السطو الماضیة

تنظیم الاقلیم : کان یجب في وقت قصیرالتفکیرفي فرض القانون في تدیکلت بدل الفوضی السائدة فکل أناس من أصل واحد کانوا متجمعین ما أمکنهم الأمر معاً تحت قیادة معینة وکان هذا التقسیم دقیق جداً لانه علینا تجنب تلاقي مصالح مختلفة مما یتسبب في ایقاظ أحقاد قدیمة وقد تم اختیارالکبار من العائلات المؤثرة .وینقسم أهالي عین صالح کالتالي :

الزوی : عرب رحل (بدو) ومقیمون وهم من أولاد سیدي الشیخ ولهم شرف دیني و قتالي ویقیمون بفقارة الزوی (الفقارة ، زاویة حینون ، زاویة مولاي هیبة ، وسلافن) الساهلة الفوقانیة وملیانة وکبیرهم سي عبدالقادربن الجیلالي وخلفه بعد وقت قصیرأخیه عبد الحاکم

أولاد دخان : عرب رحل ومقیمین ویسکنون باقسطن (أسون ، تاغمت)،حاسي الحجر،وکبیرهم بابا ولد محمد أما بالنسبة لانغر ولأن کل کبارهم قد قتلوا فقد ألحقوا الی قیادة بابا .

أولاد باحمو : عرب مقیمین ورحل ویقطنون باقسطن (القصبة الفوقانیة ،أسول ،تاغمت) عین صالح بقصر العرب

وکبیرهم دحاج ولد الحاج عبد القادرمن عائلة باجودة .

أولاد المختار: عرب مقیمین و بدورحل ویسکنون بفقارة العرب واقسطن وعین صالح (قصرالعرب)

وکبیرهم الحاج عبدالسلام ولد دحاج

أولاد یحي: عرب رحل(بدو) ویسکنون الساهلة الفوقانیة والساهلة التحتانیة والقسم الصغیر أولاد بودحان یلحق بقیادتهم

وکبیرهم الدورو عبد القادر بن الحاج أحمد

أهل عزي : مرابطین مقیمین ویسکنون الساهلة الفوقانیة ،ملیانة وعین صالح (قصر المربطین ، الدغامشة ، زاویة الماء ، البرکة) وکبیرهم عبد القادر بن عبد الکریم

اقلیم تیط : مرابطین مقیمین من أهل عزي وشرفة مقیمین بالزاویة وکبیرهم السي علي بن محمد الصالح

أقلیم أولف : بطلب من الأهالي لم یعین أي کبیرکقیادة لکن کل جماعة عینت ممثل یمثلها في العلاقات مع السلطات

تمقطن : أولاد یحي بدو رحل ومقیمین وممثل الجماعة مبارک ولد الحاج أحمد

أولف الشرفة : شرفة مقیمین وممثل الجماعة السي محمد ولد مولاي عمار

أولف العرب : أولاد زنان مقیمین وممثل الجماعة محمد ولد محمد وأولاد باطلة وأقبلي ألحقوا بنفس القیادة .

أقلیم أقبلي : کنتة مقیمین بالزاویة ، أولاد الحاج أمحمد مرابطین یسکنون بالمنصور وفولان مقیمین بساهل والشرفة مقیمین بعرق شاش والکل تجمعوا تحت قیادة واحدة ویرأس الجماعة الشریف مولاي عمار ولد مولاي الواتیق

محاولة انتفاضت أولاد زنان : کان سکان تدیکلت یأملون أن یکون الاحتلال مؤقت وأن سلطان المغرب سیأتي لطردنا ولعجزهم صابرین لکن ینتطرون الفرصة المناسبة فحوادث الساهلة ،المطارفة وقورارة کان لها انعکاس کبیرفي تدیکلت وخاصة أولاد زنان کانوا معادین ولذالک أرسلنا حامیة صغیرة من خمسون بندقیة والی أولف وقمنا بتغیرکبیر أولف الشرفة لأنه کان قلیل الذکاء بدون سلطة فأستبدل بمولاي هاشم ، وفي 1900 أراد أولاد زنان استغلال فرصة تواجد فیلق تدیکلت بتوات لیهاجموا الجنود القلیلة الباقیة بأولف والاستولی علی المأونة فتصدی لهم الکبیر ثم خرج لهم الملازم کوتنیست (cottenest) في 02 مارس من عین صالح علی رأس قوم صغیر لأول مرة في البلاد ثم أعاد أولاد زنان الی النظام ولما أراد المحرض علی محاولة الثورة الحاج أحمد دحا ،الفرار قتله المخازني ثم حمله الی عین صالح .

صعوبات مع التوارق في1901 : في 1901 قام بابا بغزو مضاد علی ادنان الذین أتوا الی سوق توات لبیع الغنائم التي جمعها من السطوعلی قبائلنا . فمن شهر جویلیة توقفت قوافل التوارق نها ئیاً عن المجيء الی أسواق تدیکلت متحججین شح الموسم والأمر الأکید هو أن الکنتي عابدین قد استقرفي الهقاروهناک شائعة أنه یجند حرکة لیسیربها الینا وفي أوت استعادت بعض القوافل مبادلاتهم ، وفي سبتمبر قام بعض التورق بالسطو علی خمسون جمل کلم شمال اقسطن ، محاولات عدیدة لاستعادت المسروقات لکن دون جدوة وبعد کل أنواع التهرب صرح أتیسي في شهردیسمبرو الذي خلف أیتقل الذي توفي أن هذه الابل أخذها الشعانبة

معرکة تیت (الأهقار) 1902 وتکوین جزء السلام في التوارق .في 1902 غزی کل غالی قافلات عائدین الی تدیکلت ،فذهب کبیر أهل عزي وانغر وأولاد یحي الی الأهقارفي 22 مارس للتفاوض واسترجاع أسهمهم من الأشیاء المسروقة الملازم کوتنیست تبعهم ومعه مرافقین لیحمونهم من أي اعتداء محتمل فاجتازت السریة الصغیرة مویدر ودخلت الهقار وفي تیت هوجمت من ثلاثمائة مهارة أغلبیتهم دق غالی واستمرت المعرکة بحظوظ مختلفة حتی انتهت بهروب المهاجمین الذین خسروا واحد سبعون رجل علی الأرض والأحیاء تفرقوا وبعد معرکة تیت أغلقت أسواق تدیکلت علی التوارق ولسوء الحظ هذا الحضر أضر بأهل تدیکلت الذین لم یجدوا أین یصرفوا منتوجاتهم من التمر. الحاج أحمد بلو عوض کبیر أهل عزي الذي قتل بتیط

هذا الدرس الذي أعطي لتوارق جعلهم یبدون شعور أقل میول للحرب ، باجلود أمغار اهنت جاء الی عین صالح لمقابلة رئیس الملحق وهذا ما فتح الباب أمام موسی أق أمستان الذي تدورحوله مجموعة السلام في الأهقار والذین لا ینتمون لهذا الخط یتبعون الامونکال أتیسي المدبر لمقتل مهمة فلاطرس .

الغزو المضاد في الأهقار : في سبتمبر 1902 أشیر الی مرور غزو من مائة مهري من التوارق بعین السوکي فقام خمسون رجل من سریة تدیکلت التي هي في اطار التکوین ومعهم عشرون قوم من الزوی ونزلوا الی فارس أم اللیل وامسقم حیث وصلوا في 14 سبتمبر ففر الغزو بدون أن یأخذ معه أي شيء ومکونین من سبعة وثلاثون مهارة من توارق الأزجیر ویقودهم السکو أق یحي المسمی رسکو وفي نفس الوقت سمعنا أن غزو من التوارق قد سرق ابل لأولاد دحان کانوا یرعوا بالقرب من عین الرجم (مویدر) کما هناک شائعات أن توارق الأهقارقد تجمعوا في عین أمقل لیهجموا علی عین صالح .،النقیب کوفیت (cauvet) رئیس ملحق أرسل غزو مضاد الی الأهقار بقیادة الملازم قیلو لوهان (guillo lohan) الذي غادرعین صالح بتعداد 170 بندقیة منها 40 مخزني و20 قوم من أولاد یحي والذي قام بالدورة ادلس ، تنطرابین ، تمنراست وتمکنوا من اتباع أثر السراق اسقمرن الذین فروا بعد ما قتل منهم بعض الرجال واستطاع العزو المضاد من انتزاع منهم بعض الجمال ، وفي نفس الوقت کان کبیر الزوی بجیش حراسة مع ثلاثون خیال بالمویدیر وتقدموا حتی طاسیلي الأجیر بدون ملاقات أي أحد في طریقهم .

عودة العلاقات مع الأهقار في 1903: موسی بدأ ینمي في عدد أنصارالصلح علی الرغم من أنه کان یسرق باستمرار وکان الغزو المضاد یجوب أنحاء الأهقار وفي 1903 قام بارسال نواب الی عین صالح حاملین احتجاجات وتفاني موسی أق امستان الذي دعي الی أخذ التصرف کأمنوکال مکان أتیسي وبعدها فتحت أبواب سوق عین صالح في وجه التوارق .

التوغل في الأزجیر وغزو مضاد في الطسیلي : سکان الأجیرأصبحوا أکثر عدونیة وبینما کان بابا في دوریة حول مویدر في جانفي 1903 لحمایة سریة تدیکلت فوصلوا نواحي عین الرجم کان الملازم بسیط (basset) یسیرالی أمقید فواصل حتی الطسیلي وأخذ بعض الأبل . وفي شهر فیفري أخذ الغزاة عشرة جمال من بدو أقبلي قرب فم الزقاق (أهنت) وفي 24 مارس قام ستة مهارة من الأزجیر بقتل أسود و أخذ جملین قرب عین السوکي ثم قاموا بملاحقة قافلة من عین صالح ولحقوا بها عند حاسي مولاي مسیرة یوم من أغدامس فقتلوا منها رجل و جرحوا آخرثم سرقوا خمسة وعشرون جمل وبعض السلع ثم وضعوا مرکزمن 20 رجل وثلاثة شوافة بتماسنین في تیغمار وقطعوا طریق اغدامس نهائیاً ولفتح الطریق أرسل الملازم بسیط الی الطاسیلي الذي خرج من عین صالح في 19 جوان ومعه 50 مهاري ثم لحق بیهم قوم تدیکلت ب100 مهري عند خنقة الماء وأمقید وعلیهم العمل مع سریة قادمة من ورقلة تحت قیادة النقیب بین الاّ أنهم لم یستطعوا الالتقاء فعمل کل منهم علی حدا فمجموعة تدیکلت دخلت واد تریجرت وألتقوا في عین تفرسین بغزو من 40 تارقي کانوا ذاهبین الی مویدروبعد معاقبة القبائل الذین سلحوا الغزو عادت السریة الی أمقید ثم الی مویدر ، وفي سبتمبر 1903 أشاع مبعوثوا أتیسي أن 700 تارقي یتقدمون نحو عین صالح وکانت في تلک الحقبة حملة شائعات زائفة وهي نتیجة حادثة الساورة (معرکة منقر) في نوفمبر 1903 وجدة دوریة کتیبة تدیکلت أثار 14 مهارة بواد أنسرفا (مویدر)وهم غزو من الأزجر ولم یتمکنوا من ملاحقتهم فقام الغزو بمهاجمت اثنان من أولاد باحمو وقتلوا منهم واحد وجرحوا واحد فوجدته الدوریة .

استسلام افوغاس وقدوم موسی أق امستان الی عین صالح : فهم التوارق فی النهایة أنه منذو احتلال الفرنسیین لتدیکلت لم یعد لهم أمل في نهب البلاد کما في السابق ، اثنان من افوغاس أدرار قدما الی عین صالح في بدایة نوفمبر 1903 وهم یقودان مهري قدا وهما مبعوثان من طرف جماعة أدرار ورئیسهم محمد إلي وهم ینقلان استسلام أدرار. وفي دیسمبرأزیول الذي خلف سیدي أق قراجي في قیادة التیطوق یتحضر للحصول لهم علی الأمان.، ولأن موسی کان متردد ذهب الحاج أحمد بیلو الی الأهقار فی جوان لاقناعه بالمجيء الی عین صالح کي یمضي عقد الاستسلام . وبعد عدة محاولات رافقه فیها الی غات تمکن أخیراً من اسطحابه الی عین صالح وصلا في 21 جانفي 1904 فسعد سکان القصورلأنهم أملوا أن هذا الحدث یؤدي الی السلام النهائي مع التوارق.

عادات وتقاليد
تنظیم المجتمع

أقسام وعلاقات اجتماعیة : الأجناس المکونة لمجتمع تدیکلت حافظت علی تباینها تماماً علی شکل طوائف مغلقة جداً والطبقة المسیرة مشکلة من العرب والبربر أما السود بینتمون جمیعهم الی الطبقة السفلی ومن عنصر العرب هناک الشرفة وهم أحفاد الرسول صلی الله علیه وسلم من ابنته فاطمة وبسبب أصولهم فهم یشکلون طبقة نبلاء حقیقیة وشرفة تدیکیت قدموا من المغرب وهم في یومنا هذا في انتکاسة وانحطاط غیر قادرین علی أي شيء . باستشناء بعض التوارق کل البربر مرابطین هم منحدرون من أصول سامیة جداً ورغم شریحتهم الدینیة الاّ أنهم تربطهم علاقة ودیة مع جیرانهم العرب وکثیر من العرب یعرفون القراءة والکتابة لکن لیسو محاربین وکل خلافات دائماً تطرح لتوافق ، والبیض لا یترددون في میزاولة التجارة لکن یعتبرون الأعمال الیدویة شيء منحط فحتی الذین لا یملکون أي شيء یفضلون البقاء في بؤس ملطخین بالطمأ علی أخذ معول وطلب عمل العمل لسد اجتیاجاته ولا حتی الأعمال التي یقوم بها الأجناس المتحضرة معتادین علی الصراع من أجل التواجد یبقون متمددین علی الرمال علی طول القصور ویقضون بکل سهولة أیام کاملة في کسل هاديء والذین یملکون البساتین یستخدمون لزراعتها الخماسة وهم حراطین یترکون لهم خمس المحصول والناس المهمین منهم جمیعهم عندأتباع سود والذین یقولون أنهم من العائلة ولکن یدفعون لهم أجر زهید ویعتبرونهم حمل ثقیل علیهم الاّ انهم یتمسکون بهم للحفاظ علی الوجه الخارجي لأنهم علامة علی علو طبقتهم الأجتماعیة وفي بعض الأحتفالات نری بعض الزعماء یسیرون متبوعین بحراطین حاملین من قصبة الغلیون الی نکنة تبغ المعلم وهو مشهد مضحک ففي أوقات خلت کانوا یسیرون ورا ء الحصان ممسکین بذیله حتی لا یبتعدون .

الحراطین یشکلون الطبقة العاملة وتوکل لهم کل الأعمال الشاقة وهم في أغلب الأحوال عملاء للقبائل العرب والبربر ،والحراطین مکلفین بالأعمال العامة حیث یسمون الأشغال الجماعیة (تویزة) علی أنغام الموسیقة والمعاول تصعد وتنزل باقاع والنتیحة لا یمکن أن تکون کبیرة فمنذو الاحتلال الفرنسي ألغيت العبودیة لکن کان من النادر معاملة السود معاملة سیئة فبعد اشترا ئهم من تجار الرقیق الذین یجلبوهم من السودان یعیشون د ائماً بین العائلات التي یعملون عندها ولا بقیدون في الحدید (قنقلة) الاّ في

الحالات الاستثنا ئیة وخاصة عند محاولتهم الفرار .

کل السکان یتکلمون العربیة وهي اللغة الوطبیة بتدیکلت لکن بعض العا ئلات البربریة تتکلم الزناتیة والعدید من الناس یعرفون التحدث بالتماشق وهي لهجة توارق الشمال والطبقات الآجتماعیة نادراً من تختلط فیما بینها فالبیض یتزوجون فیما بینهم وفي بعض الأحیان یتزوجون حراطنیات لکن العکس غیرممکن في أي حال . وعلی عکس ما یحدث في البلدان المسلمة الأخری فالناس أحاديین، ونادراً ما تستثنی هذه القاعدة فالرجال المتزوجین لا یتخذون أبداً عشیقات سود بأتم معنی الکلمة لکن عموماً السوداوات یخضعنا أحیاناً لنزوات أسیادهم الذین یخدمنهم .

وضعیة المرة في تدیکلت أکثر استقراراً من مثیلاتها في مسلمات الشمال فالمرءة لها بعض النأثیرعلی زوجها الاّ أنه یبقی هو السید في البیت وقد یسمع أحیاناً لأراء زوجته .، وهي غیر ملزومة بالتحجب ولیس من عادة الرجل ضربها وعند ضربها یمکنها ترک بیت الزوجیة وتطلق رسمیاً ومنهم من یحتفظ بزوجته حتی وفاتها رغم آن الطلاق سهل وکثیر الآستعمال وعند الفقراء تتحمل المرءة حتل الأعمال الصعبة ونساء الأغنیاء عندهم خدم یسهرون علی خدمتهن ، وهذه الحالة الرفیعة للمرءة لا تمنع ارتخاء الأخلاق ، فالعادات الفاسدة متفشیة في المجتمع حتی أصبح الرجال والنساء لا یعیرنها أي اهتمام والجرائم العاطفیة غیر معروفة في البلاد ، أما الضیافة فهي قاعدة مطلقة وکل المسافرین یتم استضافتهم من طرف السکان المحلین الذین یتقاسمون استضافتهم واطعامهم والذین یبقون لمدة طویلة ینتقلون من عائلة الی أخری طول مدة اقامتهم . والکبار ینزلون عند کبیر ولا ینزعجون فالمضیفون یتعاقبون علیهم بالضیافة في محل اقامتهم ويأتون لیکلون معهم وعادة یکون الأکل بوفرة فحتی الخدم والجیران یکلون من الباقي وهذا طبعاً حسب ثراء کل شخص ، ونجد عند الزوی عادة مهمة جداً وهي مخزن الضیافة وهي مخازن مغلقة یخبء فیها بعض المؤنة تحسباً لقدوم الضیف ، ویوکد اثنان وهذه المخازن في الأصل أسس ورعة ویوجد واحد بزاویة مولاي هیبة وهناک عدد من النخیل مخصص له وقد ورثهم سیدي بوفص وابنه سیدي عبد القادر أما الأخری ففي الفقارة الکبیرة ونخلها ومائها هو عطاء من سید الحاج محمد والتوارق الذین یأتون لتجارة بتدیکلت یستضلفون بنفس الشيء لکن مع بعض النقص وفي عین صالح ینرل التوارق عند المرابطین الذین عندهم معهم علاقة تجاریة وفي الأقالیم الأخری اسقمرن لا یعتبرون مبدئیاً ضیوف لأنهم یأمون دوماً للأسوق ، والتوارق عادة یکسرون التمر قبل تحمیله وذالک لتخفیف وزنه باستخراج نواته ویعطون نصف النوی الی مضیفهم وأما النصف الآخر فالی الحرطنیة التي قامن بتکسیر التمر ، أما الناس السود فیستضیفهم الأهالي السود

الجماعة : في کل قصریندرج تحت اسم الجماعة تجمع أکبارأو کبارالاقلیم والتي حافظت علی الکثیر من الأدوار التي کانت تلعبها الی بعد الاحتلال فمن المهم معرفة ما کانت علیه هذه الجماعة :

في کل قصر کان هناک رجل واثنان کباروالکبیرهو رجل معروف بحکمته وحماستة الدینیة وکبیر في السن وثري أیضاً وهم لیسوا منتخبین ولکن یقدمون نصا ئح ومساعادات ویفرضون أنفسهم علی عشیرتهم وتجمع کبار الأقالیم یسمی الجماعة .

تهتم الجماعة بکل شي ء یتعلق بالمصلحة العامة أما المسا ئل الشخصیة فیحلها کبیرقصرالمشتکین . وعند سماع قدوم غزو تأخذ الجماعة موقع دفاع وعند ما تکون مجموعة من الأشخاص ولیس لهم صفة غزو یخرج منهم أحد یحمل قطعة قماش علی رأ س عصی ویبدأ فی محادثة معهم حتی یتم التعرف علیه ولخروج ارسالیة تختارالجماعة عدد من الرجال من کل قصرالذین یحاولون منع أي غزو منعزل من الفرارویقوموا باستعادت الأشیاء المسروقة ، فالجماعة لا تتجمع فی تواریخ محدد بل عند حدوث أي حادث فی القصبة الکبیر یخبرالآخرین الذي قد یستغرق یوم والاجتماع یکون بدون احتفال ، وفی أولف العرب القری بعیدة فیجتمعون بفقارة الطوفا الواقعة وسط التجمعات السکنیة ویعطي کل واحد رأیه واذا لم تتوافق الأراء یتفرقون ثم یستعدی الجماعة لتقدیم التنازلات الحمیمیة حتی تتوافق الجماعة وأحیاناً یرسل المشتکین للوقوف أمام السي حمزة الذي الذي یتصرف کقاضي.

والظاهر أن کل الناس یحترمون قرارات الجماعة وعند الرفض تتصرف الجماعة بطریقة أو أخری لفرض قراراتهم وأخذ الوقت اللازم هو قاعدة عامة ویفضلون ترک الأمورعالقة علی الاسا ءة الی بعض الحساسیات معتمدین علی الزمن والنسیان لیعالجا الأمرولذالک هناک مسا ئل عرضة علی للجماعة منذو أربعین سنة وبقیت بدون حل الی یومنا هذا .

المعتقدات

الممرسات الدینیة : کل سکان تدیکلت بدون استثناء یعتنقون الدین الاسلامي ،الاّ أن الحراطین لیسوا متمسکین کالبیض فکل منهم یعیش علی الأقل یمجد العادات الدینیة حسب المحیط الذي یعیش فیها ، ففي أقبلي المؤزن یرفع صوته بالنداء المرتل لصلاة بأعلی صوته بینما فی أغلب الأماکن الأخری یکون منخفض نوعاً ما وهذا التحفض یعتبردقیق لشعیرة دینیة کالصلاة .

وفی رمضان من العادة أن یعلم الناس وقت السحور ولهذا یقوم في القصررجل بالتجول عبرشوارع القصر وهو یضرب علی الدندون لایقاظ الناس لتناول السحور بین الساعة الثانیة والثالثة صباحاً ویعطونه التمرکأجر له . وفی کل قصر یوجد مسحد مبني حسب نوعیة المنازل الأخری في البلاد فلا توجد به لا أقمشة ولا زخارف فالجدران عاریة تماماً وقد تستبدل المساجد في بعض الآحیان بمصلات وهي محاطة بجدار صغیر ویتجمع الناس بها لصلاة أما القبب فهی عدیدة ففي کل مقبرة تجد قبور عدیدة لصالحین الذین یسعدون بتقدیس المخلصین لهم والشکل المعهود للقبة هو شکل هرم محدب قلیلاً في الأعلی وبها فتحة صغیر للدخول زحفاً علی رکبتیک الی الداخل ومنها من لها مواعد زیارة ،فمثلاً قبة مولاي الیازید بعین صالح تزار سانویاً فیقومون بتبیض قبر المرابط أین یأتي الناس مساءًا للاحتفال لمدة أربع ساعات تقریباً فالزوار یصلون ویضعون عطایاهم (الزیارة) ثم تنتهي الحفلة بلعبة الفنطزیة (البارود) ویستمرالحفل لمدة خمسة أیام لکن هذا لا یحدث حالیاً ثم یقوم السکان برش الطین الأبیض علی باب القبة حتی یبارک الولي الصالح منازلهم ، أما المرابطین فیقولون أنهم اذا کان لهم نزاع مع أي عربي فیکفیهم أن یذهبوا الی قبة سبعین صالح بن عزي ویدعون علیه قائلین « یاسبعین صالح بن عزی أعطیه مصیبة » فیسقظ العربي مریض في حینها .

الحج : الحج یتم عبر الطریق غدامس وطرابلس وفي الماضي البعید کان عبر طریق فزان ثم یصل براً الی المدینة المقدسة ومنذ أن أصبح الطریق الی الحج عبر البحر قل عدد الحجیج لأن القلیل من الأشخاص یملک المال اللازم للذهاب الی الحج . أما السبحة فلا یحملها الأشخاص بصورة بارزة لکن الأشخاص المتدینة یحملونها في أیدهم ولیس من اللائق عندهم وضعها حول العنق ولا یضعها بهذه الطریقة سوی الزوی والتجانیة

الطوائف الدینیة : الأغلبیة في تدیکلت یتبعون القادریة ، والطیبیة ، والتجانیة وأیضاً الشیخیة والسنوسیة وبعض الخوان لکن لیسو متطرفین کما هي خاصیة هذه الطریقة ، والی جانب ذالک هناک بعض الطرق الصغیر کالسملالیة (مؤسسها السملالي زاویة في مدین) ولمطایة (مؤسسها السي محمد الحبیب زاویة بتفیلالة) ، الخادم الدیني لشیخ عبد المالک الرقاني بتوات وخادم سیدي محمد بن عبد الصادق من تفیلالة ، الطرق القادریة والطیبیة والتجانیة یمثلهم المقدم ،وقائد أولف الشرفة هو مقدم السنوسیة

الخرافة : کما في المجتمعات البدائیة فان الاعتقادات الخرافة تلعب دوراً مهماً في حیاة سکان البلاد فمثلاً لتفادي عین الحسد یعلق الحراطین عظام حیوان علی جدران منازلهم ویعلقون فک حیوان أو أباریق في بساتینهم ، والنساء الموشامات واللاواتي بهن شعر کثیف فی جباههن هن یجلبن سوء الخظ ، والجیاد المحجلة في أرجلها الأربعة وفي الرأس تعتبر خطیرة جداً والذي یملک هذا النوع من الجیاد علیه أن یسبح في الدم و ان یخرج علیه الی المعرکة فسیقتل حتماً وعلی العکس فالحصان الذي له خصلة شعر کثیفة تحت الحلق أو أین یمر الشریط یجلب الحظ السعید لمالکه ولهذا تجد امرأتان تتشاجران علیه . والناس هنا تخشی کثیراً من الجنون التي تسکن فی کل مکان وتبحث لتلحق سوء بالبشر ویعتقدون أن المرضی عقلیاً قد سکنتهم الجنون والطلبة قادرین علی اخراجهم فمنهم من یدورون علی بطن المریض جمرات من الناروآخرون یستعملون الحنتیت الذي یجلبونه من طرابلس والذي یحرقونه تحت أنف المریض الذي لا یستطیع تحمل الرائحة فیصرخ والطلبة یقرؤن في نفس الوقت أیات قرأنیة وخصوصاً لفظ «بسم الله الرحمان الرحیم » التي یجعل المریض یرددها والذي بهذا الدواء نادراً ما عوضاً من أن یشفی قد یصل المریض الی ذروة الاثارة ،والحیونات أیضاً یمکن أن یرکبهم الجنون وفي هذه الحالة نخط علی رأسها بالحدید محمر بالنارموضع اللجام ، السي حمزة قاضی أقبلي یدعي أنه لا یداوي من رکبه الجنون لأن أبیه عنده معاهدة مع الجنون ففي هذه السذاجة یجد السحرة مسرحاً لممارسة شعوزتهم وهم متهمون بصرقة قطع لحم صغیرة من الجثث في القبوروخلطها مع اللحم الیابس وأشیاء أخری لتکوین ما یسمی بجرع الحب کما یستعملون لنفس الغرض لحم الکلاب أو حلیب أختین مخلوط بحلیب حیوان ما ،والخسوف هو دوماً أمر مرعب ویقولون أن الشمس تتشاجر مع القمر، وطول زمن الخسوف یضربون علی الدف ویرددون الشهادة ، أما النساء والأطفال فینشدون صلاوات حتی یتفادون بها نهایة العالم . ،والناس یعتقیدون أن حلقة الضوء التي تحیط بالشمس أو القمر تنذر بقدوم الغزو.، فکل هذه العلل التي تخفی تحتها قوة مستترة لبد لها من علاج والعلاج هو التمائم وهي تحشی في غلاف معدني أو جلدي أقل شيء یکون متقن الصنع وبداخله ورقة کتب علیها الطلبة أیات قرأنیة بها علامات الشفاء ، والتمائم متواجدة بکثرة بتدیکلت وهناک من یضع الکثیرمنها واحدة ضد الجنون والثانیة ضد العین وأخری ضد وجع الرأس .الخ ، ولتکن هذه التما ئم مفیدة یجب علی من یعلقها أن لا ینزعها أبداً وهي شخصیة ولا تفید الاّ من کتبت لأجله وأخذها صدیق تفقد قیمتها ، وفي تیط عند المرابطین عادة یومنون بها أکثر من العقیدة الاسلامیة ففی کل سنة فی شهر البیض (أفریل) ینتظر الأولاد في القسم ویحملون کل واحد منهم جریدة منزوعة السعف ثم یذهبون ویضعوهم عند حرطنیة المدرسة وفي کل جریدة تربط قصاصات من الصوف أو قماش ثم یعودون حوالي الساعة الرابعة ویأخذ کل واحد منهم جریدته ویدرون حول المنازل وهم یغنون « یا الطبروق ویا لاله بعدوا علینا کل علة » ثم یخرجون من القصر ویرمون الجرید ویعودون الی منازلهم یجرون .

العائلة

الزواج : الزواج في تدیکلت یکون حسب العرف الاسلامي فالنساء یتزوجن باکراً حتی قبل البلوغ والذي یرید أن یتزوج امرأة یبعث أهله أو صدیقه الی عائلة البنت التي یرید تزوجها لیطلبوا یدها وبعد الا تفاق یختار شاهدان ثم یذهب الی الخطیبة ویطلب منها تعیین وکیل ویعین هو أیضاً وکیل عنه ثم یذهب بهم الی الطالب (الامام) الذي یکتب عقد الزواج ویقوم الزوج باعطی ملابس جدیدة وجواهر لزوجة ویقدم المهرلعائلة الزوجة والذي یتراوح حسب کل اقلیم من 50 الی 500 فرنک بالنسبة للبیض حسب الحالة الآجتماعیة للفرد.أما السود فیکتفون ب 5 أو 15 فرنک اما نقداً أو سلعة ، وبعد هذه الاجراءات یأتي الاحتفال فیقوم النسا ء بمشط شعر المرأة واحضارها لزوج علی ظهر جمل اذا کان المسکن بعید وینطلق الرکب في السیر متبوع بأصدقاء العائلة الذین یطلقون البارود والنساء تزغرد واذا کان من عائلة ذات وضع معین یکون من بین الحفل النوبة ، أصحابه العریس یجلسون الی جاببه وهم یرتدون ملابس الاحتفال الجدیدة ویشتد الضجیج ثم أخیراً یقرر الرفاق ترک العروسان ویغلقون علیهم الباب ثم یخیم الصمت علی المنزل اذاً تم العرس فاذا کانت العروس عذراء یقوم العریس باطلاق عیار نار ویضع علی عتبة باب مسکنه عظم

واذا کان الأمر عکس ذالک فانه لا یظهرعموماً لجیرانه نکسته حسب عادات البلاد

الولادة : عند ولادة المولود یأتي الناس لتهنئت الأبوان (مبروک) وبعد أسبوع من الولادة یقوم الوالد بولیمة حیث یقوم الحکماء باختیار اسم للمولود ویفطم بعد عامین ویصبح یتغذی علی الفرینة والتمرمعجون بالزبدة حتی یصبح بامکانه تناول أکل الکبار وفي سن الخامسة حتی العاسرة یختن علی ید معلم بواسطة سکین ویقام حفل لذالک حیث یأتي المدعون یجلسون في البیت ویقولون (مبروک الطهارة ) وکل سبعة أیام یغسل الطفل ویضمد بمسحوق الزجاج أما الأغنیاء فیقیمون حفلاً تعزف فیه الموسیقی

الوفاة : ما ان یموت أحد في العائلة حتی یقوم أفراد الأسرة بدفنه مباشرة واذا مات في اللیل فیدفن بعد طلوع الشمس ، فتغسل الجثة ثم تلف في کفن وینقل النعش المصنوع من أغصان من قلب النخیل مجمع بسیورمن الجلد والذي یغطی بحولي ویحمله أهالي القصربتأني وهم یتلون صلوات مرتلة ویسیرون مشتتین ویوضع النعش في المقبرة و وجهه باتجاه الشرق وینتظر الناس وهم جالسین علی الأرض تجمع أهالي القصور وبعد وصول الأهلي یتقدم طالب لیصلي بالناس وهو عادة من یصلي بالناس في المسجد ، الحفرة قد حفرت من قبل وهي ضیقة جداً وعمقها قرابة کودي حیث یرشون بداخله ورق الحنة ثم یضعون المیت والناس مختلطین حول القبر ثم یغطون القبر بحولي ثم یقوم أهل أوأصحاب المیت بوضع الجثة في القبر ثم ینزعون الحولي الذي ینقل علی النعش ثم یقومون بوضع الحجارة المسطحة فوق القبر وبعدها یغطونها بالطین المخلوط بالماء ثم تنصب حجرتان شاهد واحدة عند رجلیه وأخری عند رأسه ثم یغطون القبر بطبقة رفیعة من الرمل وهکذا ینتهي الدفن فیعود الناس ویبقی بعض الطلبة لیرتلوا سور من القرآن فیقوم أهل المیت بارسال لهم خلال الیوم الکسکس واللحم ، أما البربر فیضعون علی الشاهد جرة بالنسبة للرجل وقدر بالنسبة للمرءة معتقدین أن الأموات یستعملونها في قبورهم فالأول من أجل الشرب و الأخری من أجل اعداد الأکل .

الحیاة المنزلیة

اللباس : سکان تدیکلت یلبسون کسکان السودان ولیس کالعرب فالنساء والرجال یلبسون ألبسة شاعة والکتان غیر معروف عندهم ، أما المساکن فیلبسون سروال وعبایة من القماش الأزرق وقطعة قماش ممزقة علی رأسه وفي أرجلهم نعل من اللیف وهذا هو نعل کل السود والعبایة هی علی شکل قندورة مفتوحة في الجوانب وتخاطة ّفي الأسفل فقط . أما الناس المرتاحین مادیاً فیلبسون سراویل من القطن الأزرق والنساء فیلبسن في أرجلهن البابوش وعبایات عدیدة واحدة فوق الأخری فیلبسن عبایة من کتان زرقاء علی الجلد مباشرة ویلبسن علیها واحدة أخری بیضاء ثم زرقاء وأخیراً یلبسن علیهم عبایة سودانیة زرقاء غامقة مطرزة بنفس اللون وعلیه یضعن حایک ثم حولي وهي قطعة طویلة من القماش یلتفون فیها ویربطن زاویة الحولي بمندیل أو حزام بحلق وتمررونه تحت الکتف الأیسر ثم یلتفن فی الحولي وتمررونه تحت الذزاع الأیمن ثم فوق الرأس أو یمکن أن یحملن نهایته في الید أوربطه في المندیل أو في الحزام أما الرأس فیغطی بقطعة قماش یمررنها تحت اللحیة حتی تشکل لحاف وقطع القماش الزرقاء تجلب من السودان أما القطع البیضاء فتقطع من قطعات من القطن وبعضهن یضعم في أیدیهن أساور من صنع التوارق وفي أصابعهن خواتم ، وفي المناسبات یعوض السروال العادي بسروال سوداني أزرق له شریط عریض مطرزبالأبیض علی الجانب وینزل حتی الکاحل وعبایة منِ ازارأحمر أو أصفر یمکن أن یحل مکان أحد العبایات والعرب یرتدون في بعض الأحیان برنوس ویکتمل اللباس ببعض التحف کالمشط الخشبي للحیة أوالمنقاش أو سکین ، محفظة نقود أو کیس التبغ ویتم تعلیقهم حول الرقبة بواسطة خیط ، ویحلق الرجال رؤسهم و أحیاناً شواربهم ویقلمون اللحیة علی شکل عقد علی طول اللحیة محتفطین بشعر طویل في قمة الجمجمة ویتدلی علی لحرام و الشعر الذي یقص لا یترک أبداً الأرض حیث تجمع بعنایة وتجعل في حفر بالجدار فهم یتبعون هذه العادة بدون أن یولونها أي اهتمام ، أما الأطفال فلا یرتدون الا قندورة صغیرة وفي بعض الأحیان برنوس صغیر والأطفال غیر البالغین دائماً عرات ورؤسهم محلوقة ماعدا فتائل أوخطوط مرتبة حسب رغبته أو لتفادي العین الحاسدة والفتیلة علی مقدمة الجمجمة تسمی القطایة أما ان کانت علی الجانب فتسمی القرن أما العرف فهو خط الشعر مشکل في القمة وفی الغرب السود الصغار یلبسون برنوس صغیر ویسمی الفروة .، أما ملابس النسا ء فهي عبارة عن حولي بسیط یقومن بطیه فی الأعلی لتشکیل موضع الرقبة ویزخرفون الطیة بقطعة من قطن والجزء الذي خلف الرقبة أیضاً یزخرف ثم یلتفن في الحولي وتمررنه تحت الأکتاف ویمسکنه من الفوق بالخلال أو مساک ثم یمررنه علی الرأس ویمسکنه في الأمام بأیدیهن والاواتي یعملن یمررنه حول الرقبة ویمسکنه بالحزام وهناک أیضاً من یضعن حولي فوق الأول ، واللاواتي لا یمشین حافیات یرتدین بابوشي أحمر مطرز بخیوط ملونة بکل الألوان أما مشط فهو معقد جداً حتی أنه یتم مرة في الأسبوع وبالبسبة للبنات الصغار یجمع شغرهن علی شکل فتیلات صغیرة ویربط وراء الأذنین مشکلین ثلاث خطوط مفتولة الشکل تحت الرأس أما النساء فیمشطن شعورهن علی شکل حصیرة علی جهتي الرأس وأخری من ورائه والذي تعلق به عدد من الحلاقات الکبیرة والقیلادات وصدفات (أمجونة) . زجاجیة خاصة وحلاقات حدیدیة أو فضیة والشعیرات تکون مخضبة بالدهن الذی تلتسق به الرمال وتنبعث منه رائحة کریهة حیث تعیش طفیلیات ، والنساء یجلسن علی عتبات بیوتهن یفلین شعورهن بدون أن یحرجهن ذالک ویغطی الشعر بقطعة قماش سوداء توضع علی الرأس فقط وتغطیه من الأمام الی الخلف . وتسمی بیاتة وأحیاناً یستعملونه کالشال ، أما الحلي بالنسبة للنساء فهو متنوع لکن قیمته لیست کبیرة هو من الفضة ویمکن أن نحصي حلق الأذن (خرس‎) و حلق الصدر (خلال) عقد من الزجاج (مخنقة) أساور من الفضة (دبلیزة) أساور من زجاج (أجبق) أساور عریضة من الفضة (قلب) خواتم (خاتم) حلق کبیرة تربط تحت الأذن وخواتم صغیرة (الخوص) أساورالأرجل (خلخال) أما البنات الصغار یلبسن قندورة ولا یرتدین الحلي وملابس النساء والرجال نادراً ما تغسل ومن مرالی أخری یقومون بغسلهم بالطین البیضاء وهن جمیعاً لیس لهن أدنی فکرة عن النظافة ، أما السود فیلتفون في قطعة من القماش مرقعة برقع مختلفة وتسمی دنفاسة وجمعها دنافیس و کل ما قصرت تضاف لها قطعة جدیدة في حوافها وهي ملبوسة علی الجلد ‍والنساء السودوات لا یرتدین الاّ عقد من من زجاج کما یستعملون أذرار الملابس علی شکل عقد وکذالک الظرف الفارغ ویعلقونه کجواهر

الطعام: الطعام یتمثل في التمر الذي تنتجه بساتینهم وبعض الدجاج والحمام التي تربی في البلاد وبعض الأطعمة التي تجلب من خارج البلاد فمن الشمال یجلب الفلفل والسکر والقهوة و الشاي والحمص واللوز.أما من تنبوکتو فیجلبون الأرز والتوارق یزودونهم بلحم البقرالمجفف ، والخراف والمعز والجبن (تکمارین) والزبدة والشحم والجمال لذبح ، لکن الناس تعیش في بؤس ویأکلون عموماً التمر واذا دبح حیوان لا تترک منه أي قطعة ویذهب بعض الجوعی الی أکل حتی الجلود القدیمة و الجزارین یجلسون علی الأرض وینشرون اللحم المقطع والموزع الی حصص صغیرة کي تباع ومن وقت لآخریقوم التوارق بذبح جمل کبیر في السن أو مجروح ولا یرجی شفائه ، والنساء هنا من یقمن باعداد الطعام ویقمن بتحویل القمح أو الشعیر الی دقیق وذالک بطحنه بواسطة حجرتان کبیرتان مسطحتان یدورونها الواحدة فوق الأخری والأطعمة التي یقمنا باعدادها بواسطة ما یملکون هي

أ – بالقمح : الکسرة والخبز: و هو خبز بدون خمیرة یطهی علی الجمر

العیش : وهو الکسکس الرقیق والذي یضاف له اللحم والخضر وأحیاناً یضاف الیه دقیق التافسوت

المردود: وهو کسکس بحبات غلیظة(محمصة) ویضاف الیه اللحم أوالدجاج والخضر

المردوفة : وهي علی شکل کعک یطهی في المقلاة ویکون محشي بداخله بالشحم والفلفل

ب – الشعیر : العصیدة : یغلی فقط

لالرزة : وهي علی شکل محمصة وتطهی کالکسکس

کما یحضرن العصیدة بالتافسوت والبشنة واللحم الطازج یشوی علی الفحم بدون زبدة أو في القدر بالماء ونادراً ما یقطع الی مربعات صغیرة ویقلی في المقلاة ولا یشوی الحیوان کلیاً أبداً واللحم المجفف دا ئماً یطهی في الماء مع الخضر والدجاج أیضاً أما الحمام والبط البري فهو نادرجداً ولا یأکلهم الاّ الفقراء والناس لا تحب الطیورالأخری عدا الحمام والدجاج والأطفال الصغار یأکلون الطیور الصغیرة التي یشونها علی الرماد ، الفواکه تأکل علی طبیعتها والتمور أیضاً وأحیاناً تقوم النساء بتکسیره في مهراس کبیر من الخشب وهذا التمر المکسر یسمی السفوف وبعض سکان عین صالح یضعون التمرمع اللحم أو الحضر لتحلیتها

الماء هو الشراب عادة ، لکن یشربون أیضاً الحلیب الخام أو المروب وقلیل من الشي أوالقهوة ویحضرونهم ککل العرب ویضیفون الفلفل الی القهوة أما الفقراء فیتناولون التمر مرتان أو ثلاث مرات في الیوم ، علی التاسعة صباحاً والثانیة بعد الظهر وعند غروب الشمس وعند التاسعة مساءً عندما یتمکنون من الحصول علی الدقیق یحضرون العیش أو العشاء أما الأغنیاء فیشربون الشاي عند طلوع الشمس یتناولون الغذاء علی التاسعة و علی الثانیة بعد الزوال یشربون الشاي مرة أخری ثم یأکلون بعض التمر والسفوف وفي العشاء علی التاسعة یتناولون العیش والأباء والأبناء الکبار یأکلون معاً والنساء یأکلن مع البنات الصغیرات وأما الأطفال الصغار یکلون علی جهة .

التبغ : الجزء من التبغ المستعمل في تدیکلت یأتي من رقان (توات) مقطع والمدخنین یستعملون الغلیون (السبسي) وهو أنبوب طویل وبه مجمر صغیرجداً یشعلونه بولاعة وحشوة من دومران الذي یستعمل کفحم لسبسي ومنهم من یستعمل العظم ومنهم من یخلط التبغ بالناطرون أما النساء هن أیضاً لا یقاطعن التبغ فمنهن من تدخن الغلیون(السبسي)

المباني : المنازل تبنی بواسطة قوالب من الطین الممزوج بالتراب والمیبس في الشمس وهو علی شکل مثلث ویسمی الطوب وتبنی به جدران بسمک 0.40 م الی 0.60 م والسطح یکون من أعمدة من جزوع النخیل (الخشبة) وعلیه یوضع جرید النخیل ثم یغطی بالطین المعجون والمنازل لیست عالیة فالسقف نادراً ما یتجاوز 2.20 م والمنازل مفتقرة تماماً الی النوافذ ولها مدخل واحد وهو الباب الذي یصنع عادة من الجربد أو من جذوع النخیل (الخشبة) ویزخرف أحیاناً برسومات من الحدید الأبیض علی رداء أحمر والرسم الأساسي هو تقاطع من أربعة جذوع متساویة وبه أقفال من خشب (تکلاب) أو مغالق من الحشب أیضاً تسمی(أفکر) وتستعمل لغلق الأبواب وهو مصنوع بمبدء غریب حیث بفعل الجاذبیة التي تسقط الأسنان الحطبیة الصغیرة داخل الحفر المنحوتة علی الجهة العلویة للمشط الحشبي للفتح یمکن رفعها بواسطة أسنان المفتاح وذالک بجذب المشط نحوک فیتحرر والأبواب الداخلیة تغلق بطریقة سهلة الفتح وعرضها بمعدل 0.80 متر علی ارتفاع 1.50 متر حتی یتمکن السکان من التجول داخلها علیهم الانحناء باستمرار وهو آمر مقلق فعلاً أما أبواب بیوت المخازن فهي أقل طولاً ونادراً ما یصل طولها الی 01 متر وفی الداخل یقسم المنزل کما تبینه الصور التالیة فهناک دائماً غرفتان (سقیفة) وفناء(رحبة) داخلي ومخزن صغیر وفناء للحیوانات (تقمي) أین یوضع کل الفضلات (الزبل) وبها تکون المراحیض کما هناک مطابخ لنساء لکن بدون مداخن ، والغرف مغطات بالرمال وتقوم النساء بتغیرالرمال وعندما تدنسها أقدام الخیوانات التي تتبع نفس طریق السکان ویتم نقل الرمال بواسطة ناقلات صغیرة من الجلد تسمی(کرکور) ، والغرف لا تحتوي علی أي نوع من الأثاث فالجلوس و النوم یکون علی الأرض والناس المرتاحین یتمددون علی حصیر وأما الزوایا (الرکنة) فهي للاستعمالات العامة ویتم النوم بها في الشتاء وذالک بشکل سریع وفوضوي والأزواج ینعزلون ما أمکنهم الأمر في الزوایا عن الآخرین وتقیم النساء عادتاً في الفناء الداخلي وفي الصیف فوق السطح وینامون تحت هیکل مصنوع من جرید النخیل (تهنکة أو الهنکة) مغطات بقطع من القماش أو بالأغطیة ، وتستعمل السطوح أیضاً لتخزین الحطب والتمر و القش أما الأواني الأساسیة لنظافة فهي مبعثرة هنا و مکونة من

1- المهراز، ج- مهاریز : وعاء کبیر من الخشب ملفوف بسویور من الجلد ومعه عمود من الخشب ویسمی (مدقة)

2- القصریة ، ج - قصریات وهو طبق من الطین ویقدم فیه الطعام

3- مرغایة ، ج – مرغایات وهي ملعقة من الخشب

4- البکبوک ، ج - بکابیک وهي جرة من الطین

5- الرحی ، ج – الرحي وهي رحی لدقیق

6- القصعة ، ج – قصع وهو طبق من الخشب

7- المکب ، ج – وهو غطاء لطبق من السلال (السعف) وهو منسوج من الصوف أو الجلد

8- الطبق ، ج – الطبوق وهو طبق من السلال (السعف)

9- القدرة : وهي قدر من الطین

10- البراد : ابریق شاي قادم من أوروبا

11- الصینیة : طبق صغیر لشاي

12 – البطة – ج – بطط وعاء من الجلد بعنق طویل یستعمل لحفظ الزبدة

13- القرن : وهو قرن کبش یستعمل لزبدة

14- القف ، ج – قفاف وهي أوعیة من السلال (السعف) تستعمل لتخزین التمر و الحبوب

15- التدارة، ج – التوادیر وهي علبة من السعف السلال لعدة استعمالات

16- المزود ، ج – مزاوید وهي أکیاس من الجلد تستعمل لحفظ المؤونة وتشبه التي تباع في الجزائر وتجلب من لیبیا .

17- الواغة ، ج – وغات وهي علی شکل مهد من العصي مغطی بالجلد ویستعمل لنقل أغراض العروس عند ذهابها لبیت زوجها ثم تستعمل بعد ذالک لحمل المأکولات عندما یکون الضیوف کثیرون.

18- الفاس، ج - فسان وهو عبارة عن فاس خشن

وفي بعض المنازل نجد في الزاویة مکان مجوف یسمی( لخزانة) في احدی زویا الفناء وترمی بها نواة التمر التي تجمع بعد ذالک لتهرس وتعطی کعلف للحیوانات

طرقات القصور ضیقة ومتعرجة والبیوت قصیرة وغیر مصانة والکثیر منها مخربة و غیر معتنی بها و یجدون من السهل اعادة البناء في مکان آخر وهذه المنازل المبنیة من الطین لا یمکنها الصمود أمام الأمطار القویة التي تعتبر مصیبة کبیرة عند سقوطها بالنسبة للمناطق السکنیة وللسیر في اللیل یستعمل السکان مشعل من جرید النخیل والشمع یعتبر من الترف والناس یتناولون العشاء علی ضوء المنزل أما مدخرات الطعام فتخزن في بیوت غیر مسکونة وعموماً في القصبات وتسمی هذه البیوت (المیشار) والماء الضروري للاستعمال المنزلي یجلب من الفقارة حیث تترک بعض أبارها التي تمر بالقصور مفتوحة أما البدو فیعشون تحت الخیام منهم بعضها من الجلد کالتوارق أما الآخرون فیعشون تحت خیام من نسیج الصوف أو وبر الحیوانات کعرب الشمال

ممارسات النظافة

السکان نادراً ما یغتسلون ویقلون أن هذا یجعلهم یمرضون وحتی في القصور فالطهارة الدینیة تتم بالرمال ولیس نادراً ما نجد أناس علیهم طبقة کثیفة من الأوساخ علی أذرعهم و تقلیداً لتوارق یترکون علیهم لون النیلة التي علی ملابسهم والنساء تفیض شعورهن بزبدة الزنخ و هن أقل اعتناء بأنفسهن من الرجال . وعدم النظافة هذا ینتج عنه أمراض العیون ونری الأطفال أفواههم مغطات بالذباب ولا یقمون بأي حرکة لطرده والمراحض العامة تتسرب وهي لیست من أجل النظافة بل من أجل السماد لتسمید الحقول و العلاجات الطبیة تقتصر علی کثیر من الخلطات من الزبدة والشحم أو لحم المعز .

و یمکن ذکر الوصفات التالیة :

1- الاسهال : امتصاص مسحوق أوراق الأقرقر المجفف والمغلی في الحلیب أو مع اللحم أوالزبدة

2- شراب منعش : تنقع أزاباي المسحوق في الماء أو المخنزة المجففة فالأول یشرب بارد والآخر ساخن فیسهل افراز البول

3- التقيء : یتم توقیفه بشرب أوراق شجرة الیاتیل المنقعة في الماء ویضاف الیها الشحم أو اللحم

4- الرمتیزم : یتم طهي المخنزة مع الأکل ویضاف الیه الفلفل ثم الالتفاف في غطاء والتعرق وبعدها یؤخذ الکبار الذي یعطي نفس النتیجة ویزود بالطاقة کما یمکن کي المنطقة المریضة بعود الدفلة

5- الحرارة وأمراض البرد : یسحق الهد الأخضر وینقع في الماء وتتحرک بعد شربه وهذا یجعلک تتقي أو تتبرز

6- الزکام : تغلی أوراق شجیرة الاراک مع الفلفل في الحلیب الحامض ثم تمتص

7- الالتهاب القصبي : حفظ عروق الصلابة خضراء بعیداً عن الهواء ثم سحقها وطهیها مع لحم المعز وبعد أخذها یلف في غطاء لتعرق أو نقوم بهرس النباح تنشط وخلطه بالمنینة وصرغو والشعیروالفلفل والتمر وعجنها بالماء للحصول علی عجینة من کل شي ء ثم القیام بصنع کویرات تأخذ کل صباح .

8- بسق الدم :

بارك الله فيك اخي بيبي عن المجهود المعتبر الذي تبذله من أجل تسجيل تاريخ صحراءنا الشاسعة .....
وسأضيف موقع المكتبة الالكترونية الفرنسية: لمن اراد المزيد من المعلومات عن المدن الجزائرية قبل الاستعمار و خاصة الصحراوية منها :
انقر هنا

» تديكلت دراسة تاريخ وجغرافيا وعادات البلاد محاولة في تاریخ البلاد
» تديكلت دراسة تاريخ وجغرافيا وعادات البلاد
» تديكلت دراسة تاريخ وجغرافيا وعادات البلاد 2
» تديكلت دراسة تاريخ وجغرافيا وعادات البلاد 3
» تديكلت دراسة تاريخ وجغرافيا وعادات البلاد 4