المرحوم المجاهد بوتقي عبد النبي
1) تعريف الشاعـــر :
هو المرحوم المجاهد بوتقي عبد النبي المزداد سنة 1860م
والمتوفى سنة 1920م إبن الشهيد محمد بن موسى وبن الطيب يمينة بنت الزوبير
شاعر موهوب وكان يجمع بين البدوي والحضر وأحد رواد المقاومة الشعبية وسيد
قبيلته ؛ سجن وعذب بسبب قصائده الشعرية الساخرة من فرنسا ومعظميها ، وحُكم
عليه بالإعدام ونجا بأُعجوبة من مقصلة تاغضميت بباتنة من سنة 1914م إلى
سنة 1918م ؛ من أبرز قصائده التي كشف فيها وحشية عساكر الإحتلال الفرنسي
والمجازر التي إرتكبوها في حق أهالي إينغر ويسجل فيها تاريخ الواقعة التي
إنتصر فيها أهالي إينغر على القوات الإستعمارية ، ويرد فيها على أبواق
المغرضين الرجعيين الذين كانوا يُشككون في بطولة وشجاعة وكفاح أهالي إينغر
و يسخرون من المواقف التي اتخذوها لمواجهة زحف القوات الفرنسية في قصيدة
من ستة(06) وحدات تعريفية :
2) رمز الوحدات الست :
ـ الوحدة الأولى (بأربعة أبيات {1. 2. 3. 4}) :
يكشف فيها سطو قوافل الاحتلال التي كانت تتنقل من عين
صالح إلى ادرار ذهابا و إيابا تمكث بإينغر عدة أيام (و التي مثلها
بـ:"المزانة" أي السحابة العابرة ) كما يستنكر افتراضية استضافة عساكرها و
دوابهم بالقوة , و خيانة ملك المغرب بعدم الوفاء بوعوده لهم .
ـ الوحدة الثانية (بثلاثة أبيات {5. 6. 7}) :
يرد فيها على أبواق المغرضين من الجيران الذين قللوا
من صمود و كفاح أهالي إينغر معتبر ينه تشدد و ليس بجهاد و لا شهادة(في
نظرهم:أهالي إينغر ألقوا بأيديهم إلى التهلكة أي كأنهم قتلوا أنفسهم,و من
قتل نفسه,في النار)وما يثبت ذالك بقاء جثث الذين استشهدوا عراة.
ـ الوحدة الثالثة (بسبعة أبيات {8. 9. 10. 11. 12. 13. 14}) :
يذكر فيها كيف تصدى أهالي إينغر للقوات الفرنسية و ما
تكبدته من خسائر فادحة في الأرواح.و يتباهى بالصدى الذي بلغته الانتصارات
التي حققتها أهالي إينغر, لأن عدة مناطق مجدت تضحياتها,و ذكر منها "مزغنة"(الجزائر العاصمة)ليثبت بها لمن تنتمي هذه المنطقة .
ـ الوحدة الرابعة (بخمسة أبيات {15. 16. 17. 18. 19}) :
يـكـشــف فـيـهـا من أين أتى المدد و من دعم القوات
الفرنسية لنيل الثأر و الانتقام و إبادة أهالي إينغر, و من سعدها في تهديم
القصبتين التي خرج منهما البارود الذي قتل أبناء فرنسا و عملائها المغرر
بهم,لأن في نظرهم أهالي إينغر خارجين عن القانون الفرنسي و تجوز إبادتهم
ـ الوحدة الخامسة (بأربعة أبيات {20. 21. 22. 23}) :
يكشف فيها حصيلة العدوان الفرنسي و ما خلفه من ضحايا و خسائر ألحقت بأهالي إينغر.
ـ الوحدة السادسة (بثلاثة أبيات {24. 25. 26}) :
يؤكد فيها بأن أهالي إينغر مفتخرون بالانتصارات العظمى
التي حققوها و مقـتنعون بشرعية جهادهم (وما يثبت لهم ذالك:جـثـث شهدائهم
الجاثمة في العراء جنوب الدغامشة و لم تـتلاشى و لم تـنهبها القطط و
الكلاب و الذئاب منذ أكثر من قرن من الزمن. و لولا المواقف النبيلة التي
أتخذها أهالي إينغر و التضحيات الجسام التي قدموها, لما وجد أحفاد من كان
ساخرا من مقاومتهم للاحتلال, ما يقولون له الآن:"مجاهدين الدغامشة"و
ليس[بـمقبرة الشهداء] يزورونها في المناسبات لعدم وجود البديل(أعني: عدم
وجود مقبـرة للشهداء غيرها ).
والقصيدة كما يلي
1 ضـاقـت روحـي وخـاطري داخل تـزفـا ر * من عـملة صاحـب الخـزى والمزانـة
2 واحد رومي لآخر أمـخا زني الـثالث سـخار * و الرابع قائـد يحكم بالعـنـف أعـلينـا
3 أ قـعـدنـا مـتجـولـيـن كل أ نهـار بـدار * و هذاك أللي أ كـتـب أعـلينـا مولانـا
4 مـات أ زعـيـمنا و ا نـقـطـعـت الأخبـار * و خـلانـا طايحـين في هذه الطاجـينا
5 أنصحـتمـونا أصحـيح ونـصيـحـتكـم عـار * و عـيب إيـلواْ كان من البركة ولـينا
6 الـغـلبة ماهـيـش عـيـب عـيب الاستـدبار * هذه خلقت في عهد النبي أحراك أحنــا
7 لكن المـكـتـوب ويـن نـهـرب من الـقـدر * لابـد نـصـرفـه هذا الشـي داركنـا
8 أ بـعـث بوشـاطتـه يطـلـب ا لـتـسـيـار * و أحلـفـنا باليـمين لا صارت عـنـا
9 في أول رمضان يـوم جـمعـة آخر أ نهــار * قـلـنا ليه إلى أغـدا تـعـالَ لـيـنـا
10 أ ضربـناه من الـبعـد وارجـع على الادبـار * و أمـشى غـضبان مسود المغـبانــا
11 أ قـتـلـنا من الـعـدو ثـمـانـين أخـيـار * و عـسكر واسويرجان شي ما سولـنـا
12 وارفـد موتاتـواْ فـوق بـيـبـان الـنـجـار * و ادفنهم قبلة عين صالح جبانـــــا
13 إذا كـذبـتـواْ شـوفواْ ما عـملت الاصـقــار * جعـلنا منهم مقـبرة في وسط نخيلنـا
14 هـذه العـملـة رهـا شـاعـت فـي الأبـرار * و رآهم ضربواْ بها المثل نوبة مزغـنـا
15 و أرسل بـوشاطـتوا لسـويـدو جـنـيـنـار * و اجمع له القومان وجاء امفزعها لينـا
16 من قـسنطـينة إلى تـلمسـان و ا تـزايــر * و حـشدهم كاملـين وأتـى بهم لـيـنا
17 حتى الـباقـور والغـنـم واحـمـيـر اكـبـار * و تسمع حس الزهـير عـنـد الحـنانـا
18 واطـلـع فـوق العـروق وأنصب الآت الدمـار * و دقـدق البـروج تحـت منها خرجنـا
19 من الـبـكـرة إلى أغـدا فـي شـو النهــار * هو القـرطاس بـيـنا عـامـل مزنــا
20 ماتـت الأطـفال مع الـنساء وشـيـوخ أكبـار * بالجملة في احـفـيـر رآهـم مردومـا
21 طـاحـت الأسـوار كلها و تـهـدمـت الديـار * و عادت هذه البلاد خربة بـين جـيرانـا
22 ويـن أجـوامـع ويـن خـمـسات التـكـرار * ويـن أقـصابي واش فـيهم من خزنـة
23 عـادواْ كـامـلـيـن في يـد الاسـتـعـمـار * و هذاك اللي أكـتـب أعـلينـا مولانـا
24 ما مـتـنا في الجـهـاد هـذاك اللي نـخـتـار * ما قـعـدنا في بلادنـا و ا تـهـنـينـا
25 هـذوك اللي أمـشوا رآهـم في ثـلث التحـرار * و لحنا يا غافـلـيـن رانا في الإهانـا
26 نـخـتم كلامي بالصلاة والسلام على المخـتـار * و بجاه المرسلين لـحـنا عـشـقـنـا